أجمعت شخصيات عربية وإسلامية على أن فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة، “جدد الأمل للعالم الإسلامي”.
وفي الوقت ذاته، لفت مراقبون إلى انزعاج أصحاب “التوجه العلماني” وبشدة من فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية، مشيرين إلى أن هؤلاء أصابتهم صدمة من حجم الفرحة الطاغية لشعوب الأمة الإسلامية بفوز أردوغان، حسب تعبيرهم.
كما تحدث المراقبون عن حالة الانزعاج غير المعلنة التي أصابت الغرب بسبب فوز أردوغان، مرجعين السبب إلى أن الغرب يعرف آجلاً أم عاجلاً أن ما حصل في تركيا سيحصل في كل أنحاء الأمة الإسلامية وهذا هو سبب رعبهم، وفق وجهة نظرهم.
وحول ذلك قال النائب في البرلمان اليمني، محمد الحزمي لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “نجاح الانتخابات في حد ذاتها في تركيا هي شهادة بأن من يقود القيم هم أحرص الناس على استمرارية القيم الإنسانية، ومن يقود ويحمي القيم الإسلامية هم أقدر الناس على حماية القيم التي فيها الخير للإنسان”.
وأضاف “لا شك أن أردوغان قدّم خدمات جليلة للشعب التركي، والشعب التركي جزء من الأمة الإسلامية، ولذلك نحن نفرح لما أنجزوه ولما حققوه، لأنه قوة للمسلمين ولأمة الإسلام بشكل عام”.
وتابع أن “الأمة الإسلامية متعطشة لقيادة تلبي رغباتها وطموحاتها وتنتشلها مما هي فيه من ذلة وتخلف علمي واقتصادي، ولذلك هم يرون في القيادة التركية بقيادة أردوغان أنها تتبنى قضاياهم، فيتمنى العالم الإسلامي أن تكون هناك قيادة تتبنى هذه القضايا”.
وزاد قائلاً، إن “الطيب أردوغان لم يٌصر في ذلك، ولذلك هو كسب حب هذه الشعوب التي احتفلت من أقصاها ‘لى أقصاها لأنه تبنى قضاياها المصيرية، وبالتالي الأمة وجدت في القيادة التركية هذا الطموح والأمل”.
وأضاف أن “كل ما نتمناه من القيادة التركية في هذا الاختيار الجديد، هو المزيد من التقدم لتركيا والمزيد من تلاحم تركيا مع قضايا وشعوب الأمة ومع المظلومين من المسلمين، ونسأل الله أن يوفقهم في ذلك”.
وعلّق كثير من العرب على فوز أردوغان بالقول “شخص واحد يجعله سببا لإسعاد مئات الملايين، سبحانك ربي ما أعظم عطاءك حينما تُلقي محبتك على أحد من خلقك، ثم تكتب له القبول والمحبة فى الأرض كلها”.
وكان اللافت للانتباه ما ذكره بعض المهتمين بالشأن التركي، بأن “الفرحة العارمة التي اجتاحت العالم الإسلامي من مشرقه لمغربه لفوز الطيب، تدل دلالة واضحة لا لبس فيها أن أمتنا واعية، وأن الروح تسرى فيها”، مضيفين أنه “برغم كل الحواجز والتقسيمات لانزال أمة واحدة، فرحتنا واحدة، وجسد واحد.. أبشروا بالخير”.
من جهته، قال صالح الجبري، إعلامي يمني وباحث سياسي ورئيس مؤسسة “يني يمن” الإعلامية في إسطنبول لـ “وكالة أنباء تركيا”، إنه “من خلال متابعتي للتطورات والأحداث في تركيا منذ 10 سنوات، تبيّن لي بأن الزعيم الذي يحبه كل المظلومين في العالم الإسلامي، والذي يدافع عن حقوق المظلومين في العالم، ويحبه الشعب بل وتحبه الشعوب الإسلامية، وقد رأينا ذلك من خلال دعاء الناس قبيل أي انتخابات للرئيس أردوغان، يدعون له بالفوز والنصر، وبعد الانتخابات نرى الأفراح وخروج الناس إلى الشوارع وتوزيع الحلوى في معظم الدول العربية والإسلامية”.
وأضاف “ودليل ذلك هو أن هذا الرجل تحبه كل الشعوب الإسلامية، والذي في عهده فتحت تركيا أبوابها لكل المظلومين في العالمين العربي والإسلامي، ولكل الذين تم استهدافهم من قبل الأنظمة الاستبدادية والتي تحارب الحرية وحرية الفكر وحرية الرأي والتعبير وتحاربهم في أرزاقهم، فما كان أمامهم إلا تركيا التي نشكر لها شعبا وحكومة ورئيسا، وهي التي استوعبت أكثر من 5 ملايين لاجئ في هذا البلد”.
وتابع أن “أردوغان يمثل بحق زعيم الأمة العربية والإسلامية، ولم أرى في هذا الحب إلا حب المسلمين للسلطان عبد الحميد الثاني، وأردوغان هو لسان كل مظلوم ولسان الحرية والكرامة والعزة، وهو المدافع عن القضية الفلسطينية، وهو الذي دعم كل ثورات الربيع الربيع، والذي فتح أبوابه للذين خرجوا قسرا من سوريا بسبب ظلم المجرم بشار الأسد الذي قتل أكثر من مليون سوري وارتكب أبشع الجرائم، كما جاء إلى تركيا من كل الدول العربية والإسلامية، لأنهم وجدوا العدل والحرية”.
ووصف أردوغان بأنه “نجاشي هذا العصر الذي لا يظلم عنده أحد”، مضيفاً “فهنيئاً للأمة العربية والإسلامية وهنيئاً لتركيا هذا الزعيم الحر المسلم الغيور على دينه وأمته والمدافع عن كرامة المظلومين في كل العالم الإسلامي”.
وختم قائلاً “نأمل أن تكون الخمس سنوات المقبلة هي سنوات النصر والتمكين لدولة تركيا، والدفاع عن حقوق المظلومين في كل أنحاء العالم، ونتمنى التوفيق والنجاح للرئيس أردوغان وللشعب التركي”.
ووسط كل ذلك، يأمل كثيرون بأن تنتقل تجربة أردوغان إلى كل دول الإسلام والمسلمين، مشيدين بتجارب الزعماء السابقين “عدنان مندريس، ونجم الدين أربكان”، ومعربين عن أملهم في أن تعم الفكرة كل أرجاء بلاد المسلمين، وفق تعبيرهم.