
استنكرت تركيا إتاحة السويد المجال لمناصري تنظيم PKK الإرهابي للقيام بحملة تحريضية إرهابية ضدها، مهددة برفضها انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي الـ “ناتو” كرد على هذه التجاوزات.
وقال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات، إن “تركيا لا يمكنها إعطاء الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، مبينا أن “السويد لم تلتزم بمعظم التعهدات بخصوص الاتفاق الثلاثي حتى اليوم، وأنها لم تتمكن من تفهم جدية تركيا“.
وأضاف أنه “ما دامت السويد مستمرة في احتضان التنظيمات الإرهابية، فإن انضمامها إلى الـ (ناتو) لن يكون أكثر من حلم“.
ولفت إلى أن “تركيا ما زالت تريد التحقق من أن الحكومة الجديدة في السويد لديها نوايا حسنة، وأنه ينبغي استبدال الكلمات بالأفعال“، مؤكدا أنهم يريدون وفاء السويد وفنلندا بكل بند مذكور في التعهد الثلاثي، حسب وصفه.
وفي السياق، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير السويدي في تركيا، ستافان هيرستوم، للاحتجاج على ما عدّته حملة تحريضية في العاصمة السويدية ستوكهولم من قبل أنصار PKK الإرهابي ضد تركيا، ملمحة إلى توجهها لرفض انضمام ستوكهولم لحلف شمال الأطلسي.
وذكرت مصادر دبلوماسية، الخميس، أن الخارجية التركية استدعت السفير السويدي إلى مقرها في أنقرة، حيث أبلغ بإدانة تركيا واحتجاجها الشديدين للدعاية “الإرهابية” التي استهدفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ستوكهولم.
وأشارت المصادر نفسها إلى أنه هيرستروم أُبلغ بضرورة عدم السماح لمثل هذه الأعمال “الإرهابية” التي تهدد تركيا بشكل علني، مبينةً أنها انتهاك واضح لالتزامات السويد بالاتفاقية الثلاثية.
ولفتت المصادر إلى أنه تم إبلاغ السفير بأن تركيا تنتظر من السلطات السويدية تحديد مرتكبي العمل، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم وضرورة وفاء ستوكهولم بالتزاماتها وفقا للاتفاقية الثلاثية.
من ناحية أخرى، ذكرت رئاسة البرلمان التركي، أن رئيس البرلمان مصطفى شنطوب ألغى زيارة رسمية كان من المقرر أن يقوم بها نظيره السويدي الثلاثاء المقبل إلى أنقرة، ردا على ما وصفه البيان بالحملات التحريضية التي استهدفت الرئيس التركي.
وقال شنطوب في تغريدة له على حسابه في “تويتر“، إنه “من غير المقبول أبدا أن تسمح السويد بهذا العمل الذي وصفه بالإرهابي والشنيع وأن تغض النظر عنه“، مشيرا إلى أن “هذا الاستهداف يشكل تهديدا واضحا للديمقراطية في السويد“.
ورأى أن “حدوث هذا الاستهداف بكل سهولة في بلد قدم طلب العضوية في حلف الـ (ناتو) أمر خطير“.
وكانت مجموعة من أنصار PKK الإرهابي، تجمعت أمام مبنى البلدية في ستوكهولم، وعلقت دمية تصور الرئيس أردوغان على عمود قرب المبنى، كما نشرت هذه الحادثة بلقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقة بتهديدات تستهدف تركيا وأردوغان.
وتضمنت المنشورات أيضا دعوة لتنظيم مظاهرة مناهضة لحلف شمال الأطلسي، في 21 كانون الثاني/يناير الجاري في ستوكهولم.
يُذكر أن تركيا وقعت مع السويد وفنلندا مذكرة ثلاثية تعهد فيها البلدان بالتعاون التام مع تركيا في مكافحة التنظيمات الإرهابية، في قمة الـ “ناتو” بالعاصمة الإسبانية مدريد في 28 حزيران/يونيو الماضي.
وفي إطار المذكرة شُكِّلت آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 آب/أغسطس الماضي في مدينة فانتا الفنلندية.