دوليسياسةمميز

“فورين بوليسي” الأمريكية: أردوغان دمر اقتصاد وديمقراطية تركيا كان يجب طرده من الجولة الأولى

نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريرا حول نتائج الانتخابات التركية التي شهدتها تركيا يوم 14 أيار/مايو الجاري، منتقدة “عدم طرد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه الجولة خاصة وأنه هو الرجل الذي دمر اقتصاد تركيا وديمقراطيتها”.

وقالت المجلة في التقرير الذي نشرته، الأربعاء، وترجمته “وكالة أنباء تركيا” إنه “بعد يوم طويل وليلة وصباح مبكر، يومي الأحد والإثنين الماضيين، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا أن الانتخابات الرئاسية والتي طال انتظارها ستذهب إلى جولة ثانية في 28 أيار/مايو، فلا الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ولا منافسه الرئيسي كمال كيليتشدار أوغلو حصل على أكثر من 50% من الأصوات”.

وأشارت المجلة إلى أن “الاحتمالات هي أن أردوغان يتمتع بالأفضلية في المضي قدمًا وسيمدد زعامته التي استمرت عقدين، لخمس سنوات أخرى”.

ورأت أنه “لم يكن من المفترض أن يكون الأمر على هذا النحو، على الأقل وفقًا لعدد لا بأس به من مراقبي تركيا المحترفين.. كانت هذه هي اللحظة التي كان من المفترض أن يطرد فيها الرجل الذي يشير إليه البعض بـ (غاندي تركيا) الذي يقود تحالفًا متباينًا من الديمقراطيين الاجتماعيين المزعومين والقوميين والتكنوقراط والإسلاميين، أي أردوغان”.

وادعت أن “أردوغان هو الرجل الذي دمر اقتصاد تركيا وديمقراطيتها”.

وقالت المجلة إن “العديد من الأشخاص الذين من المفترض أن يكون لديهم نظرة ثاقبة لتركيا، خلقوا توقعًا أن كيليتشدار أوغلو يمكن أن يهزم أردوغان، ولكن كان هذا الأمر خطأ، وقد يتفاقم الخطأ إذا لم ينتهز أحد الفرصة للتقييم”.

وأضافت “إذا ماذا حصل؟ كان هناك تركيز كبير على استطلاعات الرأي، والكثير من التركيز على (تويتر)، والكثير من التشجيع، والقليل من الاهتمام بمزايا أردوغان ونقاط ضعف كيليتشدار أوغلو”.

ورأت مدعية أنه “بعد عقدين من توليه المنصب.. يمكن لأردوغان استغلال سلطة الدولة، والاستفادة من المشهد الإعلامي”.

وتابعت “كلنا نفهم الأمور بشكل خاطئ، ولكن ما كان مقلقًا هو التحليل الخاطئ المؤيد لكيليتشدار أوغلو الذي قدمه الخبراء، حيث تم أيضا استبعاد المحللين غير المقتنعين بشكل قاطع بانتصار كيليتشدار أوغلو، واعتبرهم الكثيرون أنهم إما غير مطلعين أو يتبعون أجندة مؤيدة لأردوغان”.

وأضافت أن “هؤلاء المحللين لم يفعلوا ذلك بسبب سوء نية، بل اعترافًا منهم أن المستبدين غالبًا ما يكونون مرنين.. لقد أثبت أردوغان أنه قادر على فعل أي شيء للبقاء في السلطة، فواجهت المعارضة عقبات كبيرة في طريق النصر”.

ورأت أن “هناك بعض القواعد الأساسية التي يجب على العالم الذي يراقب تركيا أن يطبقها في الجولة الثانية، وبشكل عام، أولا الأمل ليس التحليل، مثل العديد من المعلقين الذين قالوا إن دونالد ترامب لا يمكن أن يفوز، فإن المحللين الذين اعتقدوا أن كيليتشدار أوغلو سيفوز، سمحوا لآرائهم ومعتقداتهم بتشكيل تحليلاتهم”.

وتابعت المجلة “ثانيا أصبح الاقتراع غير موثوق به بشكل متزايد، ففي الأسابيع التي سبقت التصويت، أظهرت معظم استطلاعات الرأي أن كيليتشدار أوغلو يتقدم بشكل كبير، ولكن تبين أن هذا خطأ، حتى لو لعبت الحكومة وأردوغان دورًا قذرًا”.

وأضافت “ثالثًا قضايا الجيب مهمة، لكن الهوية قد تكون أكثر أهمية، هذا مثير للجدل لأن الانتخابات غالبًا ما يتم تأطيرها بناءً على ما إذا كان الناس يشعرون أنهم أفضل حالًا الآن”.

وقالت إن “المسلمين المتدينين قد يقفون مع أردوغان بسبب سياساته، بغض النظر عن أي وضع اقتصادي”.

وأضافت متسائلة “لا تزال هناك تساؤلات جدية حول ما إذا استخدم أردوغان الدولة لصالحه في جولة الإعادة”.

وختمت المجلة الأمريكية “بدون إجراء تقييم لا يمكننا تعلم أي شيء، وإذا لم نتعلم من هذا الحدث فنحن مجرد أشخاص عاديين”.

وشهدت تركيا يوم الأحد الماضي انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث حقق “تحالف الجمهور” بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة داخل تركيا يوم 28 أيار/مايو الجاري، ويتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرشح كمال كيليتشدار أوغلو.

وفشل “تحالف الأمة” المعارض بتحقيق الأغلبية البرلمانية حيث لم يعد باستطاعته العمل على إعادة تركيا إلى النظام الرئاسي، في حين حقق “تحالف الجمهور” بقيادة أردوغان نجاحا كاسحا في المناطق التي تعرضت للزلزال المدمر في 6 شباط/فبراير الماضي.

وأكدت الهيئة العليا للانتخابات التركية أن نسبة المشاركة في التصويت داخل تركيا بلغت 88.92%، فيما بلغت 52.69% في الخارج.

اقرأ أيضا.. “مونيتور” الأمريكية: أردوغان الأوفر حظا بالانتخابات والمعارضة التركية بحالة من الصدمة والفوضى

زر الذهاب إلى الأعلى