جاء في خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، أن طريق العلم هو طريق الجنة، وأن الجهل أكبر عدو للإسلام.
واستهلت الخطبة بقوله تعالى “اقۡرأۡ باسۡم ربك الذي خلق. خلق الۡإنسٰان منۡ علق. اقۡرأۡ وربك الۡأكۡرم. الذي علم بالۡقلم. علم ٱلۡإنسٰان ما لمۡ يعۡلمۡ”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت معلما”.
وتابعت “وفقا لديننا الأسمى الإسلام فإن تعلم العلم فريضة على كل مسلم ذكرا كان أو أنثى، فالعلم هو في المقام الأول هو معرفة أنفسنا وربنا ومحيطنا، وإدراك الغاية من الخلق، وهي القراءة الصحيحة للوجود والكون كله”.
وأضافت “ما يجعل المعرفة ذات قيمة هو أنها لصالح البشرية، وما يجعل العلم ذا قيمة أنه يوصل صاحبه إلى رضا الله، وهو قيادة المجتمع إلى العدالة والحقيقة والخير، والابتعاد عن الظلم وسائر أنواع الشر، إن المعلومات التي تسبب حيرة العقول وإفساد الأجيال وتدمير المجتمعات وتدمير عالمنا لا قيمة لها ومضرة”.
وزادت “الجهل هو أكبر عدو للإسلام، وهو مصدر كل شر، فالجهل يجعل الإنسان عديم القيمة في نظر الله وفي نظر الناس، فالقراءة، والتزود بالعلم المفيد، واستخدام العلم لصالح البشرية يمجد الإنسان”، مستشهدة بقوله تعالى “قل هل يستوي الذ۪ين يعلمون والذ۪ين لا يعلمونۜ “، في آية أخرى يمدح العلماء الحقيقيون على النحو التالي “إنما يخشى الله من عباده العلماء”.وأشارت إلى أن “طريق العلم هو طريق الجنة”، لافتة إلى قوله صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة”.
وتابعت “فإذا اعتنقنا العلم بهذا الوعي في يومنا هذا، كما كنا في الماضي، وإذا استخدمنا الفرص التي يتيحها العلم والتكنولوجيا بشكل صحيح، فسوف نتمكن من إعادة توجيه البشرية، فإذا عكسنا قوة القلم والكلمة في حياتنا، يمكننا إعادة العدالة والخير إلى العالم بأسره، وإذا جعلنا العلم والمعرفة مرشدين لنا، فيمكننا أن نكون أملا مرة أخرى في العالم اليوم، حيث تتآكل وتتأجل القيم الإلهية والإنسانية، ومع ذلك، فإذا ابتعدنا عن العلم والمعرفة، وإذا استخدمنا العلم والتكنولوجيا بما يتعارض مع غرضهما، فسوف ننجر إلى كارثة، ولا يمكن للبشرية أن تفلت من ظلام القهر والظلم ودوامة العنف والقلق التي سقطت فيها اليوم”.
ولفتت إلى أن “العام الدراسي الجديد يوم الإثنين المقبل، وسيلتقي الملايين من أطفالنا بمدارسنا التي هي أعشاش المعرفة والحكمة، ومن واجبنا المشترك جميعا أن نربي ذريتنا كأجيال مخلصة للقيم الوطنية والروحية، وتعود بالنفع على أمتها وإنسانيتها، فلنربي أبناءنا المستنيرين بأفق المعرفة الذي يأمر به الإسلام، كمؤمنين تتوازن عقولهم ومشاعرهم وأعمالهم مع بعضهم البعض، ولتكن طريقتنا الرئيسية في تعليم أطفالنا هي الآية الكريمة (ادع الٰى سب۪يل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، ولتكن هدفنا الأساسي هو (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)، فلنربي أطفالنا على أخلاق نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم، وبهذه المناسبة أدعو الله سبحانه وتعالى أن يجلب العام الدراسي الجديد الخير لطلابنا ومعلمينا وعائلاتنا وأمتنا”.
وختمت الخطبة بقوله صلى الله عليه وسلم “كن عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا لهم ولا تكن الخامس فتهلك” .