سياسةمقابلاتهام

تركيا.. قيادي سياسي: أردوغان الذي ذكر المسلمين بقوتهم وحضارتهم سيفوز في الانتخابات (مقابلة)

المتحدث الرسمي باسم حزب "هدى بار" محمود شاهين تحدث في لقاء خاص مع "وكالة أنباء تركيا"

في إطار التحالفات بين الأحزاب في تركيا قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار/مايو الجاري، برز العديد من الأحزاب التي انضم بعضها إلى “تحالف الجمهور” الداعم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبعضها الآخر انضم إلى “تحالف الأمة” الداعم لرئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو.

ومن أبرز وأهم الأحزاب التي برزت وانضمت إلى”تحالف الجمهور” كان حزب “هدى بار” الذي تتركز قاعدته الشعبية في مناطق جنوب شرقي وشرقي تركيا، وينشط في المناطق ذات الأغلبية الكردية، حيث يعد الأكراد المحافظين والإسلاميين أكبر مؤيديه يترأسه حاليا زكريا يابجي أوغلو.

فما هي أفكار وتوجهات هذا الحزب، ولماذا انضم إلى “تحالف الجمهور” ولماذا يدعم أردوغان في هذه الانتخابات؟

إجابةً عن هذه الأسئلة كان لـ”وكالة أنباء تركيا” لقاء خاص مع المتحدث الرسمي باسم حزب “هدى بار” محمود شاهين.

من هو حزب “هدى بار”

عن الحزب وأفكار وتأسيسه، قال شاهين أن “حزب (هدى بار) هو حزب سياسي تأسس في تركيا في 19 كانون الأول/ديسمبر 2012 شعاره كتاب مفتوح والشمس تشرق من خلال صفحاته”، مشيرا إلى أنه “حزب يناضل من أجل إقامة الحق والعدل متخذا الإسلام (القرآن والسنة) مقياسًا ومعيارا لنضاله وتحركاته”.

وشدد أنه “وانطلاقا من أن الأهداف المشروعة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوسائل المشروعة، يرفض حزبنا صراحة استخدام العنف لتحقيق أفكاره وأهدافه، فالعنف والسلاح ليسا وسيلة لتحقيق العدالة، إذ إننا نهدف بالأساس أيضا للقضاء على الظلم في توزيع الدخل، ونشر الرفاهية، والمساهمة في السلم والأمن الاجتماعيين”.

وتابع “نهدف لتحسين ورفع القيم الأساسية للمجتمع وجعلها سياسة متبعة، ومواءمة النظام مع القيم الإيمانية للمجتمع، إلى جانب إحياء القيم الإنسانية والإسلامية”، مشيرا إلى أن “هذا النهج يضمن سلامة الحياة والممتلكات والدين والعقل عند الجيل، ويضمن حقوق الإنسان والحريات الأساسية ويزيل العقبات أمام حرية المعتقد والعبادة”.

ولفت شاهين إلى أنه إضافة لذلك يؤمّن هذا النهج حل للقضية الكردية على أساس العدالة الاجتماعية”.

وأضاف أن “(هدى بار) بقدم فهمًا سياسيًا وممارسة سياسية موجهة نحو الحل من خلال التعامل عن كثب ليس فقط مع مشاكل تركيا، بل أيضًا مع مشاكل الأمة الإسلامية بأكملها، وخاصة القضية الفلسطينية”.

وأشار شاهين إلى “الحزب يعطي الأولوية لوحدة الأمة الإسلامية ولحل كل المشاكل في الدول الإسلامية على أساس الحقوق والعدالة والأخوة الإسلامية، ولا ينبغي طلب الحل من الإمبرياليين بأي شكل من الأشكال.. نحن مناهضين للإمبريالية والصهيونية”.

وختم شاهين في هذا السياق مشددا أنه “من خلال العمل بشعار (الإنسان أولا.. العدالة أولا) ندعو كل من يتوق إلى عالم من العدل والإنصاف لدعم هذا النضال”.

لماذا قرر “هدى بار” التحالف مع أردوغان في “تحالف الجمهور”؟

وحول هذا السؤال، قال شاهين في حديثه إن “القانون الانتخابي الجديد في تركيا حتّم على الأحزاب الدخول في تحالفات بين بعضها البعض، حيث تبلغ العتبة الانتخابية لدخول أي حزب إلى البرلمان التركية 7%، في حين يحتاج المرشح إلى 50% + 1 للفوز بمنصب الرئيس في البلاد”.

وتابع “نحن في هذا السياق دخلنا في (تحالف الجمهور) حيث سيكون لحزبنا عدد من النواب وقد ترشحنا ضمن قوائم حزب العدالة والتنمية”.

وأكد قائلا “نحن نعمل حاليا في الميدان بكل قوتنا ليفوز (تحالف الجمهور) بالأغلبية البرلمانية، الأمر سيدفع بلدنا تركيا إلى مزيد من التطور والتقدم”.

وأضاف شاهين “نعتقد أنه من المهم أن يفوز (تحالف الجمهور) برئاسة السيد أردوغان حتى لا يمر القرن الثاني لتركيا بخسائر كما كان في القرن الأول”.

وشدد أن “انتصار أردوغان يعني فوز بلدنا وأمتنا ودول المنطقة وجغرافية الأمة كلها.. والأهم من ذلك، نعتقد أن عقلية حزب الشعب الجمهوري (المعارض) هي في حالة حرب مع قيم الأمة بالتعاون مع القوى الإمبريالية وأباطرة الحرب في قنديل (مركز تنظيم PKK الإرهابي شمالي العراق)”.

وتابع شاهين قائلا إنه “على الرغم من قول كمال كليتشدار أوغلو (المرشح الرئاسي) إنه تغيّر، إلا أن عقلية حزب الشعب الجمهوري لم تتغير أبدا.. لا يزال حزب الشعب الجمهوري يدعو أن تكون تركيا جزءا من العالم الغربي بعيدة عن القيم الأساسية للإسلام”.

وختم في هذا السياق قائلا “نحن في حزب (هدى بار) جزء من (تحالف الجمهور) بقيادة السيد أردوغان، وندعم هذا التحالف بكل قوة في الميدان، فانتصاره وخسارة حزب الشعب الجمهوري أمران مهمان من أجل حاضر ومستقبل تركيا”.

حزب “هدى بار” والرئيس التركي رجب طيب أردوغان

عن ذلك، قال شاهين إن “أردوغان هو أهم ممثل للشعب في الفترة الماضية من حيث التاريخ السياسي التركي، استطاع أن يرسم طموحا كبيرا لتركيا على مدى أكثر من عقدين من الزمن، خاصة في ما يتعلق بمفاهيم الدين والأمة، أي استطاع أردوغان أن يقدم مساهمات كبيرة في إصلاح النسيج الاجتماعي الذي تم تدميره سابقا من قبل أولئك الذين تجاهلوا ماضي تركيا وحضارتها والتفتوا فقط نحو الغرب”.

وشدد أن “أردوغان استطاع أن يفكك ويبدد مشاريع العقليات الانقلابية وعقليات الوصاية، وبنى مجتمعا قويا نراه اليوم كيف يقف خلفه في الميادين والساحات والقرارات والتوجهات نحو بناء تركيا القوية”.

وتابع أن “أردوغان ناضل ويناضل ضد مختلف مراكز الوصاية التي عملت وتعمل على تشويه مفهوم الدين ومفهوم الأمة.. لقد قلّص أردوغان المسافة بين مفهوم الأمة ومفهوم الدولة من خلال تقديم تصور صحيح لقيمنا الإيمانية والحضارية”.

وأوضح شاهين أن “أردوغان عزز مفاهيم المدنية مقابل الوصاية العسكرية، ما ساهم بإحراز تقدم كبير في التنمية المادية والاقتصادية وفي مجالات أخرى من الحياة الاجتماعية.. كما حارب أردوغان التحركات الداخلية المرتبطة بقوى أجنبية وذلك من أجل الاستقلال الكامل لتركيا”.

وأشار إلى أن “أردوغان استطاع كذلك أن يذكّر العالم الإسلامي بحضارته وقوته، وبنى مقاومة قوية تواجه أطماع الغرب في الجغرافيا الإسلامية وخاصة في تركيا.. ولا ننسى الشعار الذي يرفع أردوغان أن (العالم أكبر من 5)”، في إشارة إلى أن العالم أكبر من تحكمه مجرد 5 دول هي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

وتابع أن “مواقف أردوغان تجاه القضية الفلسطينية والقدس بالتحديد زادت من مكانته وقوته في العالم الإسلامي.. إلى جانب أنه أعطى الأمل ببناء قيادة للعالم الإسلامي يتوق إليها الجميع اليوم”.

هل سيتمكن أردوغان من الفوز في الانتخابات؟

حول هذا التساؤل، قال شاهين “بالنظر إلى معلوماتنا من الميدان، فإن السيد أردوغان سيفوز بالرئاسة في الانتخابات المقبلة ومن الجولة الأولى.. إن أمتنا تثق بالقيادة القوية للسيد أردوغان وهي مصممة على تقديم دعمها له، وهو الذي قدم لها من قبل الخدمات الهائلة التي غيرت مجرى تاريخ تركيا”.

وشدد شاهين أن التحالف المعارض لأردوغان “لا يحظى بفرصة الفوز فأمتنا لا تثق بهم على أي حال”.

وختم شاهين قائلا “نعتقد أن السيد أردوغان سيفوز في الانتخابات من الجولة الأولى”.

وتستعد تركيا لتشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية يوم 14 أيار/مايو 2023، حيث يتابع العالم هذا الحدث الذي وصفه الكثيرون أنه “أهم حدث سياسي في العالم لعام 2023″.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى