ركّزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية الأسرة والترابط العائلي، مؤكدة أن أحد مقاصد الإسلام هو بناء بنية أسرية قوية تقوم على الحب والاحترام والولاء والثقة.
واستُهلت خطبة الجمعة بقوله تعالى “يٓا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثٰى”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.
وأضافت “يوم الإثنين 15 أيار/مايو الجاري، هو اليوم العالمي للأسرة، فالأسرة هي أهم مؤسسة تحمي شرف وكرامة الرجال والنساء وتضمن أنهم يعيشون في دائرة الحلال، فالعائلة هي واحدة من أعظم النعم التي أنعمها ربنا على عباده، والتي تعطي السلام لنفس المرء والسلام لقلبه، والأسرة هي حصن متين، وملاذ آمن يضمن استمرار النسل البشري والحفاظ عليه”.
وتابعت “تنشأ الأسرة بعقد زواج شرعي بين رجل وامرأة بحضور شهود، وعندما تؤسس المرأة منزلا للأسرة، فإنها تصبح أماً، وعندما تصبح أماً، توضع الجنة تحت قدميها، فالأم هي عنوان الرحمة والشفقة والتضحية، إنها منبع الحب والمودة، ويصبح الرجل أباً عندما يؤسس موقد للأسرة، فالأب يعني العدالة والسلام والثقة، إنه ركيزة الأسرة ودعمها الذي لا يتزعزع، فالأم والأب هما سبب الوجود البشري”.
وزادت “وفقا للإسلام، فإن العلاقات من دون عقد شرعي وخارج إطار الزواج هي الزنا، والزنا من الخطايا الكبرى التي حرمها ديننا، ولسوء الحظ، يضيع الكثير من الناس بسبب الزنا، فكم من المنازل دمرت بسبب الزنا، والكثير من الآمال تحطمت بسبب الزنا، لكن ربنا سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم (ولا تقربوا الزنٰٓى إنه كان فاحشةۜ وسٓاء سب۪يلا)”.
وأشارت إلى أنه “من المؤسف أن هيكل الأسرة، الذي يشكل حجر الزاوية في المجتمع، يتعرض بشكل متزايد لآثار مدمرة تتعارض مع الطبيعة يوما بعد يوم، فيتم تشجيع العلاقات غير الشرعية، والمحتوى غير اللائق على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المسلسلات والبرامج التلفزيونية تهدد بنية الأسرة، وفي هذا الوقت، يتعين علينا أن نكون أكثر وعيا بمسؤولياتنا من أجل إحلال السلام والثقة في الأسرة”.
ولفتت إلى أن “أحد مقاصد الإسلام، ديننا العظيم، هو بناء بنية أسرية قوية تقوم على الحب والاحترام والولاء والثقة، وفي هذا السياق، يفرض الإسلام مسؤوليات منفصلة على كل فرد من أفراد الأسرة”.
وشددت أن “مسؤولية الزوجين تجاه بعضهما البعض ليست تحويل الزواج إلى تنافس وإنما رؤية بعضهما البعض على أنهما أمانة من الله، وهو دعم بعضنا البعض في الغنى والضيق والفرح والحزن، وتقع على عاتق الآباء مسؤولية تعليم أطفالهم قيمنا الوطنية والمعنوية، وذلك بتكريس الوقت لهم، وإظهار حبهم، وتوفير بيئة عائلية آمنة وسلمية، وإعداد مستقبل جيد، ومسؤولية الأطفال هي مراعاة حقوق الوالدين، والتكلم معهم بلطف والتعامل بشفقة ورحمة، ولا حتى قول (أف) لهما، ونيل خير دعائهم وبركته”.
وأضافت “خلق ربنا القدير المرأة كأنثى والرجل كذكر، فالمرأة، كأنثى؛ والرجل كذكر وكل منهم كائن محترم يستحق كل أنواع الاحترام، وكل المفاهيم المنحرفة التي تهدف إلى تدمير الطبيعة النقية للإنسان، الذي خلقه ربنا القدير باعتباره أشرف المخلوقات، وتتدخل في خلق الإنسان بتجاهل الإرادة الإلهية، فاختيار الجنس ليس مساحة للحرية الشخصية، ولا يمكن أبدا تبرير السلوكيات التي تهدف إلى تدمير الطبيعة من خلال الاختباء وراء خطابات الحرية، وإن سوء الفهم والترجيحات التي لا تتوافق مع نظرة ديننا إلى الرجال والنساء تدمر بنية الأسرة، وتفسد النسل البشري، وتجر المجتمع إلى كارثة”.
ورأت أنه “عندما يهتز هيكل عائلتنا، لا يمكننا الاستمرار في وجودنا كأمة، واليوم ، كما في الماضي، فإن الملاذ الوحيد الذي سيجعلنا أقوياء ويحمينا من جميع أنواع التيارات الضارة هو الأسرة، لذا، فدعونا نقدر عائلتنا، التي هي جنتنا على الأرض، ودعونا نكون يقظين ضد جميع أنواع التيارات الضارة التي تهدد بنية عائلتنا، في الحياة الأسرية، كما في جميع المجالات، ودعونا نلتزم بإخلاص بالمبادئ التي يأمر بها ديننا، ونسعى جاهدين لجعل اللطف والظرافة والرحمة والمودة والحياء والعفة تسود في عائلتنا”.
واختتمت خطبة الجمعة بقوله تعالى “والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما “.