شن موقع “أو أوبزرفر” البلجيكي هجوما على تركيا وتاريخها وشعبها ورئيسها رجب طيب أردوغان “الذي يقود البلاد من خلال نظام استبدادي فاشل”، مدعيا أن “الديمقراطية في تركيا تسير نحو الانحدار في ظل عدم اهتمام جماهير أردوغان بمبادئ الحريات والاقتصاد والعيش الكريم”.
جاء ذلك في مقال نشره موقع “أو أوبزرفر” البلجيكي، بعيد الانتخابات التي شهدتها تركيا يوم الأحد 14 أيار/مايو الجاري، حسب ما ترجمت “وكالة أنباء تركيا”.
وقال الموقع في مقال أعده كاتب تركي إن “تركيا وطوال تاريخها لم تكن تركيا قط دولة ديمقراطية ولم تكن دولة يتم فيها التمسك بسيادة القانون”.
وادعى قائلا “منذ أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية إلى الوقت الحاضر، ما شهدناه في تركيا هو نوع من الديمقراطية التي يمكن وصفها أنها سلسلة من التقلبات، دون تحقيق الهدف المنشود”.
ورأى أن “ما كشفته الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت يوم الأحد 14 أيار/مايو الجاري أثبت مرة أخرى أن هناك طلبًا منخفضًا للغاية في تركيا على الديمقراطية وسيادة القانون والشفافية والمساءلة وحقوق الإنسان والحريات.. وهذا الأمر ينطبق حتى على بعض المعارضة”.
وتابع أن “تركيا تشهد بيئة سياسية حيث يزداد العرض غير المحدود على الخطاب الشعبوي الإسلامي والقومي والعنصري واليميني المتطرف، والطلب المتزايد عليه بين غالبية الناس، يومًا بعد يوم”.
واتهم الموقع في تقريره أن “عواقب الاتجاهات الديمقراطية الانحدارية أصبحت واضحة في العديد من المؤشرات الدولية التي تقيم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وحرية التعبير في تركيا.. فنحن على مدى العقد الماضي، شهدنا أن الفساد والقمع وانعدام القانون والتعسف وانتهاكات حقوق الإنسان والمحسوبية والاحتكار الإعلامي، أمور ليس لها أهمية تذكر عند الجماهير القومية المحافظة في تركيا”.
وأضاف أن “الجدير بالملاحظة بشكل خاص هو صمود هذه الجماهير التي تبنت خطاب أردوغان الشعبوي غير مبالية بالتحديات الاقتصادية الكبيرة التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم مثل التضخم الهائل وانخفاض قيمة الليرة التركية وانتشار البطالة والمصاعب المالية العميقة”.
ورأى أنه “على الرغم من تحمّل الفترة الأكثر تدميراً للاقتصاد التركي في السنوات الأخيرة، حيث يكافح الناس للحصول على المواد الغذائية الأساسية أتت أكبر كارثة زلزال في التاريخ الحديث دمرت 11 مدينة في تركيا حيث كانت استجابة الحكومة ضعيفة تجاه هذه الكارثة، إلا أن التفضيل السياسي لهؤلاء الناس لا يزال قائماً وخيارهم أردوغان، مما يستلزم تحليلات اجتماعية ونفسية متعمقة”.
وأضاف مدعيا أن “الجمهورية التركية لم تستطع أن تتوج نفسها بقواعد الديمقراطية وسيادة القانون رغم مرور 100 عام على تأسيسها.. لقد فشلت بإنشاء دولة ديمقراطية تعددية ترى في التنوع ثراءً وتحترم القيم الديمقراطية”.
وتابع “وهكذا تحولت الانتخابات في تركيا إلى لعبة محصلتها صفر، بينما يُنظر إلى المعارضة على أنها عدو، أصبحت الانتخابات ساحة معركة لمظاهر الهوية الحادة.. نعم لقد كشفت الانتخابات الأخيرة مرة أخرى أن ما يقرب من 70% من السكان الأتراك يتكونون من قوميين محافظين لا يظهرون سوى القليل من الاهتمام بالديمقراطية وسيادة القانون والحقوق والحريات العالمية، ولا تشمل أولوياتهم وضع تركيا كعضو في العالم الديمقراطي المتحضر أو العمل من أجل مجتمع منفتح”.
وشهدت تركيا، يوم الأحد الماضي 14 أيار/مايو الجاري، انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث حقق “تحالف الجمهور” بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة داخل تركيا يوم 28 أيار/مايو الجاري، ويتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرشح كمال كيليتشدار أوغلو.
وأكدت الهيئة العليا للانتخابات التركية أن نسبة المشاركة في التصويت داخل تركيا بلغت 88.92%، فيما بلغت 52.69% في الخارج.
اقرأ أيضا.. “هآرتس” الإسرائيلية تهاجم أردوغان: حاكم تركي مستبد تأمل المعارضة التخلص منه