حذرت صحيفة “جروسالم بوست” الإسرائيلية من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة “قد لا يكون أردوغان ما قبل الانتخابات”، مشيرة إلى أن “من أسباب تقارب أردوغان مجددا مع إسرائيل هو قيام تل أبيب بعقد تحالفات مع إسرائيل واليونان وقبرص وإسرائيل والإمارات والبحرين ومصر”.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “جروسالم بوست” الإسرائيلية الناطقة باللغة الإنكليزية، بعيد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، حسب ما ترجمت “وكالة أنباء تركيا”.
وقال التقرير إن “أردوغان وصل إلى السلطة لأول مرة في تركيا عام 2003، عندما كان جورج دبليو بوش رئيسا في الولايات المتحدة، وجيرهارد شرودر في ألمانيا، وجاك شيراك في فرنسا، وتوني بلير في بريطانيا، وأرييل شارون في إسرائيل”.
وأضاف قائلا “لقد انتقل الزعيم التركي من السعي للحصول على العضوية في الاتحاد الأوروبي وتنفيذ الإصلاحات الأوروبية إلى أن ينتقد بشدة الاتحاد الأوروبي وينفذ سياسات لإلحاق الضرر به”.
وأضاف قائلا “لم تتجل طبيعة أردوغان الزئبقية والمتقلبة في أي مكان أكثر من علاقاته مع إسرائيل.. لقد تأرجح من موقف هادئ ولكن ليس معاديًا بشكل علني تجاه إسرائيل في الأيام الأولى من ولايته، إلى موقف معادٍ صريح وحتى معادٍ للسامية تجاه الدولة اليهودية في الجزء الأكبر من فترة حكمه، إلى نهج أكثر براغماتية اليوم”.
وتساءل “كيف سيتعامل أردوغان مع إسرائيل وهو يشرع في فترة ولاية رئاسية جديدة، وكيف يجب على إسرائيل أن تتعامل مع تركيا الآن؟”.
وتابع أن “نهج أردوغان الأكثر براغماتية تجاه إسرائيل والذي أدى خلال الأشهر الـ 18 الماضية إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعها وعودة السفير الإسرائيلي إلى أنقرة، ليس نتيجة أي تغيير مهم من القلب عند أردوغان.. أردوغان الإسلامي لم ير النور فجأة وأدرك أن إسرائيل ليست نقمة في الشرق الأوسط بل نعمة، وبدلاً من ذلك، فإن هذا التغيير هو نتيجة تصور أردوغان المتغير لمصالح تركيا”.
وأشار إلى أنه “عندما اعتقد أردوغان أن أفضل خدمة لتركيا هي أن يُنظر إليها على أنها زعيمة العالم الإسلامي، فرسم سياسة مناهضة لإسرائيل بشدة.. وعندما شعر بالحاجة إلى محاولة الاقتراب أكثر من واشنطن والغرب وحتى الإمارات العربية المتحدة، خفف من حدة الخطاب المعادي لإسرائيل”.
ورأى التقرير أنه “كان للرئيس التركي 3 مصالح أساسية للاقتراب من إسرائيل، الأولى تتعلق بالاقتصاد التركي المتعثر والأمل أن تصدّر إسرائيل يومًا ما غازها الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا، الأمر الذي سيكون نعمة كبيرة للاقتصاد التركي”.
وتابع أن “المصلحة الثانية للاقتراب من إسرائيل، أن أردوغان ينظر إلى إسرائيل على أنها أداة تساعد تركيا على الخروج من عزلتها الإقليمية الحالية”، على حد زعمه.
وأضاف أنه “بينما سعى أردوغان لتحقيق أحلام العثمانيين الجدد بشهيته الجشعة الممتدة من سوريا إلى القدس وغزة وليبيا، تم تشكيل تحالفات جديدة بين دول مختلفة لإبقائه في مأزق: إسرائيل واليونان وقبرص وإسرائيل والإمارات والبحرين ومصر.. لذلك فإن العلاقات امع إسرائيل قد تساعده على التوافق بشكل أكثر راحة مع هذه البنية الإقليمية الجديدة، أو على الأقل الشعور بتهديد أقل من جانبها”.
وأشار إلى أن “المصلحة الثالثة تتمثل أن الانفتاح على إسرائيل يعد وسيلة لتمهيد الطريق لتركيا للعودة إلى واشنطن بشكل أفضل”.
وختم التقرير محذرا من أنه “رغم المصالح الاقتصادية والاستراتيجية مع تركيا إلا أن على إسرائيل ألا تضحي بالعلاقات التي طورتها مع قبرص (الرومية) واليونان.. علاوة على ذلك، وعند التعامل مع أردوغان، على إسرائيل أن تضع باعتبارها دائمًا القول التلمودي (احترمه وخذ حذرك منه).. أي احترموا أردوغان لأنه رئيس دولة كبيرة وفخورة وقوية ومهمة في المنطقة، لكن خذوا حذركم منه لأن أردوغان الذي تقابلونه اليوم قد لا يكون أردوغان الذي ستواجهونه غدًا”.