100 عام على تحرير إسطنبول.. يوم خرجت قوات التحالف المحتلة مهزومة (تقرير)
تصادف، اليوم الجمعة، الذكرى المئوية الأولى لتحرير مدينة إسطنبول التركية من قوات التحالف المحتلة، التي خرجت مهزومة في 6 تشرين الأول/أكتوبر 1923.
احتلال إسطنبول
حاولت قوات الحلفاء شرعنة وجودها في إسطنبول والمناطق الأخرى المتبقية من الدولة العثمانية من خلال توقيع هدنة “مودروس” في 30 تشرين الأول/أكتوبر 1918، في عهد السلطان محمد السادس، والتي أنهت العمليات القتالية في الشرق الأوسط بين الدولة العثمانية والحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى.
وتشير الهدنة إلى احتلال مضيقي البوسفور والدردنيل، إضافة إلى إعطاء الحلفاء الحق باحتلال أي إقليم عثماني في حالة وجود تهديد للأمن.
بالمقابل تم تسريح الجيش العثماني، وأصبحت الموانئ والسكك الحديدية والنقاط الاستراتيجية الأخرى متاحة لاستخدام الحلفاء، إضافة إلى تراجع القوات العثمانية في القوقاز، إلى حدود ما قبل الحرب.
بعد توقيع الاتفاقية لم تنتظر قوات الحلفاء كثيراً للمطالبة بالأراضي العثمانية، فدخل لواء فرنسي يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، أي بعد 13 يوماً فقط من توقيع هدنة مودروس، ثم تبعته طليعة القوات البريطانية في اليوم التالي، وشكّلت إدارة عسكرية لها داخل إسطنبول.
تحرير إسطنبول
وفي 23 آب/أغسطس 1923، بدأت قوات التحالف بالانسحاب من مدينة إسطنبول، عقب توقيع معاهدة لوزان في 24 تموز/يوليو من العام نفسه.
وغادرت آخر فرقة تابعة لقوات التحالف إسطنبول بعد مراسم أقيمت أمام قصر دولمه بهجة في 4 تشرين الأول/أكتوبر 1923، حيّت فيها العلم التركي.
وفي 6 تشرين الأول/أكتوبر 1923، دخلت قوات الفيلق الثالث التركي بقيادة القائد شكري نائلي، معلنة بذلك انتهاء احتلال إسطنبول رسميا، والذي استمر 4 سنوات و10 أشهر و23 يوما.
وتقام سنويا في 6 تشرين الأول/أكتوبر احتفالات في ذكرى تحرير المدينة.
وأدت معاهدة لوزان إلى الاعتراف الدولي بسيادة الجمهورية التركية المشكّلة حديثاً كدولة خلف للإمبراطورية العثمانية، وتم إعلان الجمهورية رسمياً في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1923، في أنقرة، العاصمة الجديدة للبلاد.
أردوغان يحيي الذكرى
وأحيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذكرى أبطال حرب الاستقلال التركية في مئوية تحرير مدينة إسطنبول من الاحتلال الأجنبي.
جاء ذلك في رسالة بعثها أردوغان للحفل الذي أقامته ولاية إسطنبول أمام نصب الجمهورية في ميدان تقسيم في الذكرى المئوية لتحرير المدينة من القوات الأجنبية المحتلة.
وجاء في رسالة الرئيس التركي “تكللت حرب الاستقلال، بالنصر بفضل تضحيات الشهداء والجرحى الذين منحوا الوطن قيمة أعلى من أرواحهم، وبفضل إرادة الشعب العزيز في الدفاع عن استقلاله وحريته”.
وأكد أردوغان على “مواصلة العمل من أجل الحفاظ على الجمهورية التركية التي أقيمت على أساس تراث حضارتنا ورفعها لمستوى الحضارات المتقدمة”.