إغاثةتقاريرهام

“مدينة الكرامة” مشروع تنموي كبير قطري تركي شمالي سوريا.. تعرف عليه (تقرير)

وضعت مؤسسة “قطر الخيرية”، بالتعاون مع ولاية غازي عنتاب التركية، حجر الأساس لمشروع “مدينة الكرامة” في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، والذي يهدف إلى توفير سكن آمن ونموذجي لنحو 8500 نازح سوري داخلياً.

وأوضحت “قطر الخيرية” في بيان، أن اتفاقية المشروع تم توقيعها بين يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، وآنال ألكال نائب والي ولاية غازي عنتاب، وبحضور فاطمة شاهين رئيسة بلدية غازي عنتاب، وممثلين عن رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، والهلال الأحمر التركي، وذلك في العاصمة التركية أنقرة.

“مدينة الكرامة”

تتألف مدينة الكرامة من 1680 وحدة سكنية توفر الخدمات الأساسية، عبر إنشاء مرافق خدمية وتعليمية وترفيهية وبنية تحتية متكاملة حيث تحتوي على 4 مدارس، روضة، ومركز صحي للرعاية الصحية الأولية يتكون من غرف معاينة واستقبال وصيدلية وقسم لإقامة المرضى.

كما تحتوي على مسجد يتسع لـ 600 مصل، وسوق تجاري، وبئر وخزان للمياه ونادي رياضي، وفرن للخبز، وشبكة كهرباء لكامل المدينة والمنازل، وشبكة للمياه والصرف الصحي، ومبنى للخدمات العامة، وصالة متعددة الاستخدامات، وحديقة عامة وأماكن للعب الأطفال.

وتم اختيار اسم “الكرامة” للمدينة بهدف الحفاظ على كرامة النازحين وتوفير لهم سكن آمن وخدمات أساسية شاملة.

ويساهم تنفيذ المشروع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 11 الذي يهدف إلى جعل المدن شاملة وآمنة ومستدامة.

وحسب القائمين على المشروع، يتوقع أن يكون له تأثير إيجابي كبير على حياة النازحين السوريين، حيث سيوفر لهم سكنًا آمنًا وحياة كريمة، كما سيسهم المشروع في تحسين الظروف المعيشية للنازحين ويقدم لهم فرصًا أفضل للتعليم والرعاية الصحية.

ويشكل المشروع نموذجًا ناجحًا للمشاريع الإنسانية والاجتماعية التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة وتحسين الحياة.

وفي هذا الصدد، قال عبد الناصر حوشان، حقوقي وأحد أبناء الشمال السوري لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “لم يعد خافيا على أحد ما تقدمه قطر الخيرية من دعم ومساعدات ومشاريع للسوريين، سواء في المناطق المحررة أو في تركيا”.

وأضاف، أنه “بعد الزلزال الذي تسبب بآثار كارثية على السوريين في المناطق المحررة وجنوبي تركيا، رفعت دولة قطر سقف الاستجابة الطارئة للتخفيف من هذه الآثار وزادت من حجم المساعدات الإنسانية ومنها إيجاد المسكن الملائم للذين خسروا منازلهم”.

وتابع “كما لا ننسى ما تقدمه الدولة التركية حكومة ومنظمات إنسانية من تسهيلات وتعاون في تنفيذ هذه المشاريع، وهذا يدل دلالة واضحة على ثبات موقف البلدين من القضية السورية ووقوفهما مع الشعب السوري، في الوقت الذي استغلت فيه كثير من الدول كارثة الزلزال للتطبيع مع نظام الأسد وإغداق المساعدات عليه، على الرغم من أن خسارته لا تقارن مع ما خسره أهلنا في الشمال”.

وختم قائلاً “تحية لدولة قطر والدولة التركية على مواقفهما ووقوفها مع شعبنا في محنته”.

مدينة الكرامة

مدينة توفر حياة كريمة للنازحين

وتوصف “مدينة الكرامة” أنها “مدينة نموذجية لأنها ستوفر للعائلات النازحة حياة كريمة، حيث لا تقدم وحدات سكنية فحسب، بل توفر أيضاً خدمات تعليمية وصحية وترفيهية لهم ولأطفالهم”، حسب مسؤولين أتراك.

وعقب التوقيع على الاتفاقية، قال الرئيس التنفيذي لـ”قطر الخيرية” يوسف بن أحمد الكواري:

  • نؤكد على أهمية دعم مشاريع إعادة إعمار المناطق التي تضررت في كل من تركيا والشمال السوري خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب هذه المناطق في شباط/فبراير الماضي، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية والجهات الفاعلة والشركاء الإنسانيين.
  • نواصل جهودنا الإنسانية الحثيثة في إقامة مدن إيواء نوعية للنازحين السوريين في الداخل السوري الذين يعانون من النزوح المطول إسهاما في حفظ كرامتهم الإنسانية.
  • نتوجه بالشكر لأهل الخير في قطر على تبرعاتهم السخية ووقوفهم إلى جانب إخوانهم السوريين في محنتهم المتواصلة، وإلى جانب المتضررين من الزلزال من الإخوة الأتراك، للتخفيف من معاناتهم ودعم جهود توفير المأوى للنازحين وإعادة الإعمار للمتأثرين من الزلزال.
  • نشكر المسؤولين الأتراك على تعاونهم في التنسيق لتنفيذ هذه المشاريع الإنسانية.

وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود إعادة الإعمار للمناطق المتضررة في شمال سوريا وتركيا، وتشير إلى التزام “قطر الخيرية” بتقديم الدعم الإنساني للنازحين والمتضررين. يهدف المشروع إلى توفير سكن آمن وحياة كريمة للعائلات النازحة وتقديم خدمات أساسية شاملة.

وقال الناشط السياسي مصطفى النعيمي، ابن محافظة إدلب لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “بناء الوحدات السكنية في الداخل السوري خاصة ما بعد كارثة الزلزال سيكون لها أثر كبير في الحد من مستوى الهجرة الذي يحصل في سوريا نتيجة للأعمال العسكرية ونتيجة للأضرار الكبيرة التي لحقت بالمباني إثر الحرب بشكل عام، وبالتالي أي خطوة في هذا السياق فإن الشعب السوري ينتظرها بفارغ الصبر، نظرا لأن هناك عدة تداعيات حصلت ما بعد الحرب، فالكثير فقد منزله والكثير يتوق للعودة إلى منزله”.

واعتبر أن هذه الخطوة القطرية التركية “تأتي في سياق الرسائل التطمينية للشعب بأن هذه الشعوب الحية ما زالت تقف إلى جانبهم، وهنا أتحدث عن الشعبين التركي والقطري، فغالبية المشاريع التي تنتشر شمالي سوريا يُديرها أشخاص قطريون وأتراك، وبالتالي وسائل التواصل ما بين كل تلك الشعوب ما زالت مفتوحة، وهي مرشحة لتقديم المزيد من الدعم لأولئك الذين يعانون من ارتدادات الحرب والزلزال شمال غربي سوريا”.

وزاد قائلاً “أعتقد أنه في الأيام القليلة المقبلة ربما نلاحظ بناء وحدات سكنية جديدة، على خطى تلك الجمعيات التي تعمل على تشييد المباني للمتضررين والباحثين عن مأوى ولقاطني المخيمات، فهناك منظمات كبيرة عملت على مشاريع سكنية كبيرة منها منظمة هيئة الإغاثة التركية بالتعاون مع الحكومة السورية المؤقتة وإدارة المنطقة بشكل عام، حيث نقلت الكثير من الذين تضرروا من الحرب أو الزلزال إلى تلك الوحدات السكنية الجاهزة”.

وختم قائلا “هي خطوات إيجابية، وينتظر الشعب السوري شمالي سوريا المزيد منها تجاه الوقوف عند ملامسة همومهم وتقديم الرعاية الكافية لهم، لدعمهم كي يتجاوزا تلك الصعاب التي مرت عليهم إثر كارثة الزلزال وكارثة الحرب السورية”.

نموذج ملموس لجهود إعمار المنطقة

ويمثل مشروع “مدينة الكرامة” شمالي سوريا نموذجًا ملموسًا لجهود الإعمار والإنسانية التي تقدمها “قطر الخيرية” بالتعاون مع شركائها الدوليين، في حين يرى مراقبون أنها خطوة إيجابية نحو تحسين حياة النازحين والمتضررين في المنطقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حسب تعبيرهم.

يأتي ذلك في وقت تمثل فيه الأزمة الإنسانية في سوريا واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الحالي، حيث يعاني العديد من السوريين من التشرد والنزوح داخل بلادهم نتيجة للنزاعات والزلازل التي ضربت المنطقة.

الجدير بالذكر أن قطر الخيرية كانت قد قامت بإنشاء “مدينة الأمل” لتوفير 1400 بيت لأكثر من 8800 شخص من النازحين في الشمال السوري، وتعد هذه المدينة مدينة متكاملة المرافق والخدمات وقد صممت استرشادا بخطة الاستجابة الإنسانية لسوريا وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة، وتحتوي على جميع المرافق الأساسية كالمرافق التعليمية ورياض الأطفال ومسجد ومركز صحي وسوق وأماكن مخصصة للعب الأطفال.

وفي تموز/يوليو 2023، افتتح الهلال الأحمر القطري بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، قرى سكنية لإيواء النازحين في الشمال السوري، ومنها قرية “النصر” الخيرية بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، بهدف إيواء 80 أسرة سورية نازحة في قرية الجامل بمنطقة جرابلس التابعة لمنطقة “درع الفرات” شمالي سوريا.

وتحدثت المصادر القطرية، حينها، عن افتتاح قرية “روافد الخير” وهي ثاني القرى السكنية التي افتتحها الهلال الأحمر القطري في بلدة أخترين بمنطقة أعزاز شمالي سوريا، والتي أنشأها الهلال بالتعاون مع هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، وجمعية خيرات التركية للمساعدات الإنسانية، حيث تم تسليم الشقق السكنية للأسر المستفيدة من هذا المشروع الإنساني.

وفي سياق متصل، وضمن جهود إعادة الإعمار لمتضرري الزلزال في تركيا، وقعت “قطر الخيرية” وبلدية ولاية غازي عنتاب، اتفاقية أخرى لإنشاء سكن اجتماعي لصالح الأيتام في غازي عنتاب  يتضمن 40 شقة سكنية بمساحة 100 متر مربع للشقة الواحدة.

يشار إلى أن تركيا وقطر تتشاركان في دعم الشمال السوري والقاطنين هناك، سواء من خلال الدعم الإنساني: إذ تركز معظم جهود التعاون على تقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين من النزاع شمالي سوريا، حيث قدمت تركيا وقطر المساعدات الإنسانية والمالية للمناطق المتأثرة بالنزاع لدعم النازحين والمهجرين وتوفير المساعدة الإنسانية الضرورية.

كما تركز الجهود المشتركة أيضًا على تعزيز الأمن والاستقرار شمالي سوريا، وقد تم تنفيذ تدابير للمساعدة في إعادة الإعمار وإعادة بناء المناطق المتضررة.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى