تقاريرهام

محللون: قطر مثال يحتذى عالميا بتسوية النزاعات وخدمة العمل الإنساني (تقرير)

أجمع مراقبون ومهتمون بملف منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، على أن قطر باتت مثالاً يحتذى عالمياً في تسوية النزاعات وخدمة العمل الإنساني.

ولم يقتصر الأمر على المراقبين فقط، بل حتى الشخصيات الأكاديمية من عرب وأتراك تؤكد على هذا الأمر في ما يخص دولة قطر.

فالأكاديمي والسياسي التركي ياسين أقطاي، أكد في وقت سابق من العام 2022، في تصريحات لوسائل إعلام قطرية، أن “دولة قطر مثال يحتذى في تسوية الكثير من النزاعات بين الأطراف المختلفة وحل الأزمات عبر الحوار وبالطرق الدبلوماسية وخدمة العمل الإنساني حول العالم”.

وأوضح أن الجهود القطرية “تجلت جهودها بشكل مثالي في لم شمل الفرقاء في أفغانستان والتوصل إلى اتفاق ساهم في جهود إرساء السلام وتحقيق الاستقرار هناك”.

وكانت المندوبة الدائمة لدولة قطر أمام مجلس حقوق الإنسان، هند بنت عبد الرحمن المفتاح، أكدت في بيان، في أيلول/سبتمبر 2022، أن “قطر بذلت جهوداً حثيثة في الملف الأفغاني وحصلت على إشادة كبيرة من المجتمع الدولي، ومن أبرز هذه الجهود التوصل إلى اتفاق الدوحة للسلام في أفغانستان”.

وتستمر دولة قطر بلعب أدوار مؤثرة في ملفات هامة إقليمية ودولية، وعلى رأس هذه الملفات، الملف الأفغاني، والذي تتزايد أهميته منذ الانسحاب الأمريكي من العاصمة الأفغانية كابول نهاية العام 2021.

وحول ذلك قال النائب في البرلمان اليمني محمد الحزمي لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “قطر اتخذت سياسة وعلاقة السلام، حيث استغلت علاقاتها المتوازنة مع دول المنطقة ودول الإقليم وأيضا علاقاتها الدولية نتيجة لثقلها الاقتصادي، واستطاعت أن توظف هذه العلاقة في حل المشاكل التي طرأت سواء على دول الإقليم أو خارج دول الإقليم، لذلك نجد لها بصمة في القضية الفلسطينية، وبصمة في العلاقات التركية المصرية، وبصمة في ملفات كثيرة ساخنة، استطاعت أن تصب عليها ما يسمى (برود السلام)، وهذا يدل على أن لقطر سياسة مبدئية وهي تقوم على أن الإيجابية في السياسة الإقليمية هي العلامة البارزة التي توظفها في تحركاتها السياسية في المنطقة، وهذا أمر يرتاح له المجتمع العربي والإسلامي”.

وتابع “نحن نريد لكل الدول وخصوصا التي تتمتع بثقل ديمغرافي أو اقتصادي أن يكون لها نفس هذا الدور، فالمنطقة تعيش على فوهة بركان وهي ليست بحاجة إلى مزيد من الصراعات أو الصدامات، وحتى العالم نفسه يعيش في هذه الحالة المتوترة، ونتمنى أن يعمل المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية على لملمة الصفوف، كما يجب على العالم الإسلامي تصفير المشاكل والخلافات فيما بينها”.

ويؤكد مراقبون، أنه “في ضوء العلاقات الدبلوماسية الثنائية الرصينة لدولة قطر مع الغالبية العظمى من الدول، وشراكاتها مع القوى المؤثرة في العالم، فإن الدبلوماسية القطرية لا تواجه أي تحديات تتعلق بدولة قطر، وإنما التحديات تتعلق بالوضع الذي تعيشه المنطقة”.

وكان لدولة قطر دور كبير في تسوية النزاع وحلّ الأزمات، وتحولت العاصمة القطرية الدوحة إلى مركز دولي من خلال القادة والزعماء والوفود وكبار المسؤولين الذين زاروها، أو من خلال الاتصالات الهاتفية التي أجروها مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للتعبير عن شكرهم وتقديرهم للجهود القطرية في عمليات الإجلاء.

وتجلى ذلك أيضاً من خلال:

  • محاولاتها في وقف الحرب الدائرة حاليا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع: حيث شاركت قطر بشكل مشترك شهر حزيران/يونيو الماضي 2023، في رئاسة مؤتمر تعهدات السودان، “الحدث الوزاري لإعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة”، مع كل من السعودية ومصر وألمانيا، ومنظمة الأمم المتحدة، ممثلة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، والاتحاد الأوروبي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كما أكد أمير قطر منذ اندلاع الأزمة في السودان، أنه لا حل عسكريا لهذا النزاع، وأن الطريق الوحيد هو الحل السياسي.
  • ونجحت قطر في 2021 من خلال جهودها في الوساطة في اعادة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصومال وجمهورية كينيا سعياً منها لتحقيق السلم والاستقرار الدوليين.
  • وكانت ولا تزال قطر سبَّاقة في دعم العمل العربي المشترك حيال القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار في سوريا وليبيا والمنطقة، ولديها سجل طويل وثري يدعو للفخر والاعتزاز. وتنظر دولة قطر بقلق إلى الأخطار المحدقة بالوطن العربي وتعمل بكافة الوسائل المتاحة لمواجهتها ودرء مخاطرها. 
  • وكان موقف قطر على الدوام داعما لاستعادة الاستقرار في الشقيقة ليبيا والتوصل إلى توافق وطني شامل، ورحبت بالخطوات في ذلك السبيل، كالاتفاق السياسي الليبي بالصخيرات ومؤخرا منتدى الحوار السياسي الليبي الذي عقد في تونس العام الماضي 2022.
  • كما تشهد العلاقات التركية القطرية تطوراً متناميا وتعاونا متواصلا على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير بين البلدين واتفاق في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط.
  • وتولي دولة قطر إلى جانب تركيا، تولي أهمية كبيرة لملف القضية السورية، وتسعى جاهدة لإيجاد حل سياسي ينهي مأساة السوريين المستمرة منذ 12 عاماً.

كما تُسهم دولة قطر بدور نشط ومسؤول في العمل الدولي المتعدد الأطراف لإحلال وتعزيز السلام والأمن في العالم، وذلك من خلال تنفيذ المبادرات السياسية والاقتصادية والثقافية والمساعدات الإنمائية والإنسانية بالتعاون مع الشركاء في المجتمع الدولي.

وإلى جانب دورها في تسوية النزاعات، فإن قطاع العمل الإنساني في قطر، يعتبر أحد المسارات التي أرست خلالها قطر نهجا جديدا في النهوض بالمجتمعات والدول الفقيرة، وعلى رأسها الدول الأقل نموا، فضلا عن الدول التي تتعرض للكوارث.

ولتنظيم عمل المؤسسات الخيرية، أنشأت قطر جهازا حكوميا باسم “هيئة تنظيم الأعمال الخيرية” والتي تعنى بعملية التنظيم والإشراف ووضع المعايير للعمل الخيري والإنساني في البلاد، مع اتساع خريطة التدخلات الإنسانية للمؤسسات الخيرية القطرية.

وساهمت هذه المؤسسات وغيرها في جعل دولة قطر عاصمة للعمل الإنساني حول العالم، في حين باتت تشكل تجربتها في هذا المجال مصدر إلهام للدول والمنظمات الإنسانية والتنموية.

وتؤكد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقاريرها أن “دولة قطر اتبعت نهجا قويا في مجال العمل الإنساني، وكانت مثالا يحتذى به على مستوى المنطقة والعالم”.

وفي هذا الجانب، قال الباحث السياسي رشيد حوراني لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “قطر عملت على تفعيل دبلوماسية الوساطة ونجحت في كسر الجليد في أول تجربة لها في افغانستان، وهذه الدبلوماسية المدعومة بقدرة قطر اقتصاديا لم تعتمد عليها فقط (أي على قوة اقتصادها) بل على قدرتها في تغيير تفكير الأطراف المتحاورة، فهي نجحت في دفع حركة طالبان لإجراء مراجعات في سياساتها المجتمعية تتماشى مع روح العصر، ونجحت أيضا في دفع أمريكا بتصنيفهم أنهم إرهابيون لمجرد تمسكهم بتعاليم دينهم (اعترفت أمريكا بهويتهم وانتمائهم للمجتمع) ويقاس هذا الأمر وفق ظروف كل بلد تدخلت به”.

يشار إلى أن دولة قطر تتبنى رسالة ثابتة تبعث بها دائما في كافة المناسبات الدولية والإقليمية، وهي إحلال السلام وحل الخلافات عبر الحوار، حيث تدعو على الدوام إلى ضمان أن يسود السلام لا سيما في المنطقة من خلال التصدي للأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، والعمل على استمرار المساهمة بشكل بنّاء في التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات والخلافات القائمة حيث كان ذلك ممكناً، وفق مراقبين.

زر الذهاب إلى الأعلى