تقاريرهام

أكاديميون ومحللون مصريون: تركيا ستشهد نهضة عامة خلال العام الجاري (تقرير)

أكد عدد من الأكاديميين المصريين على أن تركيا ستشهد نهضة عامة في هذا العام الجاري 2023، لافتين في ذات الوقت إلى أهمية الزيارة التي أجراها مؤخرا وزير الخارجية المصري سامح شكري، وانعكاس ذلك على العلاقات بين البلدين.

وقبل أيام أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة إلى تركيا، التقى خلالها نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو.

وأعرب شكري عن “ثقة مصر بقدرة تركيا على تجاوز آثار الزلزال في أقرب وقت”، مشددا أن ” هناك أهمية لإعادة العلاقات مع تركيا إلى مستواها السابق”.

وأشار شكري إلى “أهمية إعادة العلاقات بين مصر وتركيا إلى مستواها السابق والمضي بها بما يتوافق مع المصلحة المشتركة للبلدين”.

وحول ذلك، قال مدير عام مركز ديوان الأزهر الدكتور محمد العقيد لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “بعد أخذ ورد وقيل وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري يلتقي نظيره التركي تشاويش أوغلو في مرسين، حيث يستقبلان معاً شحنة تضامن مصرية مع الشقيقة تركيا، لتطوي سنوات الشد والجذب بين البلدين وتعود المياه لمجاريها في علاقة طيبة بين البلدين تنمو منذ 2018، ووصلت اليوم لزيارة على مستوى الخارجية تمهد لقمة بين الرؤساء ربما قريباً”.

وأضاف “وكما هو معلوم العلاقات الدولية بين الشعبين المصري والتركي متجذرة عبر التاريخ ومستمرة مهما كانت الظروف والمنعطفات العابرة مصر، في يوم واحد ترسل وزير خارجيتها لتركيا ورئيس الوزراء لقطر وتركيا تعود لمربع صفر مشاكل لضبط الرؤية والبوصلة نحو مستقبل مؤثر في المستوى الدولي بعد الإقليمي”.

وأكد العقيد أن “على الجميع الانتباه إلى أن تركيا جديدة تولد هذا العام 2023، ونهضة عامة رغم أزمة الزلزال العابرة”.

وكانت العلاقات ساءت بين أنقرة والقاهرة  منذ إطاحة الجيش المصري بأول رئيس مدني منتخب في مصر، الرئيس الراحل محمد مرسي، قبل 8 أعوام.

من جهته، قال الكتاب الصحفي والروائي المصري علي الصاوي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “زيارة شكري جاءت تكليلا لنجاح المحادثات الاستكشافية منذ بدايتها عام 2021 ، وأنها كانت تسلك مسلكا إيجابيا من جانب مصر وتركيا، وأيضا للتأكيد على أن لقاء السيسي وأردوغان في مونديال قطر لم يكن مصادفة أو مجرد مصافحة فاترة، عكس ما كان يشيع آنذاك من جهات مستفيدة من القطيعة بين البلدين”.

وتابع “تكمن أهمية الزيارة في دلالة توقيتها حيث تمر مصر وتركيا بأزمات داخلية تستوحب تسريع التقارب بين البلدين، وعقد قمة بين السيسي وأردوغان لتقوية أواصر التعاون وحسم ملفات ما زالت مفتوحة بحاجة إلى لقاء رسمي وتوافق بين الرئيسين، وبناء مرحلة جديدة تغلب عليها المصلحة بعيدا عن النديّة والاستقطاب”.

وزاد الصاوي موضحاً “كما أن الطابع الإنساني الذي برز في الزيارة من دعم إغاثي لضحايا الزلزال كان مهما ولم تكن تغطيته تقليدية وقد تجلى ذلك في استقبال شكري وتشاويش أوغلو سفينة المساعدات بميناء مرسين، وكأن مصر تريد إيصال رسالة مفادها: أن رابط الأخوة الإنسانية بين مصر وتركيا أقوى من أي خلاف ومُقدّم على أي مصلحة، فتركيا كان لها مواقف مشرفة في أزمات مرت بها مصر أقربها حرب أكتوبر عام 73، فقد منعت تركيا حلف الـ(ناتو) وأمريكا من استخدام قاعدة إنجرليك لدعم إسرائيل، في حين أنها فتحت مجالها الجوي لروسيا لدعم مصر في الحرب إبان حكومة نعيم تالو وهذا موقف تاريخي لم تنساه مصر لتركيا”.

وفي وقت سابق من تشرين الثاني/نوفمبر 2022، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الأحد، إن اللقاء الذي جمعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح فعاليات “مونديال 2022” كان بوساطة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وقال أردوغان في تصريحات إنه “بوساطة من أمير قطر قمنا بخطوة لإزالة قطيعة 9 سنوات، واجتمعت ثنائيا مع السيسي لمدة 30 إلى 45 دقيقة”، مضيفا أنه “في اللقاء مع السيسي قلنا لنتبادل الآن زيارات الوزراء وبعد ذلك نرفع مستوى اللقاءات”.

وتابع “أخبرت السيسي أننا مهتمون بإزالة القطيعة والخلاف مع مصر ومنع حصول مشكلة بيننا في البحر المتوسط”.

وفي 21 من تشرين الثاني/نوفمبر 2022، قالت الرئاسة المصرية، إنه تم التوافق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على أن يكون لقاءهما في العاصمة القطرية الدوحة، “بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر”.

بدوره، قال  رجل الأعمال المتابع والمهتم بالشؤون الاقتصادية والسياسية علي محمد توفيق لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “مصر وتركيا تمثلان الثقل الإسلامي والعربي والإقليمي عبر التاريخ، والعلاقات بينهما مستمرة على كافة الأصعدة مهما اختلفت المواقف السياسية لبعض الوقت، ولعل هذه تكون خطوة قوية في سبيل التقارب المستمر والذي يعتبر أساسا لاتزان منطقة الشرق الأوسط،  وحوض البحر المتوسط، وتنسيق المواقف في القضايا الإقليمية”.

ومضى قائلاً “المنتظر من هذا التقارب تحقيق ثمار في كافة المجالات خاصة الاقتصادية والسياسية والعسكرية لصالح الشعبين، فمصر مصدر هام للغاز لتركيا، وباب التجارة لأفريقيا والشرق الأوسط ومفتاح للشمال الأفريقي والوطن العربي، وتركيا مصدر هام للاستثمارات في مصر، والتي تختلف عن غيرها في أنها تضيف مشروعات جديدة في الصناعة والإنشاءات والتجارة”.

وختم توفيق بالقول، إنه “ومن المتوقع أن يثمر هذا التقارب المتسارع عن مشاركة تركيا في مواجهة المشكلات الاستراتيجية والسياسية في حوض النيل وليبيا والبحر المتوسط”.

ونهاية العام 2020، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن تركيا تسعى في علاقتها مع مصر لعدم التضارب فيما بينهما في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن التواصل بين الجانبين مستمر على الصعيد الاستخباراتي وعلى مستوى وزارتي الخارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى