تقاريرهام

أزمة لبنان السياسية والاقتصادية مستمرة.. والأنظار نحو قطر لتأمين الحل والتسوية (تقرير)

تتوجه الأنظار إلى الدور القطري المرتقب للمساهمة بحلّ الأزمة التي يعاني منها لبنان، وسط التعويل الكبير من قبل حقوقيين وصحفيين على الدور القطري لتأمين الحل والتسوية في لبنان.

يأتي ذلك بالتزامن مع الزيارة التي يجريها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبدالعزيز الخليفي، إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

الإعلامي القطري ورئيس تحرير جريدة الشرق جابر الحرمي، وصف الزيارة القطرية إلى لبنان بـ”المهمة”.

وقال الحرمي في تصريحات “لقاءات مهمة لوزير الدولة بالخارجية القطرية د.محمد عبدالعزيز الخليفي في بيروت مع القوى والأحزاب والقيادات السياسية في لبنان“.

وأضاف “رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري التقيا بالوزير الخليفي وأكدا عمق العلاقات بين قطر ولبنان، مشيدين بالمساهمات القطرية في مساعدة لبنان على الصعوبات التي يمر بها سياسيا واقتصاديا”.

وتابع أن “لبنان يعاني من فراغ رئاسي وصراعات بين مختلف القوى“، متسائلاً “هل يكون لقطر دور محوري في إخراجه من أزماته كما حصل في 2008 عبر اتفاق الدوحة؟”.

وجرى خلال الاجتماع “استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية.

وحول ذلك قال المحامي اللبناني محمد صبلوح لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “قطر كان لها دائما بصمات إيجابية في لبنان، وفي النهاية لبنان وقع في أزمة منذ 4 سنوات وما تزال مستمرة وذاهبة إلى مزيد من الانهيار“.

وأضاف “لبنان دائما ينتظر من أشقائه في دول الخليج دعمه ومساعدته للخروج من هذه الأزمة، وكانت قطر من أكثر الدول التي كانت تتجاوب وتقدم المساعدة”، مضيفاً “ويبقى الرهان على قطر بمساعدة لبنان رهان كبير“.

وأشار صبلوح إلى أنها “ليست المرة الأولى التي تسارع قطر لمسادة لبنان، فقد مرّ لبنان بعدة أزمات وكان لدولة قطر دور كبير في مساعدته”.

وأجرى الخليفي أيضاً لقاءً مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، جرى خلاله “استعراض الأوضاع العامة والتأكيد على أهمية استقرار ووحدة لبنان“.

وتأتي الزيارة القطرية بعد فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب خلف للرئيس السابق ميشال عون الذي انتهت ولايته في أكتوبر 2022، فيما تستمر الحكومة الحالية في تصريف الأعمال منذ الانتخابات النيابية في أيار/مايو الماضي.

من جهته، قال الصحفي اللبناني صهيب جوهر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الدور القطري اليوم ليس دوراً يتيما وإنما دور يندرج في إطار المساعي المشتركة للسعودية وقطر وأمريكا ومصر وفرنسا، وهذه الزيارة ترجمة لخارطة الطريق التي وضعتها الدول الخمسة“.

وأضاف “وباعتبار أن قطر الأقدر على التواصل مع كل القوى السياسية اللبنانية دون استثناء، فهي تقوم بهذا الدور انطلاقا من هذه العلاقة“.

واعتبر جوهر أن “الدينامية عند الخارجية القطرية تخولها أن تلعب هذا الدور كونها جزء من تحالف الكونسورتيوم (تحالف التنقيب عن الغاز والنفط بين لبنان وقطر  شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية)، إضافة إلى دعمها المستمر للبنان ومؤخرا دعمها للجيش اللبناني، وقيام المؤسسات القطرية غير الحكومية باستمرار الدعم تجاه لبنان“.

وتابع “لا أعتقد أن هذا التحرك القطري هو اتفاق دوحة جديد بقدر ما هو احتضان قطر وتسخير علاقاتها الإقليمية والدولية لإنتاج تسوية لبنانية مرضية تعيد التوازن إلى لبنان“.

ولفت إلى أن “قطر هي الطرف الأكثر قدرة على جمع اللبنانيبن في ظل التطورات الإقليمية الحاصلة، وهذا الأمر منوط بالأطراف السياسية إن كانت جاهزة لإعادة النقاش بجوهر النظام السياسي أو لا“.

وقبل أيام، أعلن الهلال الأحمر القطري، عن تنفيذ عدد من الأنشطة الإنسانية والخيرية في لبنان، موضحاً في بيان، أن فرقه عملت على توزيع سلال إفطار الصائم على اللاجئين والمجتمع اللبناني المضيف، ضمن حملة رمضان الإنسانية أولاً.. جودكم إحسان“.

كما تسلم الجيش اللبناني الدفعة السادسة من الهبة المالية القطرية التي قدمها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للعسكريين اللبناني، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان.

وتأتي المساعدات القطرية في ظل مواجهة لبنان أسوء أزمة اقتصادية في تاريخه، بسبب تدهور الوضع المالي منذ عام 2019، ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية بشكل كبير جدا من جهة، وارتفاع أسعار المنتجات غير المدعومة من جهة أخرى.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة وتدن بعملته الوطنية مقابل العملات الأجنبية، ما أثر سلبا على الوضع المعيشي فيه، في ظل تحركات شعبية شبه يومية في العديد من المناطق اللبنانية للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى