
الطيب أردوغان ليس بحاجة لأصوات مؤيدي سنان أوغان (مدونة)
كانت كل المؤشرات تؤكد أن مرشح تحالف الأجداد، سنان أوغان، يتجه لحشد ناخبيه ومؤيديه لدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولة الانتخابات الرئاسية الثانية.
وبالفعل، لم يكن يوم 22 من أيار/مايو الجاري، يوماً عادياً لملف الانتخابات التركية ولم يكن يوماً عاديا كذلك بالنسبة لزعيم المعارضة التركية كمال كيليتشدار أوغلو، الذي يرمي بكل ثقله وأوراقه لإزاحة أردوغان عن السلطة، لكن الرياح لم تأت بما يشتهي كيليتيشدر أوغلو، بعد إعلان سنان أوغان تأييده لأردوغان.
لقد اختار أوغان الطرف الأقوى، اختار الطيب أردوغان الذي يمثل الوطن، الذي يمثل تركيا حاضراً ومستقبلاً.
يعلم أوغان جيدا أن الرئيس رجب طيب أردوغان، ليس بحاجة لأصوات ناخبيه أو مؤيديه في جولة الانتخابات التركية المقبلة، كما يعلم جيدا شعبية الطيب أردوغان داخل تركيا وخارجها، ويعلم جيدا أن النصر حليف الطيب أردوغان بعد أيام، ويعلم جيدا أن “باي باي كمال” لم يعد له أي وزن وثقل سياسي، ومن أجل ذلك اختار الأفضل لتركيا وشعبها.
يعلم أوغان أيضاً أن نسبة الـ 5.2% التي حصل عليها من الأصوات في الجولة الأولى (نحو 2 مليون و800 ألف صوت)، لن يقف عندها أردوغان أو يدعوه للتفاوض من أجلها، إذ أن ملايين الناخبين ينتظرون ساعة الصفر يوم الـ 28 من أيار/مايو الجاري، للإدلاء بأصواتهم لصالح من سيقود تركيا نحو مزيد من النمو والتقدم والازدهار.
يعلم أوغان كذلك، أن ملايين الناخبين لن يتكاسلوا أو يتراخوا أو يتهاونوا في الجولة الثانية من الانتخابات، ومن أجل أن يبرز أن لحزبه وتحالفه دور هام في هذه المعركة الانتخابية، وجد أن من الأفضل له ولداعميه الوقوف إلى جانب الطيب أردوغان، وتجاهل كل البرامج الانتخابية وكل الوعود الواهية التي تنادي بها المعارضة وزعيمها “باي باي كمال” كما أطلق عليه أردوغان.
سيفوز أردوغان بنسبة أكبر من التي حصل عليها في الجولة الأولى، وبنسبة أكبر من التي سيحصل عليها من أنصار أوغان، وسيؤكد أن محبة الشعب وقراره الصائب هي من تقف وراء نصر أردوغان، وليس أصوات الـ 2 مليون و800 ألف الداعمة لأوغان.
سيفوز أردوغان، وبالتأكيد لن ينخدع حتى بتأييد أوغان (لو افترضنا أن ما يجري هو معركة أو مناورة سياسية، أو فخ ينصبه أعداء أردوغان له)، وما أكده أردوغان في تصريحات له “لم نتفاوض مع أوغان”، أكبر دليل على حنكة وذكاء الطيب أردوغان سياسياً في هذه المعركة، فقد أراد إيصال الرسائل حتى لداعمي أوغان بأن أصواتكم ستكون مكملة وليست أساسية، وستكون لصالح الوطن وليست لصالح من يريد الإضرار بالوطن وتسليمه لأعدائه والمتربصين به.
ورغم كل ذلك، لا يجب على أنصار أردوغان أن يتكاسلوا على اعتبار أن فوز الطيب أردوغان بات مضموناً، بل عليهم التوجه وبهمة أقوى من التي شهدتها الجولة الأولى، وحشد أصوات كل من تقاعس أو تردد أو بقي صامتاً وخاصة من فئة الشباب، لانتخاب الطيب أردوغان، فنصر أردوغان هو نصر للأمة الإسلامية، بحسب ما تؤكد كوكبة من علماء الدين.
وفي النهاية، لا بدّ من التأكيد على أن ما أسعد مؤيدي الطيب أردوغان هو “موقف سنان أوغان” وليس الأصوات التي سيحشدها أوغان لدعم أردوغان، ومن المهم أن نعلم جيدا أن فوز أردوغان لن يكون بسبب أصوات ناخبي أوغان، بل بسبب قاعدة أردوغان الشعبية داخل تركيا وخارجها، فأردوغان لم يرمي أي ملف من الملفات الهامة التي تلامس المواطن التركي خلف ظهره وانشغل على سبيل المثال بقضايا اللاجئين والمهاجرين وعلى رأسم السوريين، بل مضى في ملفات تطوير الاقتصاد والصناعات الدفاعية وبناء المدن الطبية وإطلاق الأقمار الصناعية، وغيرها من الإنجاوزات التي كانت وما تزال.