ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على فئة الشباب، مؤكدة أنهم واحدة من أعظم النعم التي أعطانا إياها ربنا العظيم.
وجاء في خطبة الجمعة، أن “الشباب واحدة من أعظم النعم التي أعطانا إياها ربنا العظيم هي الشباب، فالشباب هي الفترة التي نشهد فيها التغيرات الجسدية والروحية والعاطفية، وتتطور شخصيتنا وصفاتنا، ويصوغ الإنسان مستقبله إلى حد كبير خلال شبابه، وتتجلى الفضائل مثل الأدب والأخلاق والحب والاحترام والصبر والتعاون خلال هذه الفترة”.
ووصفت كل شاب من الشباب بأنه “جندي ثمين من جنود الإسلام، وأنه أمل دولتنا وأمتنا، والوصي على قيمنا الوطنية والمعنوية، فإن ثقة أسلافنا، الذين غيروا مجرى التاريخ، تقع على عاتق الشباب، فاتجاهك واضح بهدي من الكتاب والسنة”.
وتابعت مخاطبة الشباب “أتمنى أن تكون مثل النبي إبراهيم عليه السلام في بحثه عن الحقيقة وفي كفاحه من أجل التوحيد”.
وزادت أن “هناك موقف لا يتزعزع في جوهرك، وأنت على خطى نبينا صلى الله عليه وسلم، المرشد الوحيد للشباب، وخلاصة الأخلاق الحميدة، ورحمة للعالمين، وأنه يستحق منك أن تسعى وراء المعرفة والحكمة والعلم والعدالة مثل الشباب الذين نشأوا في مدرسته المباركة”.
وتابعت “شبابنا يريدون منا أن نصغي بصدق إلى أفكارهم، فإنهم يتوقعون منا أن نثق بهم ونحترمهم وندعمهم في تحقيق أهدافهم، لذلك دعونا نخصص وقتا لشبابنا، ودعونا نستمع إليهم بصدق، ولا نحجب حبنا وعاطفتنا عنهم. ولنكون ملاذا آمنا لهم، كما قال سيدنا علي رضي الله عنه، لنربيهم وفقا لظروف العصر الذي سيعيشون فيه. ودعونا نجمع بين حماسهم وطاقاتهم مع رسائل الشفقة والرحمة للإسلام”.
وجاء في خطبة الجمعة أيضا أن “إحدى الأدعية التي يقبلها ربنا تعالى هي الدعاء الذي يقدمها الآباء لأبنائهم، ودعاء نبينا إبراهيم عليه السلام، (رب اجعلن۪ي مق۪يم الصلٰوة ومن ذريت۪يۗ)، والذي رجى به ربه جيلا طاهرا بتضرع. فدعونا نحن أيضا ندعو الله سبحانه وتعالى أن تكون لشبابنا، جباه للسجود وألسنة للدعاء وأخلاق حميدة”.
وأكدت أن “شبابنا يحتاج إلى توجيهنا في فهم العالم، وفهم الغرض من الوجود البشري، وتبني القيم التي تجمعنا معا كأمة، ومن مسؤوليتنا المشتركة أن نعلم شبابنا، الذين هم ضمان مستقبلنا وأملنا في الغد، عن ديننا وتاريخنا وحضارتنا والقيم التي تجعلنا ما نحن عليه، ومن واجبنا المشترك أن ننشئ شابا يؤمن بالله، ويخلص للعائلة، ويخدم أمتنا ويكون نافعا للبشرية كشعار له”.
وأضافت “فدعونا لا ننسى أن بناء الأرض وبناء مستقبل آمن سيقوم به شبابنا الذين يعرفون قيمة العلم والذين يقرؤون ويبحثون ويتفكرون، فإن شبابنا الذين لا يخرجون عن الحق والعدالة، والذين لا يوافقون على الاضطهاد والظلم، والذين يحمون حقوق المظلومين والضحايا، سيجعلون العالم أرضا للسلام”.
واختتمت خطبة الجمعة بقوله صلى الله عليه وسلم “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: … وشاب نشأ في عبادة ربه…” .