
تأسف موقع “سي أن بي سي” الأمريكي الشهير أن “49% من الأتراك صوتوا لأزمة اقتصادية” من خلال اختيارهم الرئيس التركي رجب أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تركيا في 14 أيار/مايو الجاري، متهما أردوغان بـ”العمل على تقوية سلطته وقمع شديدة للاحتجاج وإغلاق العديد من وسائل الإعلام المستقلة”.
جاء ذلك في تقرير نشره موقع “سي أن بي سي” الأمريكي، حسب ما ترجمت “وكالة أنباء تركيا”.
وقال الموقع إن “نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية كانت بمثابة ضربة للمعارضة، التي كانت لديها آمال كبيرة للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان بعد 20 عامًا في السلطة.. حيث ينتجه مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو البالغ من العمر 74 عامًا سياسى عكس سياسات أردوغان التي يصفها الكثيرون أنها استبدادية، إلى جانب امتلاكه علاقات أوثق مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والغرب”.
وتابع أنه “على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية الحالية في تركيا، لا يزال عشرات الملايين من الأتراك يعتبرون أردوغان زعيمهم الوحيد القادر على القيادة”.
وادعى الموقع أن “أردوغان على على مر السنين الماضية من أجل تقوية سلطته، كما أشرفت حكومته على حملات قمع شديدة ضد حركات الاحتجاج، إلى جانب الإغلاق القسري للعديد من وسائل الإعلام المستقلة”، حسب زعمه.
وأضاف أنه “رغم كل هذا، فشل كيليتشدار أوغلو وتحالف الأحزاب الستة المعارضة.. يشير البعض إلى مجموعة متنوعة من الأسباب: عيوبه كمرشح، وعدم دقة منظمي استطلاعات الرأي، وحكومة أردوغان التي تمنع معارضة أكثر قابلية للحياة، والشعبية المستمرة لأردوغان نفسه”.
ونقل الموقع عن مايك هاريس، مؤسس شركة الاستشارات Cribstone Strategic Macro أن “كيليتشدار أوغلو هو مرشح دون المستوى، ولكن لا يزال من المفترض أن يكون قادرًا على الفوز، مع الأخذ بالاعتبار حجم سلبيات أردوغان، والكارثة في الاقتصاد”.
كما نقل الموقع عن الكاتب التركي أردا تونكا قوله “لا أعتقد أن المعارضة ستكسب أي أرضية في 28 أيار/مايو الجاري، حيث فاز حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان أيضًا بأغلبية في الانتخابات البرلمانية التركية، ما يعني أن لدى أردوغان ميزة لإقناع الناخبين أنه إذا كان زعيم المعارضة هو الفائز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية فسيكون رئيسًا ضعيفًا”.
وتابع الموقع قائلا “لسوء الحظ يبدو الأمر كما لو أن ما يصل إلى 49% من الأتراك صوتوا لأزمة اقتصادية (من خلال اختيارهم أردوغان في الجولة الأولى)”.
ونقل الموقع عن بريندان ماكينا، خبير الأسواق الناشئة في “ويلز فارجو” قوله إن “الأداء المتفوق الكبير لأردوغان في الجولة الأولى يمثل أحد أسوأ السيناريوهات للأصول التركية والليرة”.
وشهدت تركيا، يوم الأحد الماضي 14 أيار/مايو الجاري، انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث حقق “تحالف الجمهور” بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة داخل تركيا يوم 28 أيار/مايو الجاري، ويتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرشح كمال كيليتشدار أوغلو.
وأكدت الهيئة العليا للانتخابات التركية أن نسبة المشاركة في التصويت داخل تركيا بلغت 88.92%، فيما بلغت 52.69% في الخارج.
اقرأ أيضا.. موقع بلجيكي يشن هجوما على تركيا: جماهير أردوغان غير مهتمة بالديمقراطية والحريات والاقتصاد