خطبة الجمعة في تركيا.. صلة الرحم وسيلة للرحمة
ركّزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية صلة الأرحام بين المؤمنين، مؤكدة أن “صلة الرحم وسيلة للرحمة”.
واستهلت خطبة الجمعة بقوله تعالى “واتقوا اللٰه الذ۪ي تسٓاءلون به۪ والارحامۜ”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “من أحب أن يبسط له فى رزقه، وينسأ له فى أثره، فليصل رحمه”.
وأضافت أن “من القيم المهمة التي يجب علينا مراعاتها كمؤمنين هي صلة الرحم، فصلة الرحم هي أن نبني علاقة جيدة مع عائلتناوأقربائنا وجيراننا، وعدم قطع علاقاتنا معهم، وأن نشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وأن نسارع في مساعدتهم في اللحظة التي يحتاجوننا فيها، وأن نمسكهم من أيديهم ونرفعهم إذا وقعوا، وهو دعم بعضنا البعض بالرأفة والرحمة والمحبة”.
وتابعت أن “صلة الرحم، ليست فقط لرعاية أقاربنا الذين يحافظون على علاقاتهم معنا، وزيارتهم، وهي أيضا الاتصال والسؤال عن أحوال أقاربنا الذين لا يتصلون علينا ولا يسألون عن أحوالنا”.
ولفتت إلى أن “أحد الصحابة جاء إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك”.
وزادت موضحة “نحن نعيش في فترة تتقدم فيها التكنولوجيا بوتيرة مذهلة، فيمكننا الوصول إلى الأشخاص في الطرف الآخر من العالم في أي وقت نريده، وإجراء اتصالات صوتية ومرئية، ومع ذلك، على عكس كل هذه التطورات، فإننا نبتعد أكثر فأكثر عن بعضنا البعض يوما بعد يوم، فإننا نهمل حتى آبائنا أقرب الناس إلينا، وكل يوم يمضي نصبح وحيدين ومنفردين في الزحام، واليوم، هناك العديد من الآباء الذين تركوا للوحدة، وهم ينتظرون نور أعينهم أبنائهم، ولدينا العديد من الأقارب في انتظار أن يسألوا عن حالهم، والكثير من الأقارب يتمنون أن نشاركهم مشاكلهم ونخفف عنهم ونواسيهم، ولدينا الكثير من الجيران الذين يحتاجون إلى تحية منا وابتسامة صادقة وإخلاص ومودة”.
ودعت خطبة الجمعة إلى عدم إهمال صلة الرحم، التي هي “وسيلة للرحمة”، و”دعونا لا نحرم أنفسنا من بركات صلة الرحم، ودعونا نبقي قلوب والدينا سعيدة، ودعونا لا نحجب الإخلاص والمودة والتحيات والابتسامة الصادقة عن أقاربنا، ودعونا لا نتركهم وحدهم في حفلات الزفاف والأعياد والجنازات، ولندع أطفالنا يتعلمون منا احترام كبار السن وإسعاد أقاربنا، ولندع أبناءنا ترى منا أن الأفراح تزداد عندما يتم مشاركتها، والأحزان تخف عند مشاركتها”.
وختمت الخطبة بقوله صلى الله عليه وسلم “الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله””.