إعلام غربي: الصناعات الدفاعية التركية تتطور بسرعة وتعزز نفوذ تركيا العالمي (تقرير)
قالت وسائل إعلام غربية إن “الصناعات الدفاعية التركية تتطور بسرعة”، مشيرة إلى أن “هذا التطور يؤتي ثماره حيث تعزز مبيعات الأسلحة النفوذ التركي في الخارج.
أداء أسلحة تركيا سجل نجاحا واضحا
قناة “سي أن بي سي” الأمريكية، قالت في تقرير لها إن “تركيا سجلت عام 2022 رقماً قياسياً بصادرات الصناعات الدفاعية وذلك بقيمة 4.4 مليار دولار”، مشيرة إلى أن “هذا الرقم أكبر من ميزانيات الدفاع السنوية لبعض الدول الأوروبية”.
ولفتت القناة إلى أن “الحكومة التركية تهدف إلى رفع هذا الرقم إلى 6 مليار دولار في عام 2023″، مضيفة أن “عائدات الصادرات الدفاعية التركية ارتفعت بنسبة 42% بين عامي 2020 و2021، حيث شكلت العقود الأجنبية ما يصل إلى 90% من عائدات بعض الشركات التركية مثل (بايكار)”.
وذكرت أن “تركيا فيها حاليا ألفي شركة من شركات الصناعات الدفاعية”.
وتابعت القناة أن “جذور هذا التحول تعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما حددت تركيا استراتيجية لبناء قطاع دفاع حديث ومستدام ذاتيًا وتشجيع الاستثمار المحلي.. لذلك فإن مشروع أردوغان الممتد على مدى عقدين من الزمن والذي لا يزال يشهد استثمارات حكومية قوية في الشركات المحلية يؤتي ثماره حيث تعزز مبيعات الأسلحة النفوذ التركي في الخارج”.
وأوضحت القناة أن “أداء أسلحة تركيا مثل مسيّرات بيرقدار التي تم استخدامها في ليبيا وسوريا وأذربيجان وأوكرانيا سجل نجاحا واضحا”.
ونقلت عن المجلس الأطلسي أن “مبيعات الأسلحة والتقنيات التركية وخاصة الطائرات بدون طيار، ساعدت أنقرة على تحسين وتوسيع علاقتها دوليًا، ولا سيما مع دول مثل كازاخستان وقيرغيزستان وتركمانستان وأذربيجان، وحتى إقامة علاقات جديدة مع مختلف البلدان الأخرى مثل بولندا والمملكة العربية السعودية وتونس”.
وشددت القناة أن “مبيعات الصناعات الدفاعية التركية تعزز نفوذ تركيا في دول الخليج وأوروبا أيضًا، ففي آيدكس، أكبر معرض أسلحة في الشرق الأوسط والذي أقيم في شباط/فبراير الماضي في أبو ظبي، كان من المستحيل تفويت حضور تركيا، حيث عرضت الأجنحة الضخمة ذات العلامات التجارية التركية كل شيء من الشاحنات المدرعة والطائرات بدون طيار إلى البنادق الهجومية والعتاد التكتيكي والصواريخ الموجهة بالليزر”.
وأكدت القناة في تقريرها أن “هناك طلبا دوليا كبيرا من الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا على صناعات تركيا الدفاعية.. هذا يوضح لنا أن المنتجات التركية أصبحت ناضجة بدرجة كافية لاستخدامها في ساحات القتال”.
الأسلحة التركية حققت نجاحات في عدد من النزاعات
من جانبه، قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن “أنظمة الأسلحة التركية حققت نجاحات في عدد من النزاعات الأخيرة”.
ونقل الموقع عن علي باكير، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي والأستاذ المساعد في مركز ابن خلدون في جامعة قطر، قوله إن “صادرات تركيا من الصناعات الدفاعية إلى إفريقيا غير مسبوقة على الإطلاق من حيث الكمية والنوعية والقيمة والوصول”.
وأضاف باكير حسب الموقع أنه “لا ينبغي فصل هذا الواقع عن صعود نفوذ أنقرة في القارة الإفريقية واستراتيجيتها لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع عدة دول إفريقية.. السلاح التركي يساهم ولا يقوض أمن واستقرار المناطق التي يتم تصديره إليها”.
وتابع أنه “بقدر ما تظهر الحقائق على الأرض في العديد من المسارح الإقليمية التي شهدت استخدام أنظمة الدفاع التركية، فقد ساعدت هذه الأنظمة بحل الصراعات ومنع توسع بعض الصراعات، واستقرت الأوضاع في بعض البلدان، وعرقلت دور البعض الآخر الآخذ في الاتساع”.
تركيا تحقق نجاحا كبيرا بتحقيق اكتفاء ذاتي بالصناعات الدفاعية
من ناحيته، قال موقع “إير فورس تكنولوجي” الأمريكي إن “تركيا تعمل على تطوير منصات ناجحة تجذب المشترين الأجانب في مجال الصناعات الدفاعية.. ومن الأمثلة الجديرة بالذكر مسيّرات بيرقدار التركية والتي لاقت نجاحًا بعد استخدامها في أوكرانيا”.
ولفت الموقع إلى أن “شركة بايكار المصنعة للمسيّرات بيرقدار تقوم حاليا بتطوير طائرة بدون طيار قتالية جديدة وهي (قزل ألما)”.
وأوضح أن “تركيا باتت لاعبا في سوق الطائرات بدون طيار.. لقد حققت تركيا خلال الفترة 2019-2023 نجاحًا كبيرًا بتحقيق اكتفاء ذاتي بالصناعات الدفاعية بنسبة 75%”.
ومطلع العام الجاري، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “تركيا حققت نهضة كبيرة في مجال الصناعات الدفاعية خلال الأعوام الأخيرة بخبراتها وقدراتها الوطنية والمحلية”، مؤكدا أنها لن تتوقف عن تطوير صناعاتها إلى حين تحقيق الاستقلال التام بهذا المجال”.
وأضاف أن “عام 2023 سيشهد إنتاج المزيد من المعدات والآليات القتالية التي ستساهم بشكل كبيرة في تعزيز مكانة الصناعات الدفاعية التركية في العالم”.
وقبل ذلك، كان رئيس الصناعات الدفاعية التركية في الرئاسة التركية إسماعيل ديمير قد كشف أن “عدد المشاريع التي تعمل عليها الصناعات الدفاعية التركية تجاوز 750 مشروعا”.
وأشار ديمير إلى أن “تركيا أصبحت دولة قادرة على تلبية احتياجاتها واحتياجات الدول الصديقة والحليفة لها من المركبات البرية والبحرية العسكرية”، مؤكدا أن “تركيا أصبحت ضمن قائمة أفضل 3 دول في العالم مصنعة للطائرات المسيرة بأنواعها”.
وأوضح أن “تركيا تقترب خطوة بخطوة نحو هدفها في أن تكون من بين أكثر 10 دول تقدمًا في مجال الصناعات الدفاعية في العالم”.