
جاء في خطبة الجمعة اليوم في عموم مساجد تركيا، أن الشرط الأساسي لنيل رضى ربنا العظيم والخلاص الأبدي هو الإيمان.
وأضافت أن الإيمان هو التصديق من صميم القلب بوجود الله ووحدانيته، وأنبيائه، وملائكته، وكتبه، واليوم الآخر، وأن القضاء والقدر من عند الله.
وتابعت أن الإيمان هو أيضا صدق الإنسان لربه ووعده بالولاء له. إنها الرغبة في العيش في أمان وسلام.
ولفتت إلى أن مؤشر الإيمان وانعكاسه على الحياة هو عمل صالح، فالأعمال الصالحة هي إظهار الوفاء لعهد العبودية الذي نعطيه بالإيمان والخضوع لله بكل كياننا، فإنه يعكس إيماننا في جوهرنا، في قولنا، في سلوكنا، وهو أن نعيش في سلام مع أنفسنا وعائلتنا وبيئتنا.
وأشارت إلى أن الله سبحانه وتعالى بشّر أولئك الذين يجملون إيمانهم بالأعمال الصالحة على النحو التالي “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا “.
وأكدت أن ما يصل بإيماننا إلى الكمال هي الأخلاق الحميدة، التي هي أهم ما يميز المؤمن، مضيفة أن الأخلاق الحميدة هي أعظم ميراث تركه الأنبياء لأمتهم بعد الوحي، وإن التخلق بمكارم الأخلاق والتجنب رذائلها هي مسؤولية لا غنى عنها للمؤمن، مستشهدة بقوله صلى الله عليه وسلم “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا”.
وجاء في خطبة الجمعة، أننا أمة نبيٍ أُثني عليه وأرسل لإتمام مكارم الأخلاق، مشيرة إلى قوله تعالى “وإنك لعلٰى خلق عظ۪يم”، لذلك، مثل نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم، الذي نتشرف بأن نكون أمته، دعونا نسعى جاهدين لعكس إيماننا في كل جانب من جوانب حياتنا وأن نتبنى قيمه الأخلاقية العظيمة.
وتابعت أن انعكاس الإيمان في الحياة الأسرية هو العفة واللطف والحب والمرحمة، وهو تجنب إيذاء وجرح بعضنا البعض.
كما أن انعكاس الإيمان في الحياة التجارية هو الصدق والأمانة، وهو عدم أخذ ما ليس من حقك، وإعطاء الحق بالكامل لمن يستحقه.
وانعكاس الإيمان في الحياة الاجتماعية هو الاحترام والثقة، وفي الحياة التعليمية هو العمل بما تعرفه، واستخدام معرفتك وخبرتك لصالح الناس، إنه النضال من أجل تربية أجيال صالحة، وباختصار، فإن إنعكاس الإيمان في حياتنا هو اتباع أوامر الله بدقة والنظر إلى المخلوقات التي خلقها برحمة، حسب ما جاء في خطبة الجمعة.
يقول ربنا سبحانه وتعالى في الآية إنه سيكافئ المؤمنين الذين سيأتونه بالإيمان والأعمال الصالحة بأجر عظيم “ومن يأته۪ مؤمنا قد عمل الصالحات فاو۬لٰٓئك لهم الدرجات العلٰىۙ”، لذا، دعونا نجعل هذه الأشهر، حيث يقبل رمضان، مناسبة لبدايات جيدة، ودعونا نتخلى عن أعمالنا التي لا تتوافق مع إيماننا، ودعونا نحاسب أنفسنا قبل أن نهاجر من هذه الدنيا، ودعونا نتوج إيماننا بالأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة، ودعونا لا ننسى أنه عندما نوضع في القبر، فإن الجميع وكل شيء سوف يذهب، وسنترك وحدنا مع إيماننا والأعمال التي قمنا بها فقط ، وفق خطبة الجمعة.