
ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا على ليلة الإسراء والمعراج، التي تصادف مع غروب اليوم الجمعة 17 شباط/فبراير 2023، مؤكدة أن هذه الليلة مناسبة للرحمة والسكينة الإلهية لقلوبنا الحزينة، وأنها فرصة للدعاء للمنكوبين من كارثة الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا.
وجاء فيها، أنه في الأسبوع الماضي، كأمة لقد شهدنا كارثة كبيرة، ومع ألم كل روح فقدناها، تحولت قلوبنا إلى لهيب مشتعل.
وأضافت أن الكلمات غير كافية لوصف آلامنا، والحمد لله، أننا اليوم متحدون في أوقاتنا الصعبة كما كنا بالأمس.
وتابعت أنه “لأمر مثير للإعجاب والتقدير من البلدان التي أبدت حساسيتها، وخاصة أمتنا الشريفة، التي حشدت مواردها المادية والمعنوية منذ اللحظة الأولى للزلزال”.
وجاء في خطبة الجمعة أيضا “نحن نؤمن أنه طالما لدينا نفس الإيمان والروح، فلا توجد عقبة لا يمكننا تجاوزها، وبينما تنبض قلوبنا معا، لا توجد صعوبة لا يمكننا التغلب عليها بعون الله وفضله، وما دمنا نعمل بوحدة وتضامن، فلا يوجد جرح لا يمكننا تضميده، ولا ألم لا يمكننا تخفيفه“.
وأشارت إلى أنه في هذ الليلة، سندرك ليلة المعراج، وهي مناسبة الرحمة والسكينة الإلهية لقلوبنا الحزينة، إذ عز ربنا سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم، بحادثة المعراج خلال فترة صعبة للغاية من حياته، تعرف باسم عام الحزن، ورحمة للعالمين جعل النبي محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم شاهدا على وحدة وعظمة وخلود شخصيته.
وقد وصف القرآن الكريم هذه الرحلة المباركة على النحو التالي: “سبحان الذٓي أسرٰى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من اٰياتنا ؕ إنه هو السميع البصير”، حسب ما جاء في الخطبة.
وجاء فيها كذلك: في هذه الليلة المباركة، دعونا نفتح أيدينا إلى السماء، وألسنتنا للدعاء، وقلوبنا إلى ربنا عزوجل، ونقول: رب إن۪ي لمٓا أنزلت إلي من خير فق۪ير، رب اشرح ل۪ي صدر۪يۙ ويسر ل۪ٓي أمري، رب اغفر وارحم وأنت خير الراحم۪ين“.
وأكدت أنه في هذه الليلة المباركة التي تحيط بنا فيها الرحمة والمغفرة، دعونا لا نبقى دعائنا في ألسنتنا فقط، دعونا نضيف دعائنا الفعلي إلى دعائنا الشفهي، وفي مواجهة هذه الكارثة الكبيرة التي نعيشها، دعونا نستمر في أن نكون أهلا لمن لا أهل له ولنكن ملجأ لمن لا ملجأ له، ودعونا نمد أيدينا للمحتاجين، ونحتضن أيتامنا والضعفاء، ونفعل كل ما في وسعنا لتخفيف معاناة إخوتنا وأخواتنا إلى حد ما، ونتواصل وندعم ضحايا الزلزال الذين يأتون إلى محافظاتنا القريبة من مناطق الزلزال، ونقدم منازلنا الفائضة وجميع مرافقنا لصالحهم مجانا.
وفي هذه الفترة الصعبة، دعونا نحذر أولئك الذين يستغلون ضحايا الزلزال وأمتنا الحبيبة بالأسعار الباهظة، ودعونا لا ننسى أن هذا يوم التضامن والمساعدة، إنه وقت الإحسان والتضحية.
وختمت بأن الوقت قد حان لنقش الحديث التالي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في عقولنا وقلوبنا: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.