“دسّ السّم في العسل”.. هو العنوان الأبرز لمحاولاتٍ يقوم بها “الذباب الإلكتروني” المتخفي خلف حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي، لنشر الأكاذيب حول موقف تركيا من جرائم حرق القرآن الكريم.
واتهم أصحاب الحسابات الوهمية ومنهم من هم أصحاب حساب معرّفة لكنهم يمتهنون مهنة “الذباب الإلكتروني”، اتهموا تركيا أنها “امتنعت عن التصوتت ضد قرار يدين حرق القرآن الكريم في دول الغرب”، خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عُقدت، الأربعاء، في العاصمة السويسرية جنيف.
وكان اللافت للانتباه، أن هؤلاء غير واعين لقرارات الأمم المتحدة وما يجري ضمن أروقتها أو ما يصدر عنها من قرارات، خصوصاً عدم درايتهم أن “تركيا لا تمتلك حق التصويت في المجلس كونها تحمل صفة مراقب فقط”، وفق مراقبين وحقوقيين ومهتمين بالعلاقات الدولية والأممية، وبالتالي لا يحق لها التدخل في أعمال المجلس في دورته الحالية.
وحسب مطلعين حول ما يجري في الأمم المتحدة، فإنه “وفق إجراءات وأنظمة المنظمة الدولية لا يحق لأي عضو مراقب التصويت على مشروع قرار في مثل هذه الحالة”.
ولو حاول هؤلاء بذل جهد بسيط جدا بعملية البحث عبر الشبكة العنكبوتية، لوجدوا أن من رفض مشروع قرار إدانة تدنيس القرآن الكريم هم كل من بلجيكا، كوستاريكا، تشيكيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، الجبل الأسود، رومانيا، بريطانيا، والولايات المتحدة، في حين أن الدول التي امتنعت عن التصويت: باراغواي، نيبال، المكسيك، هندوراس، جورجيا، تشيلي، والبنين، أما تركيا فليست ضمن جدول المصوتين أصلا لأنها ليست عضوا في المجلس في دورته الحاليا.
أمّا والدول التي صوتت لمصلحة مشروع القرار: الجزائر، الأرجنتين، بنغلاديش، بوليفيا، الكاميرون، الصين، كوت ديفوار، كوبا، إريتريا، الغابون، غامبيا، الهند، كازاخستان، قرغيزيا، مالاوي، ماليزيا، جزر المالديف، المغرب، باكستان، قطر، السنغال، الصومال، جنوب إفريقيا، السودان، أوكرانيا، الإمارات، أوزبكستان، وفيتنام.
ورغم كل هذا الوضوح، إلا أن بعض التابعين للذباب الإلكتروني وجّهوا سهامهم ضد تركيا، رافضين فكرة أنه لا يمكنها التصويت كونها تحمل صفة مراقب، بل متهمين إياها بالقول “تركيا الدولة المسلمة كما يدعى البعض لم تصوت”، محاولة التجييش ضد تركيا بعبارة “كلمة الحق فوق كل شيء”.
وتجاهل من يشن الأكاذيب ضد تركيا، الإدانات والاستنكار الصادرة عن الدبلوماسية التركية تجاه جرائم حرق القرآن الكريم، إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب قمة حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو” التي عقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، “نحن سعداء لأن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف وصف إجراء حرق القرآن الكريم بأنه كراهية ضد الدين وأدان هذا العمل”.
وأضاف “وفي الوقت نفسه نوصي الدول التي صوتت ضد هذا القرار من بين أعضاء المجلس بمراجعة فهمها للحرية وحقوق الإنسان”.
وتابع إن “مهاجمة مقدسات الناس ليست حرية فكرية بل همجية وبدائية ونوع من أنواع العمل الإرهابي”.
كما قالت الممثلية الدائمة لتركيا لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف على حسابها في “تويتر”، إنه “تم اعتماد القرار الذي قدمته منظمة التعاون الإسلامي إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي يدين الاعتداء على القرآن، ونشكر كافة الدول التي دعمت هذا القرار”.
وأدان ياسين أكرم سيريم نائب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بشدة الاعتداءات التي استهدفت القرآن الكريم في الفترة الأخيرة، داعيا إلى منع تكرارها.
جاء ذلك في رسالة مصورة بعثها إلى جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء.
وقال سيريم:
- يم:ندين بشدة أعمال حرق القرآن الكريم، وهو مظهر واضح من مظاهر الكراهية الدينية التي تزايدت في الآونة الأخيرة.
- إن عدم احترام أي كتاب مقدس يتعارض مع التسامح، والسلام الاجتماعي، واحترام كرامة الإنسان.
- حرية التعبير هي حجر الأساس في المجتمع، ولكن لا يجوز إساءة استغلالها لنشر الكراهية. ومن غير المقبول السماح بمثل هذه الأعمال بحجة حرية التعبير.
- ندعو جميع السلطات إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق مرتكبي هذه الأعمال ومنع تكرارها.
- تركيا ستواصل دعم المبادرات ضد الإسلاموفوبيا.
- محاربة الكراهية والتمييز على أساس الدين أو المعتقد من مسؤولية الدول.
- تركيا مستعدة للعمل مع جميع الدول على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف لهذا الغرض.
وكان من اللافت للانتباه، ردّ عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي، على كل من يروج الأكاذيب ضد تركيا.
لصالح مَنْ تدلس حتى تدين تركيا بعدم التصويت ام إنك غير ملم بقوانين الأمم المتحدة !
فحسب إجراءات وأنظمة المنظمة الدولية لا يحق لأي عضو مراقب التصويت على مشروع قرار في مثل هذه الحالة !
التدليس من أجل الإساءة لبلد لم يعد ينطلي على أحد وتركيا ليست بحاجة إلى من يدافع عنها ولكنه…— أحمد حيدر الغامدي (@AbuAlfaroog) July 13, 2023
كما رفض كثيرون “التحامل على تركيا”، مطالبين كل من ينشر ضد تركيا بمراجعة حساباته.
وبين الفترة والأخرى يؤكد أردوغان، أن “القرآن الكريم محفوظ في أذهان الجميع.. ومن أقدم على حرقه سواء في السويد أو الدنمارك هم جهلة منحرفون”، لافتا إلى أن “الأجداد العثمانيون جلدوا كل من أراد حرق الكتب المقدسة”.