دوليسياسةهام

“بوليتيكو” الأمريكية: أردوغان حقق فوزا كبيرا في الانتخابات لكن أوروبا تفضل كيليتشدار أوغلو

قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إن الانتخابات البرلمانية التركية والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تركيا يوم 14 أيار/مايو الجاري “بمثابة فوز كبير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

كلام الصحيفة جاء تقرير لها نشرته، الأربعاء، حسب ما ترجمت “وكالة أنباء تركيا”.

وقالت إنه “على عكس التوقعات، حصل حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان و(تحالف الجمهور) على الأغلبية في البرلمان التركي، علاوة على ذلك، سجل الزعيم الذي شغل منصبه لوقت طويل نتائج أعلى بكثير مما توقعه منظمو الاستطلاعات في الجولة الأولى من التصويت الرئاسي، حيث وصل إلى 49.42% مقارنة بمنافسه الرئيسي المعارض زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو، الذي حصل على 44.95% من الأصوات”.

وأضافت أنه “باستثناء مفاجأة كبيرة، يبدو أن أردوغان الآن مستعد لتحقيق نصر في جولة الإعادة في غضون أسبوعين أي يوم 28 أيار/مايو الجاري.. والغريب أن البعض في الاتحاد الأوروبي سيتنفس الصعداء إذ إنه في كل من بروكسل وعواصم الاتحاد الأوروبي الأخرى، كان القلق يتزايد من أن كيليتشدار أوغلو سيحاول إذا أصبح رئيسا لتركيا إعادة تعريف علاقة تركيا مع الاتحاد الأوروبي، دون أن يشمل ذلك تحديث الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا والسعي إلى اتفاق بشأن تحرير التأشيرات”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “قادة الاتحاد الأوروبي سيرحبون بالطبع برئاسة كيليتشدار أوغلو إذا فاز في الانتخابات التركية، كما أنهم سيدعمون أجندته الإصلاحية.. لكن حرب أوكرانيا جعلت من تركيا أولوية أقل بالنسبة للكتلة الأوروبية”.

وأضافت أنه “إذا فاز كيليتشدار أوغلو يوم 28 أيار/مايو الجاري، فمن المرجح أن تتدافع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتضع تركيا على جدول الأعمال في قمتها في حزيران/يونيو المقبل من أجل رسم استراتيجية جديدة.. لكن نتيجة تلك المناقشات واضحة بالفعل: سيلجأ الاتحاد الأوروبي إلى الغموض البناء، وهذا يعني أنه في حال فوز المعارضة التركية، فمن المحتمل أن يتم استئناف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد”.

وتابعت الصحيفة “على المدى القصير للغاية، من المرجح أن تكون العلاقة هادئة مع تركيا إذ ستعطي بروكسل الأولوية لتقديم 7 مليارات دولار من المساعدات المالية لمساعدة تركيا على التعافي من الزلازل المدمرة الذي ضرب جنوبها في شباط/فبراير الماضي، بينما من المرجح أن تثبت أنقرة أنها أكثر تقبلاً للضغوط المتزايدة من الاتحاد الأوروبي – والولايات المتحدة – للحد من التهرب من العقوبات الروسية”.

ورأت أنه على المدى المتوسط ​​إلى الطويل، إذا فاز أردوغان بالفعل، فإن المزيد من التراجع الديمقراطي والمصالح الجيوسياسية المتنافسة ستؤدي إلى إحياء التوترات أكثر بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وستبقى محادثات انضمام تركيا مجمدة، وسيظل تحديث اتفاقية الهجرة لعام 2016 أو الوفاء ببعض بنودها، أمرًا مستبعدًا إلى حد كبير، كما ستواصل بروكسل رفض دخول الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة، ولن يكون هناك تحرك بشأن تحديث الاتحاد الجمركي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لعام 1995، وبدلاً من ذلك فإن العلاقة الراكدة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ستتدهور أكثر”.

ورأت أن “النزاعات الثنائية بين تركيا من جهة واليونان أو قبرص (الرومية) من جهة أخرى ستؤدي إلى إثارة التوترات بين أنقرة والكتلة الأوروبية بأكملها، كما يمكن أن تؤجَّج التوترات العسكرية خاصة إذا استأنفت تركيا التنقيب عن الهيدروكربونات في المياه المتنازع عليها (شرقي المتوسط)”.

وشهدت تركيا يوم الأحد الماضي انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث حقق “تحالف الجمهور” بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة داخل تركيا يوم 28 أيار/مايو الجاري، ويتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرشح كمال كيليتشدار أوغلو.

وأكدت الهيئة العليا للانتخابات التركية أن نسبة المشاركة في التصويت داخل تركيا بلغت 88.92%، فيما بلغت 52.69% في الخارج.

اقرأ أيضا.. المتحدث باسم الرئاسة التركية: الدعم الشعبي لأردوغان سيستمر في إطار رؤية “قرن تركيا”

زر الذهاب إلى الأعلى