في ذكرى تولي أمير قطر مقاليد الحكم.. 10 أعوام من العلاقات التركية القطرية المتطورة (تقرير)
تصادف، اليوم الأحد، الذكرى السنوية العاشرة لتولي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مقاليد الحكم في دولة قطر، لتبدأ منذ ذاك الوقت مرحلة جديدة من تطور العلاقات التركية القطرية.
تشهد تلك العلاقات تطوراً متناميا وتعاونا متواصلا على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير بين البلدين واتفاق في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط.
في يوم 25 حزيران/يونيو 2013، استكملت قطر مسيرة التنمية الشاملة، التي انطلقت بكل قوة وتنوع في عهد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وفي ذاك اليوم، أعلن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في خطاب موجه للشعب القطري، تسليمه مقاليد الحكم لولي عهده، ومبايعة الشعب القطري للشيخ تميم أميرا لقطر.
وبتوليه مقاليد الحكم أصبح الشيخ تميم رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، إضافة إلى رئاسته للمجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومجلس الأمن الوطني.
وتصدرت دولة قطر في ظل حكمه أعلى المؤشرات عالميا وإقليميا، وباتت تصنف أنها من الأوائل عالميا في تدفق رؤوس الأموال، والمجال السياسي والتشريعي، ونصيب الفرد من الناتج الإجمالي، ومعدل تدني البطالة، كما صنفت أنها الأولى عربيا في تقرير جودة التعليم العالي، والشؤون الإنسانية، ومؤشر السلام، ودليل التنمية البشرية.
تطور العلاقات التركية القطرية بعهد أمير قطر الشيخ تميم:
- تتميز العلاقات التركية القطرية الحالية بتقارب فريد في وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، أهمها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، وموقف البلدين تجاه ثورات الربيع العربي.
- عام 2013 افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقر الجديد للسفارة التركية في العاصمة القطرية الدوحة.
- كما أعلن أردوغان عن بدء إنشاء مركز يونس امره الثقافي التركي في قطر.
- كانت قطر هي أول دولة عربية يزورها أردوغان بعد توليه منصب الرئاسة، حيث زارها في كانون الأول/ديسمبر 2014.
- في نهاية عام 2014، زار أمير قطر، تركيا، ووقع مذكرة مشتركة لتشكيل اللجنة الاستراتيجية العليا.
- تكثّفت الزيارات الثنائية المتبادلة الرفيعة المستوى بين البلدين منذ العام 2013، حيث زار الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تركيا ثماني مرّات منذ تولّيه الحكم في حزيران/يونيو من العام 2013، وحتى أيلول/سبتمبر من العام 2015.
- في المقابل، زار أردوغان دولة قطر أربع مرات حتى كانون الأول/ديسمبر من العام 2015، اثنتان منها بصفته رئيسا للوزراء واثنتان بصفته رئيسا للجمهورية. ففي ديسمبر 2013، تمّ إفتتاح المبنى الجديد للسفارة التركيّة، وفي سبتمبر 2014 زار أردوغان الدوحة بصفته رئيسا للجمهورية لأوّل مرّة. ثم زار الرئيس التركي أردوغان دولة قطر مرّة اخرى في 2 ديسمبر 2015، وذلك في إطار استضافة الدوحة للدورة الأولى للجنة الاستراتيجية العليا المشتركة على مستوى قيادتي البلدين وتم خلال هذه الزيارة التوقيع على 15 اتفاقية بين البلدين في مجالات مختلفة.
- تعقد آلية اللجنة الاستراتيجية العليا التي تأسست في عام 2014 لتشكل البنية المؤسساتية للتعاون والحوار الرفيع المستوى بين البلدين، اجتماعاتها السنوية برئاسة مشتركة للزعيمين أردوغان والشيخ تميم.
- عقدت آلية اللجنة الاستراتيجية العليا اجتماعها الأول بتاريخ 2 كانون الأول/ديسمبر 2015 في الدوحة، واجتماعها الثاني بتاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر 2016 في طرابزون، واجتماعها الثالث بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في الدوحة، واجتماعها الرابع بتاريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 في إسطنبول. وتم خلال هذه الاجتماعات التوقيع على العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات مما أسهم في تعزيز التعاون بين البلدين.
- عُقدت الدورة الأولى من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية التركية والقطرية بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر 2018 في العاصمة التركية أنقرة برئاسة مشتركة للسفير سادات أونال معاون وزير الخارجية، وأحمد بن حسن الحمادي أمين عام وزارة الخارجية القطرية.
- كان لقطر دور معتبر خلال أزمة العملة التركية؛ ففي 15 آب/أغسطس 2018، زار أمير قطر تركيا والتقى بالرئيس أردوغان ووعد بتقديم المساعدة المالية لتركيا، حيث تعهدت قطر بتقديم مجموعة من المشروعات الاقتصادية والاستثمارات والودائع بقيمة إجمالية قدرها 15 مليار دولار.
- ويعد هذا التعاون الاقتصادي إيجابيًّا لكلا الطرفين؛ حيث ارتفعت صادرات تركيا إلى قطر إلى 1.1 مليار دولار في عام 2018 من 650 مليون دولار في العام السابق، وهو ما يمثِّل زيادة سنوية قدرها 69%، ومن ناحية أخرى، ارتفعت صادرات قطر إلى تركيا بنسبة 27%، من 264 مليون دولار إلى 335 مليون دولار.
- ازداد حجم التبادل التجاري بين تركيا وقطر بنسبة 57% بالمقارنة مع العام الماضي ووصل إلى حدود 1,4 مليار دولار بنهاية عام 2018، إضافة إلى ازدياد الأهمية التي يوليها رأس المال القطري لتركيا يوماً بعد يوم، حيث أن قطر تنفذ الآن استثمارات هامة في تركيا، وهي تأتي في طليعة الدول الخليجية التي ينفذ فيها المقاولون الأتراك أكبر عدد من المشاريع.
- وفي موازاة تطور العلاقات التركية مع قطر، أصبحت تركيا مقصداً سياحياً هاماً بالنسبة للمواطنين القطريين.
- وفي مجال التعاون السياسي والاستراتيجي، تبنت تركيا وقطر مواقف متجانسة مع سياستيهما الخارجية: فقد أدان الطرفان انقلاب مصر، عام 2013، الذي قاده السيسي، وفي سوريا، قدمت كل من تركيا وقطر للسوريين مساعدات سياسية ودبلوماسية وإنسانية ولوجستية، وفتحت تركيا حدودها للاجئين السوريين، وأطلقت بعد ذلك تركيا ثلاث عمليات كبرى لتأمين حدودها من الحركات التي تصنفها إرهابية.
- جرت مناقشات لإقامة شراكة استراتيجية بين الجانبين في كانون الأول/ديسمبر 2014.
- بعد عام، في كانون الأول/ديسمبر 2015، التقى الرئيس أردوغان وأمير قطر في دولة قطر في أول لجنة استراتيجية عليا بين تركيا وقطر، وكان هذا الاجتماع حاسمًا، ومهد الطريق لتوثيق العلاقات بين جيشي البلدين، ويشمل ذلك التدريب العسكري: الصناعات الدفاعية، التدريبات المشتركة، ونشر القوات العسكرية بين البلدين عند الضرورة، وكذلك إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر.
- طور قادة البلدين تعاونًا قويًّا على أعلى مستوى من عملية صنع القرار في البلدين، وباعتبار أن الرئيس أردوغان والشيخ تميم التقيا 26 مرة على مدى 5 أعوام، فإن هذا يكشف عن عمق الرابطة بين الطرفين، حسب مركز الجزيرة للدراسات، في تقرير صادر عام 2019.
- في عام 2017، تم فرض حصار على قطر من قبل مجموعة من الدول (السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر).
- جاء الرد التركي حاسمًا عندما أصدرت اللجنة الرباعية المناهضة لقطر إنذارًا بـ 13 طلبًا شملت إغلاق القاعدة التركية، فصرَّح وزير الدفاع التركي على الفور أن تركيا لن تغلق القاعدة العسكرية التركية في قطر.
- في 7 حزيران/يونيو 2017، وافق البرلمان التركي على تشريع يسمح بنشر القوات التركية في القاعدة العسكرية التركية في قطر.
- الجدير ذكره أن تركيا تمتلك قاعدة عسكرية في قطر (قاعدة الريان)، التي أُنشأت بموجب اتفاقية تعاون عسكري عام 2014، ثم افتتح المقر الجديد لقيادة القوات المشتركة التركية القطرية نهاية عام 2019، وأُطلق عليها قاعدة “خالد بن الوليد”.
- ولم يقتصر الرد التركي على التعاون العسكري، بل امتد ليشمل شُحنات الغذاء والماء والأدوية عن طريق الشحن الجوي والبحري، كما وعدت الحكومة التركية أيضًا بتوفير ما يلزم من مواد لبناء مشاريع كأس العالم 2022.
- بعيد الزلزال المدمر الأخير الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري، كانت دولة قطر من أوائل الدول التي هبت لإغاثة الشعب التركي والشعب السوري، في حين كان أمير قطر أول زعيم في العالم يزور تركيا بعيد الزلزال لتأكيد وقوف بلاده إلى جانب تركيا.
- في مجال الصناعات الدفاعية، تشهد العلاقات التركية القطرية منذ تولي الشيخ تميم مقاليد الحكم، تطورا ملحوظا يصب في مصلحة البلدين.
- إغاثيا، تشهد العلاقات التركية القطرية تطورا ملحوظا يصب في مصلحة الشعوب التي تحتاج للعون والغوث والمساعدات، وخاصة في مجال المشاريع التنموية في الشمال السوري.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن عام 1973، شهد الاعتراف الدبلوماسي المتبادل بين كل من تركيا وقطر، حيث افتتحت تركيا أول سفارة لها في الدوحة عام 1980، فيما افتتحت دولة قطر سفارتها في أنقرة عام 1992.
وشهد العام 1985 توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، التي أصبحت فيما بعد بمثابة الإطار القانوني الذي سيتم البناء عليه لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري والفني/التقني بالإضافة الى المجال الثقافي.
عام 2007 تمّ إفتتاح القنصلية القطرية في إسطنبول، وعام 2009 تم افتتاح الملحقيّة العسكرية القطرية.
وشهدت الفترة الممتدة بين عامي 2008 و2011 نقلة نوعيّة في العلاقات تجلّت في سلسلة زيارات رسمية متبادلة على أعلى المستويات بين البلدين في خطوة تدّل على مدى عمق العلاقات والمستوى الذي وصلت إليه، وقد ساهمت هذه الزيارات في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون، وتمخّض عنها عدّة اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة.
وتشهد الفترة الممتدة منذ عام 2011 وحتى اليوم تناغما في السياسة الخارجية لكل من البلدين وذلك نتيجة التطابق في الرؤى والتوجهات في السياسة الخارجيّة إزاء الأحداث الاقليمية.