
أكد أبناء الشمال السوري أن المنطقة على موعد مع تطورات كبيرة تخطط لها تركيا، ما سينعكس بشكل إيجابي على سكان المنطقة.
يأتي ذلك في وقت يترقب فيه سكان الشمال السوري مجريات الأحداث شرقي سوريا، وخصوصا ي المناطق التي تشهد انتفاضة عشائرية في وجه تنظيم PKK/PYD الإرهابي منذ عدة أسابيع.
ويتوقع ناشطون من أبناء الشمال السوري أن الكفة الراجحة ستكون لصالح العشائر السورية ضد التنظيم الإرهابي، وبالتالي سيستفيد الشمال السوري اقتصاديا وإنسانيا ومن مختلف الجوانب بعد دحر العشائر السورية لتنظيم PKK/PYD الإرهابي.
المحلل السياسي وابن منطقة إدلب مأمون سيد عيسى، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، “إننا نرى أنه نتيجة لعمليات التغيير الديموغرافي التي يقوم بها تنظيم PKK/PYD الإرهابي تجاه المكون العربي وكذلك لأسباب الظلم والاستعلاء وتهميش المكون العربي في مناطق سيطرته، فكان نتاج ذلك حالة احتقان شعبي لجموع العشائر العربية في منطقة دير الزور انفجرت لاحقاً، وتم إعلان النفير العام ضد التنظيم الإرهابي، فقد نفد صبر العشائر العربية في المنطقة ولم تعد تقبل بوصاية التنظيم الإرهابي وانتهاكاته”.
وأضاف “نتوقع أن ثورة العشائر ستمتد إلى جميع مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي وحتى الحسكة والرقة، ومنها الشمال السوري، حيث سيؤدي التعاون بين قوات العشائر والجيش الوطني السوري في حال تم دعم قوات العشائر إلى تحرير منبج وعين العرب، لكنها تحتاج إلى دعم بالسلاح والعتاد”.
ولفت إلى أن “مدينة منبج ذات مركز اقتصادي سيستفيد منها الشمال السوري اقتصاديا، إضافة إلى أنها مركز استراتيجي تقع بجوار الطريق السريع M4، كما أن تحريرها سوف يحمي مدن وبلدات ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، مثل أعزاز ومارع من القصف والهجمات الإرهابية الصادرة عن تنظيم PKK/PYD، وبالتالي فإن تحرير المدينة سيشكل مكسبا للسوريين وحلفائهم الأتراك”.
وكان اللافت للانتباه، تعليق الرئيس التركي على الأحداث الدائرة شرقي سوريا قائلا في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة، خلال عودته من مدينة سوتشي الروسية، في 5 أيلول/سبتمبر الجاري، إن “صراع العشائر العربية مع إرهابيي PKK/PYD هو صراع شرف”، مؤكّداً أن “ما يحصل الآن من تحرك هو خطوة للعشائر العربية للمطالبة بوحدة وتضامن أراضيها، كونها المالك الرئيسي لتلك الأراضي”.
وبين فترة وأخرى تؤكد تركيا على وحدة أراضي سوريا ورفضها سيطرة أي تنظيم إرهابي هناك، ومن أجل ذلك تتخذ بعض الخطوات للحيلولة دون سيطرة تنظيمات إرهابية على المنطقة، من أجل أمنها القومي ومن أجل سوريا.
وإلى جانب المساعي السياسية لحماية الشمال السوري، تعمل تركيا على جوانب إنسانية وإغاثية وطبية مستمرة منذ سنوات، ومنها إطلاق عدة مشاريع خدمية وطبية وتعليمية، مع التركيز على إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية في المناطق المتضررة من الزلزال في ريفي إدلب وحلب، إضافة إلى العمل على إيجاد حلول جذرية تنهي معاناة مرضى السرطان في المنطقة.
ويرى مراقبون ومن بينهم المحلل السياسي محمود علوش، أنه “منذ أن شرعت تركيا في مفاوضات مع النظام السوري برعاية روسية نهاية العام الماضي، كان المسؤولون الأتراك حريصين على التأكيد بأن الانسحاب العسكري التركي من شمالي سوريا لن يكون مطروحاً على طاولة النقاش في المستقبل المنظور”.
وحسب علوش فإن “السياسة الأمنية التركية الراهنة في سوريا تقوم على ركيزتين أساسيتين هما إضعاف وكسر المشروع الانفصالي لوحدات حماية الشعب الكردية، ومنع تدفق المزيد من اللاجئين وتمهيد البيئة المناسبة لإعادة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى بلدهم”.
من جهته، الناشط السياسي المقيم شمالي سوريا قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “لا يخفى على أحد الضغط في الداخل التركي على الحكومة التركية لترحيل اللاجئين السوريين، وأبرز ما تسعى إليه تركيا هو حماية الأمن القومي وتحييد PKK/PYD الإرهابي وخطورته عن الداخل التركي”.
وأضاف أنه “مع صعود بعض الأصوات الانفصالية في الداخل التركي، فالثابت في سياسة تركيا الخارجية تجاه سوريا هو أمنها القومي وإعادة اللاجئين (بشكل طوعي)، أمّا المتغير فهو طريقة صنع أو إيجاد منطقة آمنة وحل سياسي يضمن عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا”.
وتابع أنه “ربما في الايام المقبلة تنعكس التطورات في مناطق شرقي الفرات على الشمال السوري، وبالتالي ربما نكون أمام تطور في المواقف التركية الخارجية”.
وأعرب عن اعتقاده بأنه “لا يمكن التكهن بما يتمخض عن التطورات على الأرض، لا سيما بعد تصعيد النظام السوري على مناطق جنوبي إدلب”.
وتشهد مناطق الشمال السوري استمرار الخروقات من قوات النظام السوري إضافة إلى الخروقات من روسيا وتنظيم PKK/PYDالإرهابي، في حين يؤكد فريق الدفاع المدني السوري أن “مشاهد الدمار أصبحت من جديد سمة الكثير من البلدات في ريف إدلب الجنوبي”.
ووسط كل ذلك، تواصل تركيا العمل على إعادة تأهيل المناطق شمال غربي سوريا من خلال التعاون مع قطر لإنشاء منطقة سكنية كبيرة لإيواء اللاجئين، فضلاً عن تصعيد نشاطها العسكري ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة من خلال هجمات الطائرات المسيرة، حسب مراقبين.