تقاريرهام

العمامة الإسلامية على المقابر العثمانية.. أنواعها ورمزيتها (تقرير)

تتميز شواهد المقابر العثمانية في عموم الولايات التركية بالكثير من المعاني والرموز المتواجدة عليها، وخاصة العمامة أو غطاء الرأس، والتي تعطي معلومات عن صاحب القبر.

والعمامة هي أحد أغطية الرأس الشهيرة عند العرب والمسلمين طوال قرون من تاريخهم، وكان يطلق على العمامة في العهد العثماني اسم Kavuk وهو الاسم المعطى لغطاء رأس الرجل المصنوع من نسيج القطن والملفوف بعمامة.

وكان لكل عمامة دلالة على مكانة ومهنة صاحبها والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها.

Kavuk BURMA

ومن أشهر أنواع العمامات “العمامة البورمية“، وهي النوع الذي كان يفضله في الغالب رجال الدولة رفيعو المستوى مثل الباشاوات وأمناء الخزينة، وقد وضعت في القرن السادس عشر والسابع عشر على العديد من شواهد القبور.

ويمكن مشاهدة هذا النوع من العمامة في مقبرة صقللي محمد باشا في منطقة أيوب سلطان في ولاية إسطنبول، كما يمكن العثور على هذا النوع من الـ Kavuk  في توابيت السلاطين ومقابر الوزير الأعظم والوزراء والبيروقراطيين رفيعي المستوى.

Kallavi kavuk

وهي نوع من العمامة يرتديها في الغالب الوزراء العظام والوزراء والباشاوات بثلاث أو أربع قاطرات، وحسب المؤرخين، فإن استخدام هذه العمائم الاحتفالية، التي لا مكان لها في الحياة اليومية، على شواهد القبور هو رمزي تمامًا.

Mücevveze Kavuk

وهي العمامة الاحتفالية لكبار الشخصيات في القصر، وتعود إلى القرن السابع عشر ، حسب المؤرخين.

Örfi desarlı Kavuk

انتشر هذا النوع من أغطية الرأس التي تستخدمها الطبقة المتوسطة والدنيا من العلماء بمرور الوقت واستخدمه أتباع الطائفة.

Katibi Kavuk

من الصعب إعطاء معلومات دقيقة عن من يستخدم هذا النوع من العمامة. ومع ذلك يعتقد أنه أطلق على الكتبة، وفقاً للمؤرخين.

كما أن هناك أنواع أخرى من العمائم تشير إلى أن من كان يرتديها هم علماء صغار أومتوسطين أو مفتين أو أئمة وأولئك الذين يعملون في المؤسسات، والدراويش، والشيوخ.

وهناك عمائم يرتديها العلماء رفيعو المستوى وقضاة رفيعو المستوى، والأساتذة، وأولئك الذين يعملون في مساجد السلاطين والمؤسسات الدينية.

وهناك العمامة الكبيرة المضلعة ترمز إلى كبار شخصيات القصر وكبار العلماء من أمثال شيخ الإسلام وقاضي القضاة، أما العمائم المتوسطة فللعلماء والقضاة والأئمة.

وهناك العمائم الخاصة بشيوخ ومنتسبي الطرق الصوفية، وهي عمائم بأحجام وأشكال مختلفة كلٌّ حسب مرتبته وطريقته.

ومن العمائم تلك التي يرتديها الصدر الأعظم والوزراء، إضافة إلى العمائم الأكثر شيوعًا والتي يتم مشاهدتها في مقابر إسطنبول، والتي يرتديها حراس البوابات والإنكشاريون رفيعو المستوى.

وهناك “غطاء الرأس المحبوس” وهو نوع من أنواع العمائم، وهذا النوع يرتديه الشخصيات التي تمثل أعضاء مجلس الوزراء.

ويُنحت على رأس شواهد قبور الصدر الأعظم وقادة الأساطيل وكبار الوزراء قبعات مرتفعة ذات شكل مخروطي، فيما تعلو خوذة شواهد قبور جنود الإنكشارية، فيما نجد شواهد قبور يعلوها طرابيش من فترات زمنية مختلفة.

ولا بدّ من لفت الانتباه إلى أن العمامة أو القبة توضع على قمة شاهد القبر إذا كان صاحب القبر رجلًا، أما إذا كان الشاهد مزركشا بالورود فهذا يعني أنه يحتضن امرأة توفيت قبل زواجها.

وإذا كانت منحوتة على الشاهد زخارف على شكل عقد أو سوار على شكل الزهور فهذا يشير إلى أن صاحبة القبر امرأة.

كما تزُين “شواهد القبور النسائية” بالورود، باقات الزهور، الأغصان، القلائد، الأقراط،دبابيس الزينة التي تكشف عن رقة المرأة ورشاقتها.

وفي حال كان الشخص المتوفى ينتسب إلى الطريقة المولوية ينحت على شاهد قبره شكل عمامة مولوية، أمّا إذا كان من أصحاب طريقة القادرية تنحت على شاهد قبره زخرفة التي تسمى بـ”زهرة القادرية”.

يشار إلى أن العمامة كانت عند العرب من لوازم مروءة الرجل، بها يبرزُ جماله، ويحسُن بين القوم وضعه، ويرتفع مقامه، حتى أُثِر عن عمر بن الخطاب أنه قال: “العمائم تيجانُ العرب”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى