
قال موقع “بي بي سي” البريطانية إن “تركيا أصبحت سلطوية بشكل متزايد في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حين تسعى المعارضة لعكس ذلك”، مدعيا أن “أردوغان ترك ملايين الأتراك بقوا بلا مأوى في 11 ولاية تضررت من الزلازل” الأخير الذي ضرب الجنوب التركي.
جاء ذلك في تقرير نشره الموقع الأسبوع الماضي، حسب ما ترجمت “وكالة أنباء تركيا”.
وقال التقرير إن “الرئيس رجب طيب أردوغان في السلطة منذ أكثر من 20 عامًا وهو يواجه الآن أصعب تحد له حتى الآن، حيث قامت 6 أحزاب معارضة بتوحيد قوتها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 أيار/مايو الجاري، واختارت زعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو كمرشح لها”.
وادعت التقرير أن “تركيا أصبحت سلطوية بشكل متزايد في عهد أردوغان، في حين تسعى المعارضة لعكس ذلك”.
ورأى أن “أردوغان يبدو ضعيفا حيث تواجه تركيا ارتفاعًا في التضخم وتعاني من الزلزال الأخير”.
وأضاف التقرير أن “أردوغان يدير البلاد من قصر واسع كما يسيطر الحلفاء على الكثير من وسائل الإعلام، وفي نفس السياق رفض أردوغان رفع أسعار الفائدة”.
وأشار التقرير إلى أن “إخفاقات الزلزال تركت أردوغان عرضة للخطر في تركيا، حيث تعرض هو وحزبه الحاكم لانتقادات على نطاق واسع بسبب سوء إدارة جهود البحث والإنقاذ”.
وادعى التقرير أن “ملايين الأتراك بقوا بلا مأوى في 11 ولاية تضررت من الزلازل”.
6 أحزاب معارضة.. مرشح واحد
واعتبر التقرير أن “كمال كيليتشدار أوغلو (74 عاما) هو منافس معتدل ومحب للكتب لكنه مني بسلسلة من الهزائم الانتخابية على رأس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي”.
وتابع “لكن هذه المرة قد تكون مختلفة لأنه يقاتل كمرشح للتحالف السداسي، إلى جانب تلقيه دعما من حزب الشعوب الديمقراطي”.
حلم تغيير نظام الحكم
وأشار التقرير إلى أن “كمال كيليتشدار أوغلو هو موظف حكومي سابق ينتمي إلى الأقلية العلوية، قاد مسيرة 24 يومًا من أجل العدالة في عام 2017، والتي اعتُبرت أكبر عرض للتحدي لحكم أردوغان منذ سنوات”.
وأوضح أن “التحالف السداسي المعارض يرغب بإعادة تركيا من النظام الرئاسي الذي تم إنشاؤه في عهد أردوغان إلى نظام يقوده البرلمان، ويحتاج التحالف لتحقيق هذا الهدف إلى 400 نائب في البرلمان التركي من أصل 600 أو 360 نائباً للتوجه نحو استفتاء شعبي”.
أهداف المعارض في تركيا
وأشار التقرير إلى أن “تحالف الأمة بقيادة كيليتشدار أوغلو يريد استعادة النظام البرلماني التركي وإصلاح الرئاسة، وإزالة حق رئيس الدولة بنقض التشريعات، وقطع علاقات المنصب بالأحزاب السياسية وجعله قابلاً للانتخاب كل 7 سنوات”.
وأضاف أن “هذا التحالف يرغب أيضا باستئناف محاولة تركيا المستمرة منذ عقود للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي واستعادة الثقة المتبادلة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعد سنوات من العلاقات المتوترة خلال سنوات أردوغان”.
وختم التقرير أن “التحالف المعارض تعهد بخفض التضخم إلى أقل من 10% في غضون عامين وإعادة اللاجئين السوريين إلى الوطن طواعية”.
وشهدت تركيا يوم الأحد الماضي انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث حقق “تحالف الجمهور” بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة داخل تركيا يوم 28 أيار/مايو الجاري، ويتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرشح كمال كيليتشدار أوغلو.
وفشل “تحالف الأمة” المعارض بتحقيق الأغلبية البرلمانية حيث لم يعد باستطاعته العمل على إعادة تركيا إلى النظام الرئاسي، في حين حقق “تحالف الجمهور” بقيادة أردوغان نجاحا كاسحا في المناطق التي تعرضت للزلزال المدمر في 6 شباط/فبراير الماضي.
وأكدت الهيئة العليا للانتخابات التركية أن نسبة المشاركة في التصويت داخل تركيا بلغت 88.92%، فيما بلغت 52.69% في الخارج.
اقرأ أيضا.. المتحدث باسم الرئاسة التركية: الدعم الشعبي لأردوغان سيستمر في إطار رؤية “قرن تركيا”