
أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري مصطفى إبراهيم، أن “الانتخابات التركية مصيرية للعرب والأمة الإسلامية قاطبة”.
كلام إبراهيم جاء في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، تحدث فيها عن أهمية الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة، والمقررة في 14 أيار/مايو الجاري.
وقال إبراهيم إن “الانتخابات التركية مصيرية بسبب قوة تأثير تركيا في محيطها الإقليمي، ومواقف دعم الأمتين العربية والإسلامية التي اتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طوال فترة حكمه التي امتدت لعقدين من الزمن”.
وأضاف أن “تركيا بقيادة أردوغان لها مواقف مشهودة وقوية ومؤثرة في القضايا العربية سواء في فلسطين أو سوريا أوفي باقي الدول العربية والإسلامية، بخلاف ما كان عليه الوضع قبل تولي العدالة والتنمية السلطة”.
وأوضح أن “النظام الحاكم يحدد بوصلة واتجاهات السياسة الخارجية لدولته، وهو ما يعني أن سياسة تركيا تجاه محيطها الإقليمي ستتم إعادة النظر فيه بعد الانتخابات المقبلة بناء على الحزب الذي سيتولى السلطة”.
وتابع إبراهيم “يرى مراقبون أن تركيا في هذه الانتخابات في مرحلة فاصلة بين مشروعين لهما أهداف داخلية وخارجية، الأول يقوده أردوغان وهو رجل وطني متدين سُني صاحب شخصية قوية استطاع أن ينهض بتركيا وله تاريخ من النجاح السياسي يعترف به الجميع، ومشروعه هو مواصلة استقلال جمهورية تركيا وخروجها من الهيمنة الغربية، واستمرار قوة السياسة الخارجية التركية، والانفتاح على المحيط الإقليمي (المحيط العربي والمسلم)، وتقوية الاقتصاد ودعمه عبر المشاريع المتعددة والاستثمار الناجح ومعالجة مشكلة التضخم وارتفاع الأسعار الناتج عن أزمة (كورونا) والحرب الروسية الأوكرانية”.
ولفت إلى أن من أهداف أردوغان مواصلة مشاريع بالغة الأهمية منها: “إبطال وانهاء معاهدة (لوزان) 1923، التي حرمت تركيا من حقوقها ومنها: التنقيب عن الغاز والنفط ومنع فرض جمارك على مضيق البوسفور، وإنشاء قناة إسطنبول المائية (الواصلة بين البحر الأسود وبحر مرمرة- المتصل بالبحر الأبيض المتوسط)، ومواصلة إنشاء وتقوية الأسطول الحربي البحري، واستكمال تطوير الصناعات الحربية الدفاعية، واستكمال مواصلة بناء المدن السكنية بصفة عامة وفي مناطق كوارث الزلزال بصفة خاصة، ومواصلة استعادة العقول التركية المهاجرة، والاستمرار في بناء وتشييد المصانع والمطارات والجامعات والجوامع والجسور والسدود الضخمة التي تحقق أرقامًا عالمية قياسية، إضافة إلى معالجة ملف اللاجئين السوريين بالحكمة والتدرج، والمصالحة مع الجميع والانفتاح على الجميع من موقف القوة وبدون خضوع لأحد، وأن يكون لتركيا دور عالمي فاعل ومؤثر ورائد على الخريطة السياسية الدولية، وفي القلب منها محطيها الإقليمي العربي والإسلامي”.
ومضى إبراهيم بالقول “أمّا المشروع الثاني فيقوده شخص علوي علماني عمره 75 سنة، ومع ذلك ليس له أي تاريخ سياسي، فرض نفسه على حزبه أولًا فاستولى على رئاسة الحزب بطرق ملتوية، ثم بعدها فرض نفسه كمرشح رئاسي على تحالف الطاولة السداسية ثانيًا فمارس الدكتاتورية قبل أن يصل إلى الحكم، وتقف وراءه قوى خارجية تسيره كما تشاء، وقد لاحظ الجميع أنه بدأ مؤخرًا يتمسح بالدين ليخدع الشعب”.
وبيّن أن “مشروعه فيأتي على رأسه -حسب تصريحاته- إيقاف مشروع (قناة إسطنبول) الذي سيدر المليارات للدولة التركية والذي سينشئ مجتمعاً عمرانياً جديداً، وسيخلق مناطق استثمارية واعدة وتصب في الخزينة التركية، وأيضاً ضمن برنامج كيليتشيدار أوغلو إفشال عجلة الاستثمار العقاري المتصاعدة والمستفيدة من تدفق المال العربي والأجنبي، وتجديد معاهدة (لوزان) التي تحرم تركيا من حقوقها الطبيعية، والاقتراض من البنك النقد الدولي، وعودة الانبطاح لأمريكا والاتحاد الأوروبي بشكل واضح ومفضوح، وتبعية القضاء التركي للمحكمة الأوروبية، ووقف وعرقلة التصنيع العسكري، والعودة إلى شراء طائرات F-16 من أمريكا، وطرد اللاجئين السوريين ونشر العداوة ضدهم، وفي ذات الوقت المصالحة الكاملة مع ميليشيا المجرم الأسد بدون شروط، والتضييق على المهاجرين (العرب والمسلمين خصوصًا)، أما غير المسلمين فمرحب بهم ولا يتحدث أحد عنهم، مثلما فعل أكرم إمام أوغلو الذي سافر مع معونات إلى مخيمات اللاجئين الأوكرانيين في بولندا”.
واختتم إبراهيم حديثه أن “على الشعب التركي أن يدرك أهمية هذه الانتخابات المفصلية في تاريخه، وأن يدرك أيضاً حجم المخاطر التي تحيق به، وعليه اختيار من يكمل نهضته ويحقق لتركيا الاستقلال والاستقرار والعزة والكرامة، وهو الطيب أردوغان وبرنامجه، وعلى النقيض منه من يعد من الآن بالتبعية للغرب ووقف المشروعات الاستثمارية، بالإضافة إلى تاريخ حزبه المخزي المعادي الفاشل في الاقتصاد والسياسات الداخلية والخارجية على حد سواء، والذي شهد عصره انهيار التعليم والصحة والخدمات والاقتصاد واستدانت تركيا في عهده لصندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى فرض الديكتاتورية وكبت الحريات، ومعاداة هوية الشعب التركي المسلم، والحرب على الحجاب وإيقاف مساجد إمام خطيب”.
اقرأ أيضا| تركيا.. قيادي سياسي: أردوغان الذي ذكر المسلمين بقوتهم وحضارتهم سيفوز في الانتخابات (مقابلة)