تقاريرهام

بغطاء “التنوير والحداثة”.. خطابات تدعو لـ”التسامح” مع الشذوذ الجنسي

تتعالى الأصوات من رافضين لظاهرة الشواذ وكل من يدعمها، محذرةً من الدعوات التي يدعو إليها البعض لـ”التسامح مع الشذوذ الجنسي”.

ونبّه الرافضون لتلك الظاهرة إلى “انتشار عدة خطابات جاهلية بغطاء (التنوير والحداثة)، تدعو الإنسان ليعود إلى الجاهلية الأولى وترك كل أحكام العقل والفطرة والدين الإلهي الصحيح وليس المزيف“، مشيرين إلى أن “هذه الجاهلية تدعو للتسامح مع الشذوذ الجنسي والتعري المنافي للآداب والسماح بنشر الدعارة والخمور باسم الحرية.

ولفتوا إلى أن من يسمون أنفسهم أنهم “تنويريون” هم عوامل هدم للدول وينادون بنشر حرية مطلقة بلا مبادئ ولا أخلاق مع فرض أيديولوجيتهم بدكتاتورية مطلقة، وهذه الأيديولوجيات تمرر غالبا عن طريق الدين، حسب المراقبين.

واللافت للانتباه أن منصات التواصل الاجتماعي وخاصة منصة “تويتر”، تضج بالمغردين الذين يحذرون من خطورة “الشذوذ الجنسي”، مؤكدين أن “الغرب وكثير من الملل وعلى رأسها اليهودية، على يقين أنه بعد عقود قليلة سيكون المسلون أكثرية في الكثير من البلدان والقارات، وبالتالي هم أمام أمر واقع لا مناص منه، لذلك يريدونه إسلاماً مشوهاً بدعوى التسامح والتعايش، لدرجة قبول الشذوذ الجنسي على أنه أمر عادي حتى مع الحيوان!“.

وقال الدكتور محمد البشير الأستاذ المحاضر في كلية العلوم الشرعية، في لقاء صحفي على موقع “الأثير” الإلكتروني، إن “ قضية الشذوذ الجنسي قديمة وجديدة، حيث إنها كانت تمارس في الخفاء، لكن الإشكال في أنه منذ ثمانينيات القرن الماضي ظهر أعضاء ومنظمات تُشكل هذه الآفة، لتخرج هذه القضية من قضية طبية إلى قضية حقوقية تدخل فيها السياسة“.

وأضاف أن “هذه القضية أخذت المنحنى السياسي في بادئ الأمر في أوروبا، حيث إن بعض السياسيين في الانتخابات يحاولون كسب الأصوات، وبما أن هذه الفئة تتشكل من مجموعات منظمة وأصوات مؤثرة في الانتخابات أصبح لهم حقوق وقوانين تنصب في صفهم مما أكسبهم قوة للإدلاء بأصواتهم“.

وأكد قائلاً “نحتاج إلى دراسة علمية عميقة لمواجهة هذه القضية بحيث لا ننظر إليها بأنها ممارسة فقط، فهناك من يقاومها مقاومة شديدة فالبعض يعدها مرضا ويحتاج إلى علاج لدراسة الأسباب التي أثرت فيهم نفسيًا أو في بعض الأحايين جينات تحتاج إلى علاج“.

وتعالت الأصوات أيضاً للتأكيد أنه “يجب على كل من يقر بإسلامه مقاطعة كل دولة أو منظمة أو مؤسسة أو كيان يدعم الشذوذ الجنسي أو يروج له أو يتعاطف معه أو يتسامح معه“، متسائلة في الوقت ذاته “لماذا لا يقوم الأزهر ومنظمة التعاون الإسلامي، 57 دولة، بالدعوة لمؤتمر عالمي للدول المسلمة، ومعها باقي الدول الرافضة للشذوذ، للعمل على مكافحة ظاهرة الشذوذ الجنسي ومنعه من دول العالم؟“.

مغرد على منصات التواصل الاجتماعي باسم الكتبي التيمي القرشي قال، إن “من أهم قضايا المستقبل التي تواجه المسلمين في الدول الغربية خاصة، والدول غير الإسلامية بشكل عام، والتي تهم جميع من لهم علاقة بالشؤون الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، ما تحدث عنه أحد أئمة المساجد في مدينة ماكالين في ولاية تكساس الذي يقول إن بروفسورات الجامعات مهتمون جدًا بنازلة الشذوذ الجنسي، التي تتوسع وتتعملق“.

وأضاف “ويرى أن تيار الشذوذ يُركّز على نشر سمومه حاليًا على المدارس، لكنها مسألة وقت ثم سيتجهون الى المساجد“.

وتابع أن “من ضمن مخاوفه، يكشف لنا عن قلقه إزاء رفض تزويج رجل إلى رجل أو امرأة إلى امرأة، فلا يُستَبعَد عندها تقديمه للمحاكمة، وأيضًا إذا امرأة ادعت أنها رجل وجاءت لتجلس في المسجد بين الرجال أثناء خطبة الجمعة، أو إذا رجل قام بتغيير جنسه إلى امرأة وجلس مع النساء أثناء خطبة الجمعة، فالقائمون على شؤون المسجد لا يمكنهم اخراجهم دون أن يتعرضوا للمحاكمة القانونية“.

وزاد قائلا “ويضيف إنَّ هذه القضايا ستكون محور التحديات المزعجة التي سنواجهها في المستقبل القريب“.

من جهته، يؤكد الكاتب والمستشار الثقافي زياد الدريس في تغريدة سابقة له أن “مكافحة الشذوذ الجنسي ليست مسؤولية دولة واحدة أو دين واحد أو قومية واحدة، بل هي مسؤولية إنسانية شاملة بغرض حماية الجنس البشري من العبث والتخريب والانحلال بأسماء وشعارات براقة مخادعة“.

يشار إلى أنه في كانون الثاني/يناير الماضي، أعرب بابا الفاتيكان وزعيم الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس  عن دعمه للشذوذ الجنسي، معتبراً أن “المثلية الجنسية ليست جريمة”، على حد تعبيره.

ويعد موضوع الشذوذ الجنسي من أحدث المواضيع التي تثير اهتمام الكثيرين على مختلف مشاربهم الدينية والفكرية والاجتماعية، وذلك بسبب انتشار هذه الظاهرة في العالم، وانتقال المروجون لها من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وتحديّهم للقوانين والشرائع التي تحرم هذا الفعل وتجرمه.

وأواخر العام 2022، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجهات والأطراف التي تحاول فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على المجتمعات، واصفاً هذه المحاولات أنها “ديكتاتورية عالمية تهدد الأسرة والقيم الإسلامية”.

زر الذهاب إلى الأعلى