أشاد قاطنو منطقة عفرين التابعة لمنطقة “غصن الزيتون” شمالي سوريا، بالجهود الإنسانية التي بذلتها وما تزال الجالية اليمنية في تركيا لمساندة المنكوبين والمتضررين من جراء الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا ووصلت آثاره إلى الشمال السوري.
ومنذ اللحظات الأولى للزلزال، بادرت الجالية اليمنية في تركيا والعديد من المؤسسات والمنظمات اليمنية بإشراف ومتابعة سفارة الجمهورية اليمنية، بتشكيل لجنة طوارىء عاجلة لمساندة متضرري الزلزال.
ولم يتوقف عمل المنظمات اليمنية على تقديم المساعدات لليمنيين المتضررين وإجلائهم إلى مناطق آمنة، بل سيّرت قافلة مساعدات عينية من عشر شاحنات كدفعة أولى، وذلك بالتعاون مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، لمساندة الحكومة التركية في مواجهة أضرار الكارثة وإغاثة المتضررين.
ومساء الأحد 26 شباط/فبراير الماضية، وصلت القافلة اليمنية الثانية التي نظمت ضمن حملة اليمنيين لمساندة المتضررين من الزلزال إلى منطقة عفرين.
وباشرت القافلة عملياتها الميدانية والمتمثلة في إيواء العديد من الأسر الأكثر تضررا وفق القوائم المعدة مسبقا مع الجهات ذات العلاقة العاملة على الأرض.
وأوضحت إيمان الكيلاني من اللجنة المنظمة للقافلة، أنه “بعد الزلزال الذي حصل في الشمال السوري وأدى لتضرر الكثير من العائلات، تم إنشاء مخيم للإيواء، الأمر الذي ساعد عدد من العائلات على الاستقرار نوعاً ما”.
وأضافت أنه “تم استدعاء العائلات المتضررة وتسليمها الخيام والمواد التي تحتاجها الخيمة من إسفنج وبطانيات مع سلة غذائية، بهدف أن تخفف ولو جزء بسيط من معاناة تلك العائلات المتضررة نتيجة الزلزال الذي حدث في سوريا”.
يشار الى ان جهود حملة اليمنيين لمساندة متضرري الزلزال، بدأت كلجنة طوارئ في الـ 6 من شباط/فبراير الماضي، واليوم تستكمل عملها الميداني على الأرض شمالي سوريا.
بدورها، قالت دعاء الخالد إحدى المتطوعات في فرق الإنقاذ المحلية في الشمال السوري قالت، إنه “بمساعدة من الوفد الإغاثي اليمني تم مد يد العون لسكان مدينة جنديرس بريف عفرين والتي تعتبر الأكثر تأثراً بالزلزال، والتي شهدت خسائر كبيرة بالأرواح والماديات”.
وأشارت إلى أن “الفرق المحلية عملت وبمساعدة الوفد اليمني على إيواء الناس ومساعدتهم بأقصى المستطاع ولو كان بالقليل، حيث تم إنشاء المخيمات لإيواء أكبر عدد ممكن من الناس”.
ولفتت إلى أن الفرق المحلية ومن بينها فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، “أنشأت النقاط الطبية وحولت المدارس إلى أماكن للإيواء وللتعليم، فكانت الجهود المبذوله على الأرض جبارة جداً جبارة في هذا الوقت القصير وبهذه الإمكانيات الضعيفة”.
وسلّطت اللجنة الإعلامية التابعة للقافلة اليمنية، الضوء على أوضاع قاكني منطقة عفرين ونقلت آلامهم ومعاناتهم الإنسانية التي تسبب بها الزلزال.
وتوجّه المتضررون بالشكر للقافلة اليمنية والمنظمات الإغاثية اليمنية، لوقوفها إلى جانبهم في هذه الأوقات العصيبة، حسب وصفهم.
من جهته، قال مدير مكتب منظمة الرحمة في الشمال السوري عبدالله المصري، “نقدم خدمات استجابة طارئة للمتضررين من الزلزال بفضل وجهود إخواتنا اليمينين بارك الله بهم، إذ قدمنا لأحد المخيمات والذي يضم 193 خيمة كافة الاحتياجات الأساسية والرئيسية لهذا المخيم، من بطانيات وعوازل إضافة إلى مواد غذائية مطبوخة وناشفة”.
يذكر أنه في 6 شباط/فبراير الماضي، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين، حيث أكد مدير عام قسم الزلازل والحد من المخاطر في “آفاد” التركية أورهان تتار أنه “أعنف زلزال يضرب منطقة الأناضول منذ ألفي عام”.