تقاريرتنميةهام

رغم كارثة الزلزال.. تركيا ماضية نحو مزيد من النجاحات في قطاعات مختلفة (تقرير)

أجمع مهتمون بقطاع العقارات والاقتصاد والسياحة في تركيا، على أن هذه القطاعات لن تتأثر كثيراً أو لفترات طويلة بسبب كارثة الزلزال، لافتين إلى أن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت في هذه المجالات.

جاء ذلك بحسب ما أفاد مهتمون بهذه القطاعات في تصريحات لـ”وكالة أنباء تركيا”.

وتسبب الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 شباط/فبراير 2023، بخسائر بشرية ومادية كبيرة، إضافة إلى تهدم الكثير من المباني، ما جعل المخاوف تتجه صوب قطاع العقارات والسياحة والاقتصاد في ظل تلك الكارثة.

ورغم حجم الكارثة إلا أن تركيا كانت قادرة على تحويلها ومنذ الأيام الأولى لوقوعها من “محنة إلى منحة”، أي تمكنت من استنفار كافة طاقاتها لاحتواء الكارثة الأمر الذي أشاد به كثير من الدول التي تضامنت مع تركيا في هذه المحنة.

خيارات عدة لتجاوز الأزمة

وتسبب الزلزال بدمار كبير في 62 قضاء و10 آلاف 190 قرية في 11 ولاية متجاوزا الكوارث الأخرى في التاريخ الحديث.

وبلغ عدد المباني المدمرة التي تحتاج إلى الهدم بشكل عاجل، والمباني المتضررة بشكل كبير في 11 ولاية في منطقة الزلزال، 230 ألفًا.

وكان من اللافت استمرار ارتفاع حجم الصادرات التركية إلى الدول الأخرى، في حين رفعت وكالة التصنيف الائتماني الدولية “موديز”، توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي للعام  الجاري 2023 من 2% إلى 2.3%.

وحول ذلك، قال المهتم بالشأن الاقتصادي إسلام رجب لـ”وكالة أنباء تركيا”، “نعرف حجم الكارثه التي حدثت والتي خلفت وراءها انهيار أكثر من 200 ألف مبنى ما بين صغير وكبير، أي ما يعادل 600 ألف شقة سكنية تقريبا، وطبعا الحكومة توعدت ببناء مثل هذه الشقق وتعويض المتضررين تعويضات كاملة، وهذا سوف يحتاج لإنفاق أكثر من 20 مليار دولار تقريبا أي ما يعادل 380 أو 400 مليار ليرة، وأيضا يوجد أضرار في البنيه التحتيه والطرق وطرق وخطوط الإمدادات وبعض البنيات الصناعية”.

وأضاف “بإذن الله سوف يتم تجاوز هذه الأزمة، وسيستغرق هذا من سنتين إلى ثلاث سنوات كحد أقصى لتجاوز 100%، ولكن بعد السنة الأولى سيتم تجاوز أكثر من 70%، وستحتاج تركيا للإقتراض من الدول الصديقةلتجاوز هذه الأزمة ولن تلجأ إلى صندوق النقد الدولي،والحكومة لديها خيارات وأوراق عديدة”.

يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد أن حكومته كما وفرت منازل جديدة للمواطنين المنكوبين في كوارث طبيعية سابقة دون أن تظلم أحدا ستكرر الأمر نفسه في كافة مناطق الزلزال.

ولفت إلى أن الحكومة ستشرع في غضون أشهر ببناء 309 آلاف مسكن بما في ذلك منازل قروية في عموم منطقة الزلزال، موضحاً أنه سيتم بناء 83 ألف مسكنا بالإضافة إلى 18 ألفا و681 منزلا قرويا في ولابة قهرمان مرعش في المرحلة الأولى.

انتعاش قطاع العقارات خلال عام تقريباً

وأوضح رجب، أنه “على المستوى الآخر سوف تتوقف بعض الأعمال والمشاريع العقاريه بشكل جزئي في المدن الكبرى وخصوصا إسطنبول لعدة أسباب، منها اتجاه أغلب شركات المقاولات إلى إعمار المدن المنكوبة، وأيضا هروب بعض المستثمرين في مجال العقارات خوفا من الحالة التي عاشتها تركيا“.

وتابع “لكن سوف تعود الأمور كما كانت بنسبة 95% خلال عام تقريبا، وهذا يتوقف على عدم حدوث كوارث مشابهة في الفتره المقبلة بإذن الله تعالى“.

ومضى قائلاً، إن “للإعلام والقنوات الإعلامية دور كبير في طمأنة السياح والمستثمرين في قطاع العقارات، وأيضا على شركات القطاع الخاص والعام بذل مجهود كبير في هذا الأمر وطمأنة المستثمرين“.

للسياحة والاقتصاد نصيب من الانتعاش المقبل

وفيما يخص مجال السياحة والذي تضرر أيضا بسبب هذه الكارثة، فأعرب رجب عن توقعاته بأن تعود السياحة كما كانت أو ستنكمش أو تقل بشكل خفيف جدا لا يتجاوز الـ 3 أو 4%، وسيأتي الصيف المقبل وتعود السياحة بشكلها الطبيعي، خصوصا بأن تركيا وبالاخص إسطنبول هي من أفضل الوجهات السياحية في العالم“.

وفيما يخص الجانب الاقتصادي وبالأخص الصادرات التركية، فقد تضررت أيضا لكنها سوف تتعافى بشكل كبير في وقت سريع، وبالفعل تمت خطوات كثيرة وإعادة تشغيل وعمل المصانع، لكن يظل الجزء الذي تضرر والذي سيتم بناؤه وإعادته خلال  أشهر قليلة مقبلة، حسب رجب.

وهناك تحليلات حول توقع انخفاض الإنتاج الصناعي نحو 80 أو 90 مليار ليرة أي ما يعادل 5 مليار دولار، وانكماش الاقتصاد التركي بنسبه تتراوح بين 1.5 إلى 2%، وفق مراقبين، في حين أعرب رجب عن اعتقاده بأن “هذ في السنة الأولى فقط وسوف يعود تدريجياً ويتم تعويض هذا الفرق بل سوف يزداد الاقتصاد في السنة الثالثة وسيستمر في تصاعد“.

وبيّن أن “الانتخابات المقبلة ونتائجها سوف تلعب دوراًكبيراً في كل القطاعات، وخصوصا الاقتصاد والصادرات والإنتاج، فعلى سبيل المثال حقوق تركيا في حقول اكتشافات الغاز في بحر المتوسط والأسود، ولابد من الاستفادة من هذا وإنتاج الغاز وبيعه، وأيضا الحفاظ على أن تكون تركيا مركز أساسيات لتصدير وتوزيع الغاز إلىأوروبا تحديدا“.

وختم قائلا، إن “الاستفادة من الأزمات السياسية والحروب القائمة والتحالفات الجديدة، ولن يكون هذا بغير وجود الرئيس أردوغان على رأس الحكومة في فترة الخمس سنوات المقبلة، وبإذن الله القادم سيكون خير، وسوف نرى مفاجآت كبيرة خلال الفتره المقبلة، وايضا الفتره المقبلةستكون مليئة بالتحديات الكبيرة”.

تركيا تتجه نحو مزيد من النجاحات

من جهته، اعتبر المهتم بالشأن التركي الناشط السياسي مصطفى النعيمي، أن هناك حالة من الرضى على إدارة الحكومة التركية لكارثة الزلزال، التي أثرت بدورها على قطاع العقارات وأيضا قطاع السيارات.

وأشار إلى أن الأزمة الحقيقية أظهرت مدى جدية وقدرة وأداء المعنيين بإدارة الكارثة في خدمة المتواجدين في تلك الجغرافيا التي تضررت (جنوبي تركيا).

وختم قائلاً، إن “إدارة الأزمة كانت ناجحة بشكل كبير جدا، رغم أن حجم الكارثة كان كبير أيضاً، ولكن بشكل عام كانت الاستجابة إيجابية جدا، وبالتالي فإن تركيا تتجه صوي مزيد من النجاحات رغم ما حلّ بها”.

يشار إلى أن  أردوغان أعلن في 12 من آذار/مارس الجاري، أن الحكومة التركية تخطط لتشييد 183 ألف شقة سكنية و15 ألف منزل ريفي في هاتاي المتضررة من الزلزال، مبينا أن الحكومة تقوم بالاستعدادات اللازمة لبناء المنازل الجديدة في المنطقة المنكوبة على وجه السرعة.

وذكر أن الحكومة تخطط لتفعيل 100 ألف منزل سابق التجهيز في عموم المنطقة المتضررة في غضون شهرين.

زر الذهاب إلى الأعلى