دوليسياسةهام

موقع “فوكس” الأمريكي: أردوغان زعيم ذو رؤية في العالم الإسلامي يريد جعل تركيا عظيمة مرة أخرى

قال موقع “فوكس” الإخباري الأمريكي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يستخدم انتصاره في الانتخابات الأخيرة لتحويل تركيا إلى قطب بحد ذاته، مشيرا إلى أن أردوغان الذي أصبح زعيما ذا رؤية في العالم الإسلامي يريد تركيا عظيمة مرة أخرى.

جاء ذلك في تقرير نشره الموقع، بعيد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، حسب ما ترجمت “وكالة أنباء تركيا”.

وقال التقرير إن “أردوغان استعرض قبل الانتخابات الأخيرة بأسابيع طائرات مسيّرة وحاملة طائرات ومروحيات تركية الصنع.. لقد كانت رسالة غير خفية مفادها: تركيا تستعرض قوتها واستقلالها وأردوغان هو الرجل الذي يصنع ذلك”.

وتابع قائلا “لقد انتصر أردوغان في جولة الإعادة في 28 أيار/مايو 2023 ضد مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو.. بدت النتيجة حتمية تقريبًا بعد أن تقدم أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات على الرغم من المعارضة الموحدة إلى حد ما، والتي كانت قد وعدت باستعادة الديمقراطية التركية وإصلاح العلاقات مع الغرب”، على حد تعبيره.

وادعى أن “المعركة الانتخابية لم تكن عادلة تمامًا، حيث يسيطر أردوغان إلى حد كبير على وسائل الإعلام وموارد الدولة”، على حد زعمه.

ورأى التقرير أن “إعادة انتخاب أردوغان سيكون الكثير من الآثار العميقة على تركيا وبقية العالم.. حاول أردوغان ممارسة القوة التركية في المنطقة وخارجها، متبعًا سياسة خارجية غير منحازة وحازمة، يؤمن بعالم متعدد الأقطاب، تكون فيه تركيا قوة من بين دول أخرى.. لقد أعاد توجيه أنقرة بعيدًا عن الغرب ولكن لم يتخل عنه تمامًا”.

ونقل التقرير على لسان الباحث السياسي الأمريكي أسلي أيدينتاشباش قوله إن “أردوغان يريد أن يرى ولادة الإمبراطورية التركية حيث يؤمن أنه باستطاعة تركيا أن تكون قوة مهيمنة على المستوى الإقليمي بل قوة عالمية في القرن الحادي والعشرين”.

لكن التقرير تابع أنهه “من المرجح أن تزداد زعزعة الاستقرار في تركيا.. الاقتصاد التركي في حالة من الفوضى، ولا تزال أجزاء من البلاد تتعافى من زلزال مدمر وقع في وقت سابق من هذا العام”، على حد تعبيره.

وزعم أن “أردوغان بنى الدولة حوله ومن أجله وقام بتفكيك المؤسسات الديمقراطية وإضفاء الطابع المؤسساتي على الفساد.. سيتعين على أردوغان التعامل مع هذه الأزمات، حتى في الوقت الذي يسعى فيه لتأكيد نفوذ تركيا في العالم”.

وأوضح أن “إيمان أردوغان بعالم متعدد الأقطاب يعني أنه لا يوافق تمامًا على النظام الذي يقوده الغرب.. تركيا عضو قديم في الـ(ناتو)، لكن أردوغان حاول صياغة سياسة خارجية أكثر استقلالية، سياسة تُبعد أنقرة عن اعتمادها على واشنطن”.

وفي ما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، قال التقرير إن “تركيا لم تتماش مع حلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي لفرض عقوبات على روسيا بل كانت تحصل على النفط الروسي الرخيص، والأهم من ذلك أن تركيا أعاقت عضوية السويد في الحلف، بسبب ما يزعم أردوغان أنها سياسات ستوكهولم المتساهلة تجاه حزب العمال الكردستاني (تنظيم PKK الإرهابي) والجماعات الأخرى التي تعتبرها تركيا منظمات إرهابية”.

وأضاف “لقد أسقط أردوغان اعتراضاته على انضمام فنلندا إلى التحالف في وقت سابق من هذا العام، لكنه لم يتزحزح بعد بشأن السويد.. يريد الـ(ناتو) أن تصبح السويد عضوًا كاملاً في الحلف بحلول موعد قمته الكبيرة في تموز/يوليو 2023، لذلك يأمل المسؤولون الغربيون أن فوز أردوغان سيجعله أكثر قبولًا.. لكن يبدو من المحتمل جدًا أن تضطر الولايات المتحدة على الأرجح إلى تحسين الصفقة من خلال السماح لتركيا بشراء طائرات F-16 مرة أخرى”.

ورأى أن “أردوغان لا يريد الانفصال الكامل عن الغرب بل يريد فقط أن يفعل الأشياء على طريقته.. إنه يرى في هذه الانتخابات فرصة للغرب لإعادة العلاقات معه، بشروطه”.

أوكرانيا هي أيضًا مثال على كيف حاول أردوغان اللعب مع جميع الأطراف

وتابع التقرير قائلا إنه “عندما يتعلق الأمر بروسيا، حاولت تركيا تمييز نفسها عن باقي دول حلف الـ(ناتو)، حيث قال أردوغان لشبكة سي أن أن مؤخرًا (نحن دولة قوية ولدينا علاقة إيجابية مع روسيا)”.

وأضاف “في الوقت نفسه، أبقى أردوغان الاتصالات مفتوحة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واعترف مرارًا بوحدة أراضي أوكرانيا، بما في ذلك منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014.. باعت تركيا معدات عسكرية لأوكرانيا، أصبحت ساحات القتال في أوكرانيا ساحة للطائرات المسيّرة تركية الصنع، كما ساعد أردوغان بالتوسط في صفقة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة، والتي سمحت بنقل الحبوب الأوكرانية من الموانئ المحاصرة”.

وشدد أن “كل هذا يضع تركيا في وضع فريد جدًا، خاصة عندما تصل كييف وموسكو إلى نقطة الرغبة أو الحاجة إلى التحدث”.

العالم الذي يريد أردوغان خلقه وما الذي يقف في طريقه

ورأى التقرير أن “أردوغان قد يستخدم انتصاره في الانتخابات ليحاول إجراء تغيير أكثر ديمومة في موقف تركيا الدولي.. تركيا اليوم هي تركيا التي تفكر في نفسها كقطب بحد ذاته.. رؤيته أردوغان للسياسة الخارجية تدور بالكامل حول جعل تركيا عظيمة مرة أخرى”.

وتساءل التقرير “هل بإمكان أردوغان تنفيذ هذه الرؤية، وماذا قد يعني ذلك بالفعل بالنسبة لتركيا.. ستواجه أردوغان تحديات حقيقية بعد هذه الانتخابات.. الاقتصاد على وشك الانهيار وهذا يعني ألمًا حقيقيًا للأتراك العاديين بمن فيهم أولئك الذين أعادوا انتخاب أردوغان”، على حد تعبيره.

وتابع أن “الموقف الاقتصادي الضعيف لأردوغان قد يمنح الولايات المتحدة وأوروبا نفوذًا أكبر عليه أيضًا”، حسب ادعائه.

وختم قائلا إن “كل هذه الأزمات لا تعني أن نفوذ أردوغان سيتلاشى بالكامل.. لقد فعل أردوغان بسياسة تركيا الخارجية ما فعله بدولة تركيا، لقد أخذها وأعاد تشكيلها ووضع أجندته في المقدمة.. أنصاره يرون أنه يعيد ترسيخ النفوذ والسلطة التركية، وهو زعيم ذو رؤية في العالم الإسلامي.. إلا أن منتقديه ينظرون إليه على أنه حليف غير موثوق به”.

وكانت أعلنت الهيئة العليا للانتخابات التركية أعلنت النتائج النهائية للجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في تركيا، حيث حصل أردوغان على 52.18% من أصوات المقترعين، في حين حصل كمال كيليتشدار أوغلو على 47.82%.

اقرأ أيضا.. تقرير لـ”بي بي سي” ينتقد قيام أردوغان بمهاجمة الشذوذ الجنسي بعد فوزه بالانتخابات

زر الذهاب إلى الأعلى