وقف كويتيون من مختلف الشرائح، أكاديميون وكتابٌ وإعلاميون، بوجّه الحملات الممنهجة التي تستهدف تركيا، محطمين كل الادعاءات الإلكترونية التي تروج لها حسابات تمتهن التدليس في كثير من المواضيع.
ومنذ عدة أسابيع، تحاول حسابات إلكترونية كثير منها حسابات وهمية على منصة “أكس”، وأخرى أبطالها من الذباب الإلكتروني، التجييش والتحشيد ضد السياحة والاقتصاد في تركيا، من خلال نشر أكاذيب عنوانها العريض “عنصرية الأتراك مع السياح وخصوصا العرب”.
وكان اللافت للانتباه تصدي دعاة وإعلاميين وكتابٍ كويتيين لتلك المزاعم والأكاذيب، من خلال نشر التغريدات ومقاطع الفيديو التي تؤكد أن “كل ما يشاع ضد تركيا عارٍ عن الصحة وكلام فارغ”.
ومن بين الشخصيات الكويتية التي دافعت وبقوة عن تركيا في وجه تلك الأكاذيب، الإعلامي والكاتب الكويتي عثمان الثويني، الذي أكد في سلسلة تغريدات على حسابه في منصة “أكس”، أنه “من المهم الإنصاف في هذا الأمر”.
وردّ الثويني على مقاطع الفيديو التي يدّعي أصحابها أنها توثق اعتداءات من الأتراك على السياح العرب قائلاً “أين الإنصاف حين نأتي بمقطع قصير يظهر شجاراً من بعيد لا يعرف أطرافه، ولا سببه، ولا نتيجته، ولا مكانه، ولا زمانه، ثم يكون التعليق (انظروا إلى اعتداء الأتراك على الخليجيين، ولماذا تدفعون وتذهبون وتتسيحون؟)”، مضيفا “طيب كم خليجي خرج وقال أنا الذي ضُربت في هذا المقطع وذكر الحادثة كاملة؟”، في تكذيب مباشر لكل من يروج لمقاطع الفيديو تلك بغية النيل من تركيا.
وأوضح الثويني مقصده من “الإنصاف” إذ قال، إن “السائح هو المطلوب منه أن يتعلم لغة وقوانين وطريقة التواصل للبلد الذي سيقوم بزيارته، وليس أهل البلد المطلوب منهم ذلك، والسائح أيضاً هو من اتخذ قراره بالسياحة في تركيا أو غيرها بكامل إرادته الحرة، ولم يجبره أهل تركيا أو غيرها على زيارتهم.. الإنصاف عزيز”.
هل حقاً نحن ندافع عن #تركيا أم أننا نبحث عن الإنصاف الذي أصبح نادراً في هذا الزمان؟
الأتراك بساستهم وعلمائهم وعوامهم جميعهم يدركون أن مجتمعهم شأنه شأن جميع المجتمعات فيه الصالح وفيه الطالح، وفيه الطيب وفيه الخبيث، ولذلك هم لا يحتاجون إلى من يأتي من بعيد حتى يقول لديكم عنصريون.
— عثمان الثويني (@othmanco86) August 13, 2023
وقبل أيام، دافع الثويني أيضا عن تركيا بوجه الحملة التي تُشن بسبب ارتفاع الأسعار وملف الهجرة غير الشرعية الذي تكافحه تركيا قائلاً، “أستغرب من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها تركيا حالياً من مجاميع كبيرة بسبب ارتفاع الأسعار من ناحية، والحملة التي تنفذها الحكومة حالياً للسيطرة على ملف الهجرة من ناحية أخرى”.
وأكد “المهم نحن كسياح، المسألة جداً بسيطة بالنسبة لدينا، فكل المطلوب منا أن نساهم في إنجاح هذه الإجراءات، وأن تمر هذه الحملة بكل يسر ولطف علينا ونحمل معنا الأوراق الثبوتية المطلوبة ونستمتع بأوقاتنا”.
بدوره، أكد الكاتب الكويتي في صحيفة “الراي”، عبد العزيز الفضلي، أن هناك من يتعمد الإساءة للسياحة في تركيا، مضيفا “أستغرب ممن يركز على بعض الأخطاء فيعمّمها، وكأن هناك تعمد للإساءة إلى السياحة في تركيا، وقد تكون مدفوعة الأجر”.
وكذّب الفضلي الادعاءات بأن هناك استهدف متعمد للسياح العرب في تركيا قائلاً، “قدمت إلى تركيا منذ أسبوعين وبحمد الله لم نجد أي مضايقات، نذهب إلى الأماكن السياحية ونرى الأعداد الغفيرة من أهل الخليج، والكل مستمتع بالأجواء الجميلة، والخدمات المتوفرة”.
قدمت إلى #تركيا منذ اسبوعين
وبحمد الله لم نجد أي مضايقات.
نذهب إلى الأماكن السياحية ونرى الأعداد الغفيرة من أهل الخليج .
والكل مستمع بالأجواء الجميلة،
والخدمات المتوفرة.
استغرب ممن يركز على بعض الأخطاء فيعمّمها!
وكأن هناك تعمد للإساءة إلى السياحة في تركيا، وقد تكون مدفوعة الأجر!— عبدالعزيز الفضلي (@abdulaziz2002) August 9, 2023
وبالتزامن، خرجت وزارة السياحة التركية لتعلن، مطلع آب/أغسطس الجاري، أن “عدد السياح الكويتيين الذين زاروا تركيا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، بلغ 163 ألفاً و496 سائحاً، في حين كان عدد السياح السعوديين في الفترة نفسها 286 ألفا”، في رسالة واضحة لكل من يحاول تشويه صورة السياحة في نظر السياح ومنهم الكويتيون.
وفي حزيران/يونيو الماضي، دشنت الخطوط الجوية الكويتية أولى رحلاتها التجارية إلى ولاية أنطاليا التركية، وذلك بواقع رحلتين في الأسبوع.
وأوضح بيان للخطوط الجوية الكويتية، أن هذه الخطوة تأتي ضمن موسم رحلات الصيف لهذا العام، مشيراً إلى أن الخطوط الجوية الكويتية باتت تحلق إلى 5 وجهات في تركيا وهي مطارات: صبيحة وإسطنبول وطرابزون وبودروم وازمير وأنطاليا.
وبالعودة إلى الشخصيات الكويتية المؤثرة والتي تقف في وجه كل من يسيء لتركيا، فنّد الشيخ والداعية الكويتي عادل العازمي، في مقطع فيديو على حسابه في منصة “أ كس”، قبل أيام، الحملات الإلكترونية المنتشرة ضد تركيا، مؤكداً أن كل ما يجري هو “نكاية بتركيا وللنيل منها”.
وقال العازمي “لم أشعر في أي يوم من الأيام خلال وجودي في تركيا بأي مضايقات، مع العلم أنني شخص اجتماعي ويحب الاحتكاك بالآخرين ومنهم الشعب التركي، ولم يحصل أن أي تركي أساء لي بالكلام”.
وتابع “أنا الآن ومنذ شهر مع أسرتي في تركيا، قمنا بزيارة العديد من المعالم السياحية والثقافية والتراثية ، ولم نتعرض لما مضايقات يتم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأكد أن “بعض الأشخاص ينتقون بعض المواقف السيئة في تركيا نكاية بتركيا، وتقوم بنشرها في وسائل التواصل للنيل من تركيا”.
ونبّه إلى أنه في تركيا لم “نشهد أي عمليات قتل بحق السياح أو إطلاق نار عليهم أو اختطافهم ومساومتهم دولهم وأهلهم بدفع مبالغ مالية كما حصل في دول ثانية”.
الشيخ والداعية الكويتي عادل العازمي يفنّد الحملات الإلكترونية المنتشرة ضد تركيا. pic.twitter.com/YfnCcGA1UR
— وكالة أنباء تركيا (@tragency1) August 13, 2023
من جانبه، أكد المواطن الكويتي سالم المطيري في تغريدة، أنه يتواجد في تركيا منذ 5 أعوام والأوضاع فيها مريحة جدا، بحسب كلامه.
كلام فاضي اخ محمد … انا مواطن كويتي صار لي 5 سنوات ازور تركيا باستمرار ولدي شقة واقامة فيها والوضع جدا مريح للناس المحترمة نفسها
— سالم المطيري (@S_SMA70) August 14, 2023
أمّا الكويتي صالح السويلم فقال في تغريدة “لم أتعرض لأي مشكله في تركيا بل بالعكس ناسها طيبين وودودين، خاصة إذا عرفوا أنني كويتي”.
انا صارلي ٣ سنين في ازميت اروح شهرين في الصيف واسبوعين في نص السنة الحمدلله لم اتعرض لاي مشكله في تركيا بل بالعكس ناس طيبين وودودين خاصة اذا عرفوا اني كويتي .. وجيراني الاتراك في المجمع اذا وصلت لي فاتورة الغاز او الكهربا يدفعونها عني وانا ادزلهم الفلوس .. يا جماعه اذا خليت خربت
— صالح السويلم (@60000644) August 10, 2023
وكان من اللافت للانتباه، أن هذه الشخصيات الكويتية لا تكتفي بنشر التغريدات الداعمة والمدافعة عن تركيا، بل حتى أنها ترد على التعليقات التي تسيء لتركيا ضمن تغريداتهم، في حين تلقى تلك المواقف الكثير من ردود الفعل من شخصيات عربية أخرى والتي تشيد بتصدي الكويتيين لمثل هكذا حملات غايتها تشويه تركيا شعبا ورئيسا وحكومة، وفق تعبيرهم.
وسارعت شخصيات كويتية أخرى لنشر مقاطع فيديو على حساباتها في منصة “أكس”، بهدف تفنيد المزيد من الأكاذيب والمزاعم التي تُشن ضد تركيا.
ومن تلك الشخصيات، ناشط سياسي كويتي، روى تجربته في السفر إلى تركيا للسياحة منذ العام 1979 وحتى الآن، قائلاً “لم نتعرض في يوم من الأيام للمضايقة في تركيا”، مشيداً بقطاع السياحة وما توفره تركيا للسياح في مختلف المجالات وبأسعار تتناسب مع الجميع، وفق قوله.
ورفض الكويتي أي محاولات للتقليل من أهمية تركيا التي وصفها بأنها “دولة السياحة”، معرباً عن سخطه الشديد من تلك الحملات ضد تركيا وشعبها.
ناشط سياسي كويتي يفنّد الحملات الإلكترونية الممنهجة لاستهداف تركيا والسياحة فيها.#الاتراك_ليسوا_عنصريين
— Muhammet Erdoğan 🇹🇷- محمد أردوغان (@Muhamed_Erdogan) August 16, 2023
مغرد على منصة “أكس” بحسب كويتي حر، نشر مقطع فيديو لمواطن كويتي وهو ينتقد المبالغة في تضخيم بعض الأحداث في تركيا في حين يتم التغاضي والتعامي عنها في دول أوروبية أخرى، حسب تعبيره.
محد يختلف على العنصرية في تركيا ولا احد يختلف أن كل بلد فيه عنصرية ، واذا في عوائل تعرضوا لمضايقات في تركيا كذلك تعرضوا لها في امريكا ولندن وباريس وحتى دول عربية ، الاختلاف انكم تغضون البصر عن الكل بس تركيا تتفرعنون عليها ، هُنا مربط الفرس .. pic.twitter.com/Pj3nFplquS
— كويـتي حُـ ـر 🇰🇼 (@Kuwaity__7r) August 12, 2023
وتشهد العلاقات التركية ـ الكويتية تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة، حيث وقع الطرفان عدداً من الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية والأمنية، وقد ساعدت اللجنة المشتركة، التي شكلها البلدان عام 2018، في دفع العلاقات الثنائية بشكل لافت.
وفي كانون الثاني/يناير 2020، أظهرت بيانات إحصائية تركية أن الكويت تأتي في المرتبة الأولى في مجال الاستثمارات بالعقارات في تركيا على مستوى دول الخليج، كما وصلت قيمة المشروعات التي نفّذتها شركات المقاولات التركية في الكويت إلى 6.5 مليار دولار، وحجم الاستثمارات الكويتية المباشرة في تركيا وصل إلى نحو 1.7 مليار دولار.
الرد الفتاك
على كل أفاك
في عنصرية الأتراك
•#الاتراك_ليسوا_عنصريين #تركيا #Turkey pic.twitter.com/iN7CSdJ7yw— Eid alfadhly (@Kuwaitonly_1) August 17, 2023
وبلغ عدد الشركات الاستثمارية برأس مال كويتي في تركيا 300 شركة، إضافة إلى 388 فرعاً لبنك “كويت ترك” الذي يمتلك بيتُ التمويل الكويتي نسبة 62.24% من أسهمه.