تقاريرهام

فرنسا مصرة على محاربة الإسلام.. الأسباب والغايات؟ (تقرير)

تتعالى أصوات المراقبين والمهتمين بالشأن الدولي الرافضين للتجاوزات والانتهاكات بحق الإسلام والمسلمين، تأكيدا أن فرنسا هي من أكثر دول العالم التي تتمتع بـ”تاريخ قذر في العنصرية ومعاداة الإسلام”.

كما تؤكد تلك الأصوات أن “فرنسا ومنذ عهد الحروب الصليبية، وهي رأس حربة في معاداة الإسلام والمسلمين”.

يأتي ذلك بالتزامن مع إصرار فرنسا بزعامة رئيسها إيمانويل ماكرون، على محاربة الإسلام والذي يعتبر من أبرز همومها ومشاغلها، في وقت تغرق البلاد بأزمات لا نهاية لها وعلى رأسها الأزمات الاقتصادية، بحسب مراقبين.

وبين فترة وأخرى تبرز ممارسات الحكومة الفرنسية بضوء أخضر من ماكرون، والتي تتمثل في التضييق على المساجد وأئمة المساجد تارة، والتضييق على الحجاب تارة أخرى، وليس انتهاء بمنع الطالبات في المدارس من ارتداء “العباءة”، حسب تقارير متطابقة.

وأثار التضييق الأخير ومنع الطالبات المسلمات من ارتداء العباءة سخط كثيرين وخصوصا من رواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن ذلك قائلين “فرنسا الجمهورية المارقة المستبدة المتغطرسة، يزعجها الحجاب والجلباب، تحارب مظاهر الفطرة والإسلام وتقمع الحقوق الحريات وتضيّق على الناس وتمارس التمييز والعنصرية”.

وفي هذا الصدد، أرجع الكاتب الصحفي مصطفى إبراهيم رئيس تحرير موقع 180 ترك، معاداة فرنسا للإسلام إلى “عنصرية ماكرون وإدارته  ومتاجرته هو وحكومته بورقة رهاب الإسلام في العملية الانتخابية، وتنمية النعرات الطائفية، والنزعة العنصرية في العملية الانتخابية، والتلويح بورقة الإرهاب والخلط بينه وبين الإسلام”.

وأضاف إبراهيم في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا”، أن “ماكرون يستخدم سلاح التضليل لتخويف الشعب الفرنسي من الإسلام، ويكذب ويلفق التهم هو وإدارته للإسلام والمسلمين، ولا يتوقفون عن الكذب والتدليس والافتراء على الإسلام وأهله، وينجحون بذلك في تخويف الشعب الفرنسي من الإسلام الذي يصنعون منه عدواً، ويستغلون جهل الكثيرين من الشعب الفرنسي بسماحة الإسلام وحقيقة الدين الخاتم لصنع فزاعة باسم الإسلام”.

وتابع أن “ماكرون في مأزق بسبب فشل سياساته وتزايد المعارضة لحكمه، وتراجع الوضع الاقتصادي لمعظم الشعب الفرنسي”، مستدلا بمظاهرات السترات الصفراء ؟ولذلك فماكرون  يهرب من كل هذا بصنع عداء مع الإسلام لكي يقنع الشعب الفرنسي بوجود خطر محدق يهدد وجوده، ويزعم أن هذا الخطر هو الإسلام”.

وضرب إبراهيم المثل بـ”قيام إدارة ماكرون بافتعال المشاكل مع المسلمين مرة مع  التضييق على المساجد ومرة  مع الحجاب ومرة مع العباءة، وفي كل مرة تقوم إدارة ماكرون بافتعال الأزمة وتصعيدها، وتصويرها على أنها معركة ، وأنها مسألة تهدد فرنسا، ويصور ذلك للشعب الفرنسي”، حسب تعبيره.

واختتم إبراهيم حديثه أن “الإسلام لا يضره مكائد ماكرون، ولا ينال منه مؤامرات وأفعال الإدارة الفرنسية، ولن تترك الجالية المسلمة في فرنسا دينها ولن تتخلى عن عقيدتها بسبب أفعال ماكرون وحكومته، بل بالعكس سيزيد المسلمين تمسكا بدينهم وعقيدتهم”.

تجدر الإشارة إلى أن ماكرون قال في وقت سابق إن “الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم”، وأن على باريس التصدي لما وصفها بـ”الانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية”.

وعلى الفور ردّت تركيا وعلى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن (حينها)، أن “زعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الإسلام يعيش أزمة”، تعبير استفزازي يغذي العداء ويُؤلّب على الإسلام.

وأوضح قالن أن “محاولة فرنسا جعل الإسلام والمسلمين كبش فداء لأخطائها ومغامراتها خسوف للعقل”.

وفي سياق متصل وبالتزامن مع مزاعم ماكرون وادعاءاته، فإن الأنباء الواردة من فرنسا، بحسب مراقبين، تفيد بأنه ورغم معادة ماكرون للإسلام والمسلمين، فإننا نجد أن “الإسلام ينتشر في فرنسا بشكل لم تشهده من قبل”.

الحقوقي اللبناني فواز صبلوح قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “معاداة فرنسا للإسلام والمسلمين ليست وليدة اللحظة، بل هي منذ مدة تعلن عدائها للإسلام”.

وأضاف “نلاحظ عندما يأتي ماكرون إلى لبنان نجد أن زياراته تأتي لدعم الأقليات وإضعاف السنة، وبالتالي هناك حقد قديم من السياسة الفرنسية على الإسلام”.

وأشار إلى أنه قبل العام 2011، كان هناك إحصاء فرنسي يتحدث عن الخوف من أسلمة أوروبا، وفي 2023 كان هناك إحصاء آخر يشير إلى أن 20% من الشعب الفرنسي يريد أن يعتنق الإسلام، ومن هذا المنطلق خلقوا داعش الإرهابي هم والمخابرات الدولية، لتشويه الإسلام وبهدف المحافظة على المجتمع الفرنسي، ولتخويف المجتمع الفرنسي من الإسلام”.

وختم قائلاً “نأمل في قادمات الأيام أن يتغير هؤلاء السياسيين الفاسدين، وأن ينظروا للشخص على أنه إنسان وأن كل إنسان يمارس قناعاته وواقعه بحرية، دون اللجوء إلى التعامل بحقد وطائفية مع الإنسان”.

ورداً على معاداة فرنسا للإسلام والمسلمين، قالت الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم في بيان على حسابها في منصة “أكس”، نهاية آب/أغسطس الماضي، “حقيقة واضحة تثبتها الأيام، وهي أن فرنسا تُعادي الإسلام دون مواربة، ففرنسا هي من أساءت للنبي الكريم على لسان رئيسها المأزوم ماكرون، وفرنسا هي من تحارب الحجاب، وفرنسا هي من تهدد الطلاب المسلمين بالفصل لأنهم يصلون، وفرنسا هي من تطرد مسلماً رفع شعار (الله عظيم)”.

وأضاف أن “على فرنسا أن تعلم أن الله العظيم لها بالمرصاد وأن جرائمها لم تغب عن عقول المسلمين، كما ينبغي على المسلمين التصعيد المستمر ضدها من خلال المقاطعة الاقتصادية، وبالضغط الدبلوماسي لقطع العلاقات معها، وبكل سبيل يمكن به الرد على جرائمها المستمرة منذ عقود طويلة”.

يذكر أنه في نيسان/أبريل الماضي، استنكر كثيرون إعلان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عدم السماح بفترات راحة خلال المباريات المسائية، لتمكين اللاعبين المسلمين من الإفطار خلال شهر رمضان، واصفين هذا القرار بـ“الغريب”.

ومطلع العام الجاري، هاجم ناشطون من اليمين المتطرف في فرنسا، هيئة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، وذلك بسبب فتاة محجبة، حيث جاء ذلك على خلفية نشر هيئة الاتحاد الأوروبي إعلانا يظهر فيه عدد من النساء بينهن فتاة محجبة.

زر الذهاب إلى الأعلى