منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. لنفتح أبوابنا لرمضان شهر الرحمة والمغفرة

جاء في خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، أن شهر رمضان المبارك نعمة فريدة من نعم الله وفرصة لا مثيل لها، مستشهدة بقوله تعالى “شهر رمضان الذي انزل فيه القراٰن هدى للناس وبينات من الهدٰى والفرقانۚ فمن شهد منكم الشهر فليصمهؕ“، وبقوله صلى الله عليه وسلم “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

وأضافت “ندخل المناخ الروحاني لرمضان، نذير السلام والبركة، نذير العطايا اللامتناهية، وفي يوم الأربعاء المقبل ليلة الخميس، سنقيم أولى صلوات التراويح إن شاء الله، ومن ثم نستيقظ للسحور وننوي صيامنا الأول إن شاء الله، والحمد لربنا سبحانه وتعالى حمدا كثيرا الذي أوصلنا إلى هذه الفترة الزمنية الاستثنائية، والصلاة والسلام لنبينا محمد المصطفى“.

وتابعت قلوبنا التي حزنت بسبب الكارثة التي نعيشها، ستنال السلام ببركات هذا الشهر، فأنفاس رمضان المنعشة ستمنحنا انتعاش الربيع، وإن بشرى نبينا الحبيب للتحرر من الذنوب ستعيد إحياء آمالنا في مستقبلنا، وبهذا الوعي والإيمان نقول: أهلا وسهلا يا شهر القرآن، أهلا وسهلا يا شهر الصيام، أهلا وسهلا يا شهر الرحمة والغفران، أهلا وسهلا يا شهر رمضان“.

وجاء فيها أن “شهر رمضان هو سلطان الأشهر، هو الشهر الذي ينزل فيه القرآن، دليلنا إلى الهداية، ونأمل أن نكون في هذا الشهر المبارك أكثر انسجاما مع القرآن، الذي هو أعظم رحمة لمولانا سبحانه وتعالى، ومع تلاوته سيتم تعزيز حبنا ووعينا بالقرآن، وسنعيد بناء حياتنا بمعنى القرآن الكريم، ونأمل أن نجعل قلوبنا وعقولنا أكثر كمالا معها“.

ولفتت إلى أن “رمضان هو شهر الصيام الذي يقودنا إلى التقوى، عبادة الصوم، والتي لها العديد من المعاني العميقة والعديد من الحكمة، فالابتعاد عن الأكل والشرب وشهوات النفس هو الوجه المرئي للصيام، وبالصوم الذي يتم حفظه بشكل صحيح، نقوم بتأديب أنفسنا وتطهير أرواحنا، ومع الصوم الواعي، نتعلم الصبر وندرب إرادتنا، ونظهر عزمنا على إبقاء أيدينا وألسنتنا وأعيننا وقلوبنا وأذهاننا وكل كياننا بعيدا عن المحرمات والخطايا“.

وزادت موضحة أن “رمضان هو شهر الوحدة والتكاتف والمشاركة والتضامن، وبالصلاة التي نصليها كتفا بكتف، سترتاح أرواحنا، وتجد قلوبنا السلام مع التكبيرات والصلوات التي تتدفق من ألسنتنا ويتردد صداها في قباب مساجدنا، وتبني جسور الأخوة مع الزكاة والفطرة والتبرعات والصدقات، وتبتسم وجوه الفقراء والمحتاجين والغرباء واليتامى“.

وأضافت “دعونا نعتبر رمضان نعمة فريدة من نوعها، وفرصة لا مثيل لها، لمراجعة حياتنا، ومحاسبة الماضي، وتذكر مسؤولياتنا تجاه ربنا وبيئتنا، ولنفتح أبوابنا لموسم الرحمة والبركة والمغفرة هذا، ولنفتح قلوبنا على مصراعيها لدعوة ربنا، دعونا نفتحها حتى تصبح وجوهنا بيضاء بمغفرته، دعونا نرحب بالضيف الكريم الذي أرسله الرحمان بطريقة تليق به، ولننل رضي الله سبحانه وتعالى من خلال إرضاء أنفسنا بشهر رمضان، ودعونا ننال فرحة العيد الأبدي في جنات عدن التي وعد بها ربنا لعباده المؤمنين“.

وأشارت خطبة الجمعة إلى أن يوم غد السبت تصادف الذكرى الـ 108 أعوام على انتصارنا في معركة جناق قلعة، فقبل قرن من الزمان، صرخ أسلافنا الأبطال للعالم بأسره (جناق قلعة لا تخترق ودافعوا عن كرامة وشرف الإسلام والمسلمين، ولم يسمحوا بلمس معابدنا، ولم يسمحوا بإسكات الشهادة والأذان الذين يعتبرا أساس ديننا، وبإيمانهم وشجاعتهم وتضحياتهم، فازوا بنصر عظيم بفضل الله ومعونته“.

وزادت أن “ما يقع على عاتقنا اليوم هو الحفاظ على روح جناق قلعة حية في جميع الأوقات ونقلها إلى أجيالنا القادمة، وبهذه المناسبة، نسأل ربنا القدير الرحمة لجميع شهدائنا، وخاصة لشهدائنا في جناق قلعة، ولمحاربينا القدامى الذين هاجروا إلى العالم الأبدي، ونسأل مولانا القدير الرحمة في الآخرة لإخواننا الذين ماتوا في الكوارث والذين توفوا في ماضينا“.

 

زر الذهاب إلى الأعلى