العالم الإسلاميسياسةمميز

كاتب قطري: تركيا دولة صاعدة فرضت قوتها إقليميا ودوليا بقيادة أردوغان

الكاتب القطري فالح الهاجري

أكد الكاتب القطري فالح الهاجري أن “الانتخابات التركية استحوذت على اهتمام العالم بسبب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، لافتاً إلى أن كثيرين من التقى بهم “لم يعرفوا تركيا إلا من خلال أردوغان”.

كلام الهاجري جاء في مقال له نشره، الثلاثاء، في صحيفة “العرب” القطرية.

وقال الهاجري، إن “تركيا الدولة الصاعدة، والتي أحدثت تطورا كبيرا في العقدين الأخيرين من حضور سياسي قوي، واعتماد ذاتي على مواردها بشكل كبير، وإنشاء مصانع خاصة بها في شتى المجالات؛ لا سيما العسكرية منها والتي رأينا طائراتها المسيرة وسفنها الحربية وحاملة الطائرات وسياراتها الحديثة وغيرها مما لا يتسع المجال لذكره، وأخيرا وليس آخرا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت الأحد الماضي والتي أسفرت عن تقارب بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وكيليتشدار أوغلو يصل إلى 5% تقريباً”.

وأضاف، أن “هذه الانتخابات التركية أحدثت ضجة قبل بدايتها، والحديث عن تدخلات واتهامات ومحاولة التأثير على الناخبين، ومع ذلك كان الحدث بحجم الدولة وما فرضته من أهمية إقليمية ودولية لها، وكانت العملية الانتخابية حديث الشاشات والصحف والمقاهي والمجالس، ومع بداية الانتخابات كانت التغريدات والمشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتمحور حولها”.

وتابع قائلاً “بدأت بالتفكير لماذا كل هذا الاهتمام بما يحدث في تركيا!؟ فهي ليست وليدة اللحظة، وليست أول انتخابات تحدث فيها، ولم نكن نشعر بأهميتها وحضورها إلا مؤخرا، فلماذا هذه الانتخابات تحديدا استحوذت على كل هذا الاهتمام؟”.

وأشار إلى أنه “عندما تحدث انتخابات في الدول الغربية، كانت المتابعات الإعلامية في الوطن العربي والعالم كله يتابعها وينتظر نتائجها؛ حتى ساعات متأخرة، وتجد المحللين يشيدون ويثنون على العملية الانتخابية، وما صاحبها من أجواء إيجابية ديمقراطية، وكان التنافس على أشده وما إلى هنالك من مدح وإطراء، ونلمس متابعة مفقودة في منطقتنا لأن الأمور شبه محسومة أو واضحة نوعا ما قبل بدايتها وبنسب قد تصل النتائج فيها بفارق كبير بين المتنافسين”.

وزاد الهاجري قائلاً، إنه “بالنظر إلى العقدين الأخيرين وما شهدته الجمهورية التركية من تقدم وتطور ونماء اقتصادي وتعليمي وصحي وسياحي وصناعي جعل منها ضمن قائمة مجموعة العشرين والتي تجمع الأنظمة ذات الاقتصادات الصناعية والنامية المهمة التي منوط بها مناقشة القضايا الرئيسية في الاقتصاد العالمي، تعلم جيدا موقعها من الإعراب في مقدمة دول المنطقة والعالم، وأصبح توجه تركيا وسياستها محل اهتمام وترقب لآرائها ونهجها ومحل دراسة وتمحيص لتوجهها”.

ومضى بالقول، إن “أناس بسطاء وأشخاص عاديون جدا وبعيدا عن السياسيين والإعلاميين والمثقفين والأكاديميين نجدهم يهتمون بتركيا، وعند سؤالي لأحد هؤلاء الفضلاء والبعيدين عن السياسة عن سر اهتمامهم ومتابعتهم لانتخابات تركيا، واهتمامهم بالرئيس أردوغان، أجابوا إجابة قد تكفي عن محاضرات وإقامة ندوات؛ قالوا: ليس لنا علاقة بالشأن التركي وليس لنا تأثير على الانتحابات ولا نملك حقا بالتصويت لكن لم نعرف تركيا إلا من خلال أردوغان، ولم نفكر بزيارتها إلا بعد ما شهدته من طفرة سياحية وترويج لها في عهد أردوغان، ومواقفها من قضايا الأمة لا يعبّر عنها بشكل جلي وواضح إلا من خلال أردوغان، بل أصبحت ملجأ لمن شُرِّدوا وملاذا لمن طُرِدوا وأمانا لمن حُرِموا، ووجدنا فيها المستشفيات العلاجية والصناعات الفخمة والجامعات والمدارس التعليمية والوقوف مع أصحاب الحق؛ ألا يشفع كل ذلك بأن نهتم بانتخابات تركيا ونتابع رئيسها؟”.

وختم الهاجري مقالته قائلاً “وأضيف أنا أيضا أهمية هذه الانتخابات بالذكرى المئوية التي تصادف هذا العام 2023.. كل التوفيق لتركيا وشعبها”.

زر الذهاب إلى الأعلى