
بذكراها الرابعة.. مجزرة المسجدين في نيوزيلندا إرهاب وقصص أبرياء لن تنسى (تقرير)
تصادف اليوم الأربعاء، الذكرى السنوية الرابعة للمجزرة التي وقعت في نيوزيلندا، جراء هجوم إرهابي استهدف المصلين في مسجدين في منطقة “كرايستشيرش”، حيث مازالت قصص الكثير من الضحايا ماثلة في الأذهان لن ينساها التاريخ.
وفي 15 آذار/مارس 2019، وقعت مجزرة داخل مسجدين في نيوزيلندا راح ضحيتها نحو 50 مصليا وأكثر من 30 مصاب، في هجوم إرهابي وصف بأنه الأعنف بالبلاد.
وفي ذلك اليوم قام برنتون تارانت أحد الإرهابيين وهو يميني أسترالي متطرف (28 عاما)، ببث جريمته الإرهابية على حسابه في “فيسبوك” لأكثر من دقيقتين، وكان من ضمن المجموعة التي أطلقت النار على المصلين خلال صلاة الجمعة داخل المسجد وفي خارجه.
وعقب هذا الهجوم الإرهابي الذي وصف بـ”الفاجعة” زادت السلطات النيوزيلندية من الإجراءات الأمنية وخاصة عند المساجد، مؤكدة أنها ستقوم بأخذ مزيد من التدابير لمكافحة التطرف والمتعصبين.
وبعد نحو عام على المجزرة، حكمت محكمة نيوزيلندية على برنتون تارانت بالسجن المؤبد من دون الحق بالحصول على إفراج مشروط، في عقوبة غير مسبوقة في تاريخ نيوزيلندا.
ويومها سارعت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آرديرن إلى الترحيب بالعقوبة، مشددة أنه “يستحق قضاء حياته خلف القضبان في صمت تام ومطلق”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال تعليقا على الحوادث الإرهابية التي تستهدف المسلمين في العالم، إن “الأحكام المسبقة بحق المسلمين في العالم الغربي بدأت تتعاظم في الآونة الأخيرة، وأن الاعتداء الارهابي الذي طال المسلمين في نيوزيلاندا خير دليل على ذلك”، داعيا إلى “عدم السكوت عن (الإسلاموفوبيا) والعداء للسامية ومناهضة اللاجئين والأجانب، التي باتت تتزايد بشكل ملحوظ في البلدان الغربية”.
كل نفس ممن أزهقها السفاح تروي قصصا ما بين أحلام طواها الموت أو ذكريات تركها الضحايا لذويهم.
وفيما يلي رصد للمحات من حياة بعض الضحايا، حسب “أسوشيتد برس”:
1- حُسنى أحمد
قتلها سفاح نيوزيلندا في هجومه على مسجد النور، حين تركت زوجها، فريد أحمد، للوضوء من أجل الصلاة، ليفترق الزوجان البنغاليان إلى الآبد.
الزوج بعدها شاهد زوجته (45 عاما) وهي صريعة برصاص غادر من خلال البث الحي الذي نشره القاتل عبر الإنترنت، وأكدت الشرطة بالفعل مقتلها.
2- فارهاج أحسن
هو مهندس برمجيات (30 عاما) انتقل إلى نيوزيلندا قبل 6 أعوام من مدينة حيدر أباد الهندية، التي لا يزال أبواه يعيشان فيها.
“أحسن” هو شاب متزوج وحرمه القاتل من ابنته البالغة من العمر ثلاثة أعوام وابنه الرضيع، وحرم أسرته ومجتمعه منه.
3- عبد الله ديري
اغتالت رصاصات القاتل براءة عبدالله، الطفل البالغ من العمر 4 أعوام؛ حيث لم يحالفه الحظ للفرار من وابل النيران على غرار أشقائه الأربعة الآخرين الذين نجوا من المجزرة.
4 – علي المدني
هاجر “المدني” وزوجته من الإمارات إلى نيوزيلندا عام 1998، وهو مهندس متقاعد وكان يقيم في كرايست تشيرش.
كان “المدني” يداوم على نصح أبنائه بالتحلي بالقوة والصبر دائما، وهو ما تحاول الأسرة فعله حاليا بعد أن فقدت عائلها، حسبما تروي ابنته مها.
5 – عطا عليان
حارس مرمى لفرق كرة قدم في نيوزيلندا.
يقول اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم في البلاد إن أولئك الذين عرفوا عليان (33 عاما) وصفوه بأنه كان رجلا يتسم بنكران الذات وكان لديه دائمًا وقت للأصدقاء والعائلة وزملائه واللاعبين الصغار، وكان مخلصا لمهنته وصديقًا وقائدًا رائعًا بين زملائه.
6 – ليليك عبد الحميد
مهندس في مجال صيانة الطائرات ويعمل منذ فترة طويلة في شركة الطيران النيوزيلندية “إير نيوزيلاند”.
وقال كريستوفر لوكسون، الرئيس التنفيذي للشركة: “لقد كان ليليك جزءًا مهمًا من فريقنا الهندسي في كرايستشيرش منذ 16 عامًا .. يشعر فريق العمل بالألم لخسارته”.
وكان الضحية متزوجا ولديه طفلان.
7- مكاد إبراهي
هو أصغر ضحية في تلك المجزرة؛ حيث يبلغ من العمر 3 أعوام.
افترق عن شقيقه الأكبر “عبدي” وأبيهما عندما بدأ إطلاق النار في مسجد النور.
وبعد بحث عن الطفل من قبل العائلة، أكدت الشرطة مقتله.
8 – محمد عمران خان
بلافتة مكتوب عليها “مغلق”، عرف رواد مطعم المشويات الهندية الذي يملكه “محمد” أنه كان بين ضحايا الهجوم.
يقول عنه جيرانه إنه كان رجلا طيبا ولا يتورع عن مساعدة كل من يحتاج إليه.
وقتل محمد تاركا طفلا (11 عاما).
9 – سيد ميلن
هو طالب بمدرسة ثانوية (14 عاما) وكان في مسجد النور لصلاة الجمعة عندما بدأ الهجوم.
وتروي شقيقته أن آخر مرة شاهدت فيها الأسرة الابن وهو مستلق على أرضية المسجد وتنزف الدماء من جسده.
10 – جنيد مورتارا
هو شاب (35 عاما) والعائل الوحيد لأسرته حيث كان يسعى من أجل توفير لقمة العيش لأمه وزوجته وأبنائه الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين عام وخمسة أعوام.
وورث مورتارا متجرا عن والده، لكن المتجر مغلق حاليا منذ وقوع الهجوم.
11 – الحاج داوود نبي
انتقل نبي (71 عاما) وأسرته إلى نيوزيلندا عام 1979 هربا من أفغانستان أثناء حربها مع السوفييت.
وقال ابنه “عمر” إن والده كان يدير جمعية أفغانية تساعد في توطين اللاجئين بدول أخرى.
12- حُسنى آرا بارفين
قتلت بارفين (42 عاما) متأثرة بالرصاص أثناء محاولته حماية زوجها المقعد على كرسي متحرك.
وكانت بارفين تصطحب زوجها كل أسبوع إلى المسجد من أجل صلاة الجمعة، وكانت تلك هي الجمعة الأخيرة لها.
وبارفين وزوجها هاجرا من بنغلاديش إلى نيوزيلندا عام 1994.
13 – حسين العمري
تتذكره شقيقته الصغرى “آيه” دائما بذراعيه المفتوحين لها دائما ليغمرها بأحضان الأخوة.
وقتل حسين (35 عاما) ، الذي يعمل بمجال السياحة، أثناء حضوره صلاة الجمعة في مسجد النور.
كانت “آية” قد أمضت الأمسية السابقة وهي تتناول العشاء معه، وتذكرت كم كان متحمسًا لأن والديه قاما للتو بشراء سيارة جديدة.
وولدت “آية” وشقيقها في أبوظبي وانتقلا مع والديهما إلى نيوزيلندا عام 1997.
14 – 15 – خالد مصطفى وحمزة خالد مصطفى
هما رجل سوري وابنه الشاب، هربا من الحرب الأهلية في بلادهما وقضت أسرتهما بعض الوقت كلاجئين في الأردن قبل أن يتم قبول الأسرة في نيوزيلندا في عام 2018.
وقتل الأب وابنه في مسجد النور ليفارقا الحياة معا.