تنميةهام

تركيا بعد فوز أردوغان.. هل ستحافظ على دورها كلاعب إقليمي فاعل؟ (تقرير)

تتوجه أنظار المحللين والمراقبين إضافة إلى الماكينات الإعلامية الغربية ووسائل الإعلام العربية، إلى تركيا بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة.

ويطفو على سطح الأحداث الدائرة في المنطقة إقليميا وعربياً ودولياً، السؤال “تركيا إلى أين بعد فوز أردوغان وحزبه العدالة والتنمية بحكم تركيا لخمس سنوات مقبلة؟”.

ويتساءل مراقبون أيضاً “ما هي توجهات الرئيس أردوغان في المرحلة المقبلة، وهل ستقع تغييرات على سياسته الخارجية وإلى أي اتجاه؟ وكيف سترسم خريطة تحالفات تركيا المقبلة، خصوصا الشرق الأوسط؟”.

وحسب المراقبين، فإن السياسة الخارجية التركية في الآونة الأخيرة اعتمدت على مقاربة جديدة للبيئة الدولية الإقليمية، تضمن جملة من العوامل والأهداف التي ما زالت قائمة.

كما عززت السياسة الخارجية لتركيا من حضورها الإقليمي بالمنطقة اعتماداً على العامل العسكري، إذ تتمتع بوجود عسكري في كل من سوريا وليبيا والعراق، وفق ذات المراقبين.

وللإجابة عن كل تلك الأسئلة، قال الباحث السياسي رشيد حوراني لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه ” على المستوى الإقليمي والدولي ستعمل تركيا على توظيف المرتبة التي وصلت إليها لتعزيز سياساتها الخارجية كلاعب إقليمي فاعل لا يقف عند حد تحقيق مصالحه إنما يتجاوزه للتدخل في النزاعات الجارية، كتدخله في مسألة الحرب الروسية الأوكرانية ولعبه دور الوسيط، وستحاول تعزيز مثل هذه الخطوات لعدم قناعتها بأن العالم يتحكم به خمسة دول كبار، وهو ما عبّر عنه أردوغان أكثر من مرة بقوله العالم أكبر من خمسة”.

وأضاف “أمّا عربيا برأيي، سيستمر في سياسته المنفتحة على العرب لما تشكله الدول العربية من عمق تاريخي وثقافي مشترك مع الأتراك، ولو واجه بعض الصعوبات وهي طبيعية في مرحلة الانتقال وتقبل الشعب التركي (القومي بطبيعته) هذه النقلة، إضافة الى تقبل المشروع التركي الذي قاده العدالة والتنمية في أوساط الشارع العربي”.

ورأى مراقبون، أن مسار تحسين العلاقات بين تركيا ودول المنطقة سيحافظ على زخمه، وقد تشهد المرحلة المقبلة اختراقاً في علاقات تركيا مع مجموعة جديدة من دول المنطقة، وفق تعبيرهم.

ومن بين الملفات التي سوليها أردوغان الاهتمام المتزايد هو ملف القضية السورية، إضافة إلى ملف اللاجئين السوريين، وكذلك ملفات الاقتصاد ومكافحة الإرهاب.

المحلل السياسي والناطق باسم تيار المستقبل الكردي، علي تمي قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “تركيا بعد الانتخابات سترفع سقف مطالبتها مع النظام السوري وستنطلق بقوة، وأعتقد أنها ستحافظ على التوازن في العلاقات بين واشنطن وموسكو، وستُصعد مع (تنظيم PKK/PYD الإرهابي) شرقي الفرات”.

وأضاف “أعتقد ستكون هناك تطورات ميدانية، وبنفس الوقت فصائل المعارضة السورية ستصعد مع قوات النظام السوري بريف حلب”.

ورأى أنه بالنسبة للاجئين السوريي، فإن “تركيا لن تتخلى عن السوريين المقيمين على أراضيها لسببين: الأول أنها بحاجة إلى الأيدي العاملة بعد الزلزال، والثاني لالتزاماتها الدولية حول اللاجئين”.

وأشار إلى أن “الاستراتيجية السياسية طويلة الأمد هو المحافظة على التوازن في العلاقات بين واشنطن وموسكو”، لافتاً إلى أن “العلاقات واللقاءات مع النظام السوري انتهى الحديث عنها بشكل جدي، وكل ما كان يتم طرحه هو مجرد دعاية انتخابية، أمّل الآن فنحن أمام واقع جديد”.

ووسط كل ذلك، لفت المراقبون إلى أن “نتائج الانتخابات ستساعد في جذب المستثمرين الأجانب، لأنها تشير إلى الاستقرار السياسي المحلي للسنوات الخمس المقبلة، ونظرًا لموقع تركيا الجيوسياسي والقضايا الإقليمية العديدة المشتبكة بها، ستحافظ تركيا على مكانة مهمة في السياسة الدولية لمختلف الأطراف”.

وكان خطاب النصر الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكبر دليل على ما ينتظر تركيا في قادمات الأيام، حيث أكد اعتزامه استخدام القنوات السياسية والدبلوماسية بفعالية أكبر وتوجيه التطورات الإقليمية بشكل صحيح واللجوء إلى أساليب متعددة بهدف مواصلة إبعاد التنظيمات الإرهابية عن حدود تركيا، إضافة إلى التشديد على السعي إلى تحويل بلاده لمركز دولي للطاقة، من خلال رفع مستوى الاستثمارات في هذا المجال إلى المستوى العالمي.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى