إغاثةتقاريرهام

تركيا وقطر.. تحالف متين يتوجه أمير قطر بدعم إغاثي كبير لمنكوبي الزلزال (تقرير)

أجمع مراقبون ومحللون سياسيون على أن العديد من الأزمات في المنطقة عربياً وإقليمياً ودولياً، بيّنت وقوف دولة قطر وتركيا مع بعضهما البعض بشكل متين وقوي، خاصة خلال محنة الزلزال الأخير الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري، حيث يجري أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأحد، زيارة إلى إسطنبول كأول زعيم عالمي يزور تركيا بعد الكارثة.

وتطورت العلاقة بين قطر وتركيا من انسجام في بعض السياسات الخارجية إلى تعاون ثم إلى شراكة استراتيجية، تسير نحو شراكة استراتيجية شاملة انعكست على العديد من المجالات، حسب المراقبين.

وأضحت العلاقات بين البلدين استراتيجية راسخة، وذات أولوية بالغة، وبرعاية خاصة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

كلام المراقبين يؤكده ما تحدث به السفير التركي في قطر، الدكتور مصطفى كوكصو، والذي قال في مقال رأي نشره موقع “الجزيرة” القطري في وقت سابق “إننا نؤمن بأن العلاقة الوثيقة والتنسيق العالي بين البلدين كانا وما زالا ضمانة لأخذ موقف قوي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وهي تتخطي كونها تعاونا ثنائيا، بل خيار استراتيجي للحاضر والمستقبل، والقيادة التركية، وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان، حريصة على توطيد العلاقات وترسيخ الشراكة بما يضمن الرخاء والاستقرار للدولتين”.

ورغم ما شهدته العلاقات التركية الخليجية من تطور خلال الأعوام الماضية في شتى المجالات، لكنّ مسار العلاقات التركية القطرية يتسم بوجود تقارب فريد في المنطقة، وفق مراقبين.

وعن متانة وقوة العلاقات التركية القطرية، قال الناشط السياسي عبد الكريم العمر لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “العلاقة بين البلدين علاقة مميزة جدا منذ سنوات، والشيخ تميم أمير قطر هو الزعيم الوحيد الذي كان على تواصل دائم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طوال ساعات الانقلاب الذي حصل قبل سنوات”.

وأضاف بأن “كل دول المنطقة كانت على خلاف مع تركيا وقطعت العلاقة معها إلا دولة قطر، كما أن تركيا وضعت قوات عسكرية في قطر، يضاف إلى ذلك العلاقات الاقتصادية القوية جدا، وأيضاً التنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية بين الجانبين”.

ووسط كل ذلك، تتطلع كل من تركيا وقطر إلى تعزيز العلاقة الأخوية والاستراتيجية القوية بين البلدين، والتي نمت وترسخت على مدى عقود، وتغطي المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والثقافية وغيرها.

كما تتميز العلاقات بين البلدين برؤية سياسية متماسكة حول العديد من الوثائق والقضايا، مع توجه سياسي مشترك من الحوار والدبلوماسية وتفعيل جهود الوساطة كأساس للأمن والاستقرار والسلام، وكذلك لحل المشاكل الدولية والصراعات الإقليمية، بحسب مراقبين.

وكان وقوف دولة قطر إلى جانب تركيا منذ اللحظات الأولى التي أتت عقب الزلزال المدمر، أكبر دليل على متانة تلك العلاقات الأخوية بين الدولتين، إذ أجرى أمير قطر اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس رجب طيب أردوغان ،أعرب خلاله عن تعازيه ومواساته له وللشعب التركي الشقيق في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة محافظات جنوبي تركيا، حسب بيان صادر عن الديوان الأميري القطري.

وهذه الوقفة من أمير قطر تذكرنا بوقفته إلى جانب تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو 2016، إذ كان أمير قطر أول من بادر بالاتصال، وقدم الدعم للرئيس رجب طيب أردوغان منذ اللحظات الأولى لمحاولة الانقلاب الغادرة.

وقال المحلل السياسي، مهند حافظ أوغلو لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “الذي يميز العلاقات بأنها علاقات ليست فقط سياسية أو اقتصادية بل هي علاقة أخوّة، وهذا ما يميزها عن كافة العلاقات التركية مع سواها من دول العالم، وبالتالي لا يشعر الجانبان إلا أنهما كدولة واحدة في منطقتين مختلفتين من حيث الأماكن”.

وزاد قائلاً “وبالتالي عندما وقع الزلزال في تركيا رأينا الجسر الجوي الأول والمبادرة الأولى كانت من الجانب القطري، لأنهم يشعرون أن ما حصل هو في بلدهم وليس لحليف أو لعلاقات أو أهداف سياسية أو اقتصادية وهذا ما يميز هذه العلاقات، وهذا ما يدركه جيداً الجانب التركي والشعب التركي بأن قطر شقيق حقيقي لتركيا وما يجري على قطر يجري على تركيا والعكس صحيح، ما يجعلهما دولتان شقيقتان تساندان بعضهمها البعض، ومن هنا تأتي قوة التحالف بينهما لأنها ليست مبنية على أغراض أو أهداف سياسية”.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن أبرز ما يميز العلاقات القوية بين قطر وتركيا أن الطرفين لهما آراء متطابقة في المسائل ذات الصلة الاقليمية والدولية، إضافة إلى أنهما يبذلان قصارى جهدهما من أجل تحويل المنطقة إلى منطقة سلام.

ويتميز التعاون بين تركيا وقطر بتنوع واتساع مجالاته، حيث تنوعت الاتفاقيات من التعاون العسكري إلى الصناعي والتجاري والثقافي، وحتى مجالات الشؤون الدينية والاجتماعية والأسرية.

كما أسهم تقاطع مصالح تركيا وقطر في الشرق الأوسط، تبعًا لتوافق رؤاهما تجاه أكثر قضاياه وبشكل خاص في فلسطين ومصر وليبيا وتونس وسوريا وغيرها، في تعزيز العلاقات، يضاف لذلك العوامل الثنائية؛ كالتوافق السياسي والتكامل الاقتصادي والتعاون الأمني والعسكري الاستراتيجي، وفق عدد من المراقبين والباحثين.

الجدير ذكره، أنه في وقت سابق من العام 2021، قال الرئيس أردوغان في تصريحات له، إن “تركيا وقطر حافظتا على موقفهما القوي في مواجهة التحديات الإقليمية في السنوات الأخيرة، ولقد نجحنا في التغلب على التحديات التي واجهتنا من خلال التعاون الوثيق في إطار الصداقة والأخوة. وعززنا شراكتنا على أساس المنفعة المتبادلة في العديد من المجالات بدءا من الاقتصاد والصناعات الدفاعية ووصولا إلى التجارة والاستثمارات”.

زر الذهاب إلى الأعلى