تأسف معهد الدراسات السياسية في العاصمة الفرنسية “Sciences Po” أن الشعب التركي “فشل في الانتخابات بمحاسبة قيادته الحالية” المتمثلة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة التركية، متوقعا أن “يحقق أردوغان التقدم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية”.
جاء ذلك في تقرير نشره المعهد حسب ما ترجمت “وكالة أنباء تركيا”.
وقال التقرير إن “الإقبال الكبير من الأتراك في انتخابات يوم 14 أيار/مايو الجاري كان كبيرا، وهذا أمر معتاد ولا يثير الدهشة بالنسبة لتركيا، وقد أظهر الشعب التركي التزامه بالممارسة الانتخابية”.
وأضاف أنه “بينما توقع معظم المحللين هزيمة الرئيس أردوغان الذي يحكم البلاد منذ عشرين عامًا، فقد ظهر العكس.. فما هو تفسير الأداء الجيد لأردوغان وحلفائه السياسيين؟”.
واتهم التقرير الحكومة التركية بـ”التسبب بالتضخم المرتفع والزيادة بتكلفة المعيشة وسوء إدارة كارثة الزلزال الأخير.. لذلك توقع المحللون أن تتم هزيمة أردوغان وحزبه في الانتخابات، حتى أن البعض تصور انتصار كمال كيليتشدار أوغلو في الجولة الأولى من الانتخابات، ولكن بدلا من ذلك حدث العكس تماما”.
وتابع قائلا “في الواقع، في كل من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حقق أردوغان وفريقه نتائج ملحوظة.. هذه النتائج تثير عدة أسئلة وتفسيرات مؤقتة”.
ورأى أنه “كان من المفترض أن يعاقب الأتراك قيادتهم الحالية، لكنهم فشلوا في ذلك، على الرغم من الركود الاقتصادي والتضخم المرتفع الذي تتحمل الحكومة مسؤوليته”، على حد زعمه.
وأضاف “لقد صوت الناس للرئيس أردوغان في كل من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حتى ما يسمى بسوء إدارة آثار الزلزال فشل بإلحاق الضرر بالقيادة التركية.. بل إنه في المناطق المتضررة من الكارثة كان الدعم لأردوغان وفريقه قويا.. لم تتم معاقبة الحكومة اقتصاديا أو سياسيا، كما أن القيود المفروضة على سيادة القانون والحريات ورغم وضوحها فشلت بمساعدة المعارضة.. ما هو التفسير لذلك؟”.
وادعى التقرير أنه “ينتظر نتائج الدراسات الاجتماعية في ما يتعلق بالانتخابات التركية وخيارات الأتراك”، مضيفا “إليكم بعض الأفكار التي يمكن أن تساعدنا بفهم أفضل للسلوك الانتخابي للأتراك: تتكون المعارضة، التي أظهرت الوحدة والتضامن في محاولتها لإسقاط أردوغان، من 6 أحزاب سياسية متباينة أيديولوجيًا، تتراوح من الديمقراطية الاجتماعية إلى القومية والإسلامية، لكنها فشلت بإقناع الناخبين أنه في حالة فوزها، يمكن أن تحكم البلاد.. الشيء ذاته الذي كان قوتها أي تنوعها كان يُنظر إليه على أنه نقطة ضعف”.
ورأى أنه “في الواقع، ربما كان الناخبون يخشون أن مثل هذه المعارضة المتنوعة لا يمكن أن تتحد لتقرير كيفية إدارة مشاكل البلاد العديدة.. يبدو أن هزيمة أردوغان كانت الهدف الرئيسي للمعارضة، لكن برنامجها الاقتصادي وسياستها الخارجية لم يكونا مقنعين بما فيه الكفاية”.
واستغرب التقرير أن “أنصار أردوغان اختاروا الحفاظ على النظام على حساب آلاف الأشخاص الذين فقدوا حقوقهم في تركيا بسبب السياسات الحكومية”.
وأضاف “لقد آتت استراتيجية أردوغان المتمثلة بربط كل شيء بعظمة الأمة وتأثير تركيا على المسرح الدولي ثمارها.. وفي هذا الصدد أيضا، من الواضح أن الأداء المتميز للصناعات الدفاعية التركية قد نالت إعجاب الجمهور في بلد يحتل فيه الفخر الوطني مكانة متقدمة عن شعبه”.
وختم التقرير قائلا “بالنظر إلى النتائج الجيدة التي حققها أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يوم 14 أيار/مايو الجاري يمكن القول إن لديه فرصة حقيقية للغاية للفوز بالجولة الثانية يوم 28 أيار/مايو الجاري”.
وشهدت تركيا، يوم الأحد الماضي 14 أيار/مايو الجاري، انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث حقق “تحالف الجمهور” بقيادة حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة داخل تركيا يوم 28 أيار/مايو الجاري، ويتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرشح كمال كيليتشدار أوغلو.
وأكدت الهيئة العليا للانتخابات التركية أن نسبة المشاركة في التصويت داخل تركيا بلغت 88.92%، فيما بلغت 52.69% في الخارج.
اقرأ أيضا.. “بي بي سي” تجدد استهداف أردوغان: سلطوي يقمع المعارضة الطامحة للإطاحة به بالانتخابات