تقاريرهام

ماذا يعني هاكان فيدان وزيرا للخارجية التركية؟ (تقرير)

حملت التشكيلة الوزارية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الكثير من الرسائل.

وكان اللافت للانتباه، اختيار أردوغان لرئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان، لشغل منصب وزير الخارجية في التشكيلة الوزارية الجديدة، خلفاً للوزير مولود تشاويش أوغلو، الذي أصبح عضواً في البرلمان.

وأثار اختيار هاكان فيدان لهذا المنصب الكثير من التساؤلات، وخصوصا أن مراقبين توقعوا أن يتم تعيينه بمنصب وزير الداخلية خلفاً للوزير السابق سليمان صويلو، كون المنصب أمني وقريب من منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات، وفق وجهة نظرهم، لكن منصب وزير الداخلية كان من نصيب والي إسطنبول علي يرلي كايا.

وفي الفترة الأخيرة، بد واضحا ظهور هاكان فيدان وخاصة بالاجتماعات الرباعية التي جمعت وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري في موسكو، إضافة إلى رؤساء الاستخبارات.

وحول ذلك، قال المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “تركيا اليوم تدخل حقبة جديدة ومرحلة جديدة مختلفة كلياً عما سبق، وهذه هي رؤية تركيا الجديدة في ميلادها الجديد الذي يتكون من قرن تركيا، وبالتالي كان لا بد من أن تكون الحكومة مختلفة بناء على النظرة الشاملة للخمس سنوات المقبلة”.

ورأى أن “تعيين هاكان فيدان وزيرا للخارجية هو رسالة متعددة الجهات لمن كان داعما للمعارضة وداعما للإرهاب بأنه يتلقى اليوم رسالة قوية من خلال تعيين فيدان في هذا المنصب، بمعنى أن الشخص يمتلك القوة والمعلومات والتركيز ولن يكون هناك مجال لـ (اللف والدوران)، وهي الرسالة المراد إيصالها”.

وكان العنوان الأبرز للتشكيلة الحكومية الجديدة بأنها تضم رجل استخبارات بارز وهو هاكان فيدان، واقتصادي مميز وهو محمد شيشمك.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير موقع “180 ترك” مصطفى إبراهيم لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “هناك ارتباطاً وتعاوناً بين وزارة الخارجية وجهاز المخابرات في أي دولة، وبالتالي فإن السفارات والقنصليات لأي دولة تضم مسؤولين رفيعي المستوى يتعاونون معاً في إدارة ملف العلاقات الخارجية، ولذلك فإن تولي هاكان فيدان لحقيبة الخارجية ليس شأنا بعيدا عنه ولا عن تخصصه، بل هو قريب جداً من الميدان الذي كان يعمل به عندما كان رئيساً لجهاز الاستخبارات التركية”.

وأضاف أن “القيادة السياسية تعلم أن فترة الرئاسة الجديدة والبرلمان الجديد أيضأً يبدآن مرحلة مهمة جدأً في تاريخ تركيا وهي مرحلة القرن التركي، وتعلم أن العلاقات مع دول الجوار تعاد صياغتها وترتيبها، ومن أجل ذلك هي تعلم أن وزارة الخارجية تحتاج لوزير يمتلك رؤية ومعارف مواكبة ومناسبة للمرحلة الجديدة”.

واعتبر أن “هاكان افيدان كان رئيساً ناجحأً بامتياز لجهاز الاستخبارات التركية، وهو شخص اعتاد على النجاح، والأداء القوي، لذا فإنه من أكثر الشخصيات المناسبة لتولي ملف الخارجية كونه يعلم كل كبيرة وصغيرة عن دول الجوار ودول المحيط الإقليمي، وكذلك عن الدول التي تربطها علاقات قوية ومؤثرة بتركيا”

هاكان فيدان

  • يلقب بـ “الرجل الظل”.
  • يوصف بأنه “رجل تركيا القوي”.
  • من مواليد عام 1968 بالعاصمة التركية أنقرة.
  • درس في الأكاديمية الحربية البرية، وتخرج عام 1986.
  • نادراً ما تجد صوره له في شبابه.
  • أحدث نقلة نوعية في جهاز الاستخبارات التركية.
  • عين هاكان فيدان رقيبا في القوات المسلحة التركية، كما عمل فني حواسيب داخل القوات البرية التركية.
  • وشغل منصب مستشار اقتصادي وسياسي في سفارة تركيا بأستراليا، وترأس عام 2003 وكالة التنمية والتنسيق التركية.
  • وعمل هاكان فيدان أيضا مستشارا لأحمد داود أوغلو خلال عمله وزيرا للخارجية.
  • عين هاكان عام 2007 نائبا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وفي السنة نفسها اختير عضوا بالمجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
  • عين هاكان فيدان في 17 نيسان/أبريل 2009 نائبا لرئيس الاستخبارات التركية إيمره انير، وعندما تقاعد انير بدأ هاكان مساره رئيسًا للمخابرات في 27 أيار/مايو 2010، وعمره آنذاك 42 عاما. 
  • اشتهر بعلاقته الطيبة برجب طيب أردوغان، وعمل على تجميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت راية واحدة هي راية المخابرات العامة، مما أزعج كثيرا من اللوبيات داخل مؤسسة الجيش تحديدا.
  • وظهرت جهود هاكان فيدان البارزة في كشف ما يعرف بـ”التنظيم الموازي”، التابع لجماعة “غولن” الإرهابية.
  • كما برزت آثار عمل هاكان فيدان في تنظيم المخابرات وجعلها منافسة للاستخبارات الأجنبية وخاصة الإسرائيلية، حيث نجح في قطع الطريق على جهاز الموساد الإسرائيلي الذي كان يستغل الأراضي التركية لتنفيذ عمليات إستراتيجية، وأجبره على البحث عن بدائل.
  • دوره الأبرز الذي أكد صحة قرار أردوغان التشبث به في منصبه، هو قيادة جهاز المخابرات -إلى جانب قوى رسمية وشعبية أخرى- في إفشال انقلاب كاد يطيح بنظام حكم أردوغان وحزب العدالة والتنمية في 15 يوليو/تموز 2016.
  • يقال إنه ظلّ في مقر رئاسة الأركان حتى الساعة الثامنة والنصف من مساء (الانقلاب الفاشل) يوم 15 تموز/يوليو2016، وأنّه نجا من أيدي الإنقلابيين بخروجه قبل هجومهم بعشرين دقيقة، حسب صحيفة “يني شفق” التركية.

يذكر أنه في العام 2020، كشفت صحيفة “حرييت” التركية، عن مخطط اغتيال كان سيستهدف رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان من قبل تنظيم “غولن” الإرهابي.

وكتب عبد القادر سيلفي، الكاتب في الصحيفة تقريرا كان له صدى كبيرا بالإعلام التركي.

وقال سيلفي، إنهم (تنظيم غولن) “كانوا سيقتلون رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان هناك، كان اغتيال فيدان أول مخطط اغتياليّ من قبل تنظيم (غولن) الإرهابي ضد حزب العدالة والتنمية”.

وأضاف سيلفي “لقد أرادوا له القدوم إلى مقر الحزب، في 7 فبراير/شباط 2012، ولكن ماذا كان سيحصل لوكان قد حضر بالفعل؟ لقد كانوا سيقتلونه”.

وشرح سيلفي بالتفاصيل القصة حول استدعاء فيدان بشكل عاجل من قبل عناصر تنظيم “غولن” الإرهابي، الذين كانوا في مناصب حكومية حينها، بحجة الاضطرار لأمر استخبارتي عاجل، مضيفا أن “مخططهم لم ينفذ بسبب أمر صحي مرتبط بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعاق فيدان حينها من القدوم إليهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى