تقاريرهام

في الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية.. تركيا ما تزال مفتاحا لحل الأزمة (تقرير)

تصادف الجمعة، الذكرى السنوية الأولى لبداية الحرب الروسية على أوكرانيا، بالتزامن مع مواصلة تركيا دعمها لأوكرانيا حتى تحقيق السلام والسيادة على أراضيها.

ففي 24 شباط/فبراير 2022، بدأت روسيا هجوما عسكريا شاملا على أوكرانيا تحت مسمى “العملية العسكرية الخاصة”.

واجتاحت قوات روسية شرقي أوكرانيا، فيما هاجمت قوات أخرى العاصمة الأوكرانية كييف في محاولة لاحتلالها.

وبعد عدة أسابيع انسحبت القوات الروسية من محيط كييف بسبب الخسائر الفادحة في المعدات والأرواح، وتلا ذلك انسحابها من آلاف الكيلومترات المربعة التي احتلتها شرقي أوكرانيا ومن بينها مدينة خيرسون. 

وتقدر مصادر غربية سقوط قرابة 100 ألف جندي أوكراني بين قتيل وجريح، و 180 ألف جندي روسي بين قتيل وجريح منذ اندلاع الحرب قبل عام من الآن.

تركيا وموقفه من الحرب الروسية الأوكرانية

ومنذ بدء روسيا الحرب على أوكرانيا، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليعلن أن العملية العسكرية الروسية مرفوضة وغير مقبولة، ويؤكد أن موقف تركيا ليس مع الحرب أبداً بل مع إحلال السلام، وهذا ما سعت وما تزال إليه تركيا.

وكان من أبرز المواقف لتركيا أنها لم تشارك في فرض العقوبات على روسيا أو أوكرانيا كي لا تكون جزءًا من هذه الحرب، كما أنها لم تدعم طرفاً ضد الآخر، وإنما بقيت مفتاحاً لحل الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأطلقت تركيا مبادرتها للتفاوض وجمعت وزيري روسيا وأوكرانيا ضمن القمة الثلاثية في مدينة أنطاليا التركية، في 9 آذار/مارس 2022.

وفي 29 آذار/مارس 2022، استضافت تركيا ممثلين عن البلدين في العاصمة التركية أنقرة، وأكد أردوغان حينها أن التقدم الذي سيتم إحرازه في المفاوضات سيمكّن من الوصول إلى المرحلة التالية وهي الاجتماعات على مستوى القادة، مؤكداً استعداد تركيا لاستضافة اجتماع زعيمي روسيا وأوكرانيا على طاولة واحدة.

وواصلت تركيا جهودها للسلام، وفي الـ 22 من نيسان/أبريل 2022، مكّنت وساطتها من فتح ممر إنساني آمن لخروج المدنيين، وبدأت جهودا حثيثة لحلّ أزمة الحبوب الخانقة التي خلقت بدورها أزمة غذاء عالمية استمر حتى أواخر تموز/يوليو 2022.

ولم تقف تركيا عند هذا الحد، بل واصلت جهودها للحفاظ على اتفاقية إسطنبول للحبوب، إلى جانب بذل الجهود لوقف إطلاق النار بين الطرفين.

وفي 5 آب/أغسطس 2022، أجرى الرئيس أردوغان زيارة إلى روسيا التقى خلالها بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفي 18 آب/أغسطس 2022، توجه إلى أوكرانيا والتقى بالرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وأسفرت الجهود التركية عن الإفراج عن أسرى، وتسهيل خروج مدنيين، ونقل أطفال أيتم لرعايتهم في تركيا، كما شهدت المواقف التركية إشادات عالمية وأممية.

ونهاية العام الماضي 2022، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن أوكرانيا بالتعاون مع تركيا والأمم المتحدة وضعت “حداً لخطر الفقر”، مشيداً في ذات الوقت بتمديد صفقة الحبوب عبر البحر الأسود.

وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تمديد اتفاق ممر الحبوب عبر البحر الأسود، 120 يوما إضافيا اعتبارا من 19 من نفس الشهر.

وكانت إسطنبول قد شهدت في 22 تموز/يوليو 2022، توقيع “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية”، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

وتضمّن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.

ومطلع العام الجاري 2023، قالت صحيفة “ذا هِل The Hill” الأمريكية، إن “حرب أوكرانيا أظهرت سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحقيقية والمستقلة عن الولايات المتحدة الأمريكية”.

ولفتت إلى أن “تركيا لاعب إقليمي وعالمي مهم، تتقاطع مصالحها بشكل كافٍ مع مصالح الولايات المتحدة، ويجب القيام بالتعاون معها حيث ما أمكن وعلى الأقل كعلاقة تجارية”، داعية “الحكومة الأمريكية لتحسن علاقاتها مع تركيا”.

وتابعت أن الصحيفة أن “أردوغان ندد بالغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه رفض العقوبات الغربية ووسع العلاقات الاقتصادية مع موسكو”.

وأشارت إلى أن “أردوغان، الذي تربطه علاقات اقتصادية وعسكرية قوية بأوكرانيا، قدم طائرات مسيرة فعالة إلى كييف، وتفاوض لفتح صادرات القمح الأوكرانية في البحر الأسود، ووضع نفسه كوسيط نشط لوقف إطلاق النار”.

وتؤكد تركيا للرئيسين الروسي بوتين، والأوكراني زيلينسكي، على ضرورة إحلال سلام عادل دون مزيد من الخسائر في الأرواح والدمار جراء الحرب، والاستعداد لفعل ما بوسعها من أجل تحقيق اتفاق بين روسيا وأوكرانيا من شأنه إنهاء الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى