سارعت دولة قطر ومنذ الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، لمد يد العون والمساعدات على الأرض وبشكل فوري، يتوجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأحد، بزيارة إلى إسطنبول للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
وكانت توجيهات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تحمل أسمى معاني الإنسانية والتضامن مع الشعب التركي ومع قاطني الشمال السوري، بعد أن خصص وبشكل عاجل جسر مساعدات إغاثية جوي وطارئ.
كما وجّه أمير دولة قطر وأمام هول الفاجعة، بتخصيص 10 آلاف منزل متنقل للمتضررين من الزلزال في تركيا والشمال السوري، بهدف التخفيف من معاناتهم جراء الخسائر البشرية والمادية التي تسبب بها الزلزال.
ولم تقف الهبّة الإنسانية لأمير قطر عند هذا الحد، بل أعلن عن تبرعه بـ 50 مليون ريال قطري لصالح حملة “عون وسند”، التي أطلقتها جمعيات ومنظمات قطرية لنجدة المنكوبين من الزلزال.
وأطلق تلفزيون قطر، حملة إغاثية عاجلة تحت عنوان “عون وسند” ، لجمع تبرعات من أجل مساندة المتضررين جراء الزلزال في تركيا وسوريا، الذي ضرب المنطقتين فجر الإثنين الماضي، بقوة 7.7 درجات مخلفاً خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا.
ووصل إجمالي التبرعات للحملة الإغاثية “عون وسند” على شاشة تلفزيون قطر، التي انطلقت الساعة الخامسة والنصف مساء يوم الجمعة، إلى 168.015.836 مليون ريال، قابلة للزيادة، لدعم المتضررين من الزلزال.
وأتت الحملة بالتعاون بين المؤسسة القطرية للإعلام، وتلفزيون قطر، وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، والهلال الأحمر القطري، و”قطر الخيرية”.
كما أعلنت حملة “عون وسند”، عن تبرع الطفلة روضة بنت فهد بمليوني ريال قطري لصالح الحملة.
وكانت أولى رحلات الجسر الجوي الإغاثي من قطر إلى تركيا والشمال السوري، محملة بفريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي (لخويا)، مجهز بآليات متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى مستشفى ميداني ومساعدات إغاثية وخيم ومستلزمات شتوية.
وفي سياق متصل، تداعت كافة المؤسسات والمنظمات الإنسانية والإغاثية القطرية، إلى تقديم المساعدات اللازمة لمتضرري زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
وتم الإعداد من قبل “قطر الخيرية” لإرسال 30 قافلة إغاثية تتضمن مواد غذائية وغير غذائية بأكثر من 5 ملايين ريال قطري، بعد أن جهزت في الساعات الأولى التي جاءت عقب الزلزال قافلة تضم 4 شاحنات انطلقت من العاصمة القطرية الدوحة، تتضمن مستلزمات طبية وإسعافات أولية وملابس وتمورًا ومواد غذائية.
كما وضعت “قطر الخيرية” خطة طوارئ وإغاثة بقيمة 21 مليون ريال، عبارة عن استجابة عاجلة بقيمة 7.3 ملايين ريال، ومشاريع الإنعاش المبكر وإعادة الإعمار بقيمة 14.6 مليون ريال قطري.
وأعلنت عن البدء بشكل عاجل ومنذ الأيام الأولى للكارثة، عن توزيع 27 ألف وجبة غذائية ساخنة على المتضررين من الزلزال مناصفة ما بين الداخل السوري وتركيا بقيمة تجاوزت مئة ألف دولار.
وفي السياق ذاته، نسقت قطر الخيرية رحلة إسعاف محملةً بـ 43 طنًا من المساعدات المنقذة للحياة، متجهة إلى ولاية غازي عنتاب بدعم من الخطوط الجوية التركية.
وأشارت إلى إن رحلة الإسعاف تحتوي على 500 خيمة مقدمة من صندوق قطر للتنمية، بالإضافة إلى المواد الغذائية الأساسية والإغاثية التي قدمتها سفارة الجمهورية التركية بالدوحة، ومؤسسة قطر.
وشهدت قطر خلال اليومين الماضيين إقبالاً واسعاً من المواطنين والمقيمين على التبرع بالأموال والمساعدات العينية، حيث تبرع فاعل خير قطري بمبلغ مليون ريال ضمن حملة أغيثوا متضرري زلزال تركيا وسوريا التي أطلقتها قطر الخيرية، كما تبرع فاعل خير آخر يتبرع بـ 500.000 ألف ريال لصالح حملة أغيثوا متضرري زلزال تركيا وسوريا.الحملة ذاتها.
وكان الهلال الأحمر القطري، من بين المنظمات والمؤسسات الإنسانية التي سارعت للقيام بواجبها تجاه الكارثة التي تتعرض لها تركيا والشمال السوري، إذ عمل على إدخال المساعدات الإغاثية العاجلة إلى شمالي سوريا بـ 5 شاحنات محملة بـ35 طنا من المواد العاجلة، بتمويل من صندوق قطر للتنمية، والتي تم نقلها عبر القوات الجوية الأميرية القطرية.
كما خصص الهلال الأحمر القطري 4800 سلة غذائية من مخزون بعثته التمثيلية في تركيا لتوزيعها بشكل عاجل على الأسر المتضررة في الشمال السوري، مع دراسة إطلاق حملة إغاثة طارئة لتوفير المزيد من المساعدات على نطاق واسع.
من جانبها، قررت مؤسسة “دوري نجوم قطر” الرياضية، تخصيص عائدات تذاكر مباراتي نصف نهائي كأس قطر لمتضرري الزلزال المدمر.
وأعلنت المؤسسة في بيان، أن “مبادرة لتخصيص عائدات تذاكر مباراتي الدور نصف النهائي من بطولة كأس قطر 2023 لدعم المتضررين من آثار الزلزال الذي وقع في دولتي تركيا وسوريا”.
وتشهد العلاقات التركية القطرية تطوراً متناميا وتعاونا متواصلا على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير بين البلدين واتفاق في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط.