طارق أبو كريم ـ وكالة أنباء تركيا
ما تزال أصداء عملية “طوفان الأقصى” تتصدر واجهة الأحداث عربيا وعالمياً، وسط التأكيد أنها “حق مشروع لدفاع الشعب الفلسطيني عن نفسه”، حسب مراقبين.
وأكد مراقبون ومغردون على حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي، أن “إسرائيل دولة احتلال ومواجهتها بجميع الوسائل الممكنة حق مشروع للفلسطينيين، في حين أن عملية طوفان الأقصى نجحت بتحقيق أهدافها ووصل المقاتل الفلسطيني إلى مواقع لم يتخيلها العدو، وذلك بفضل الإرادة إلى جانب السرية والمفاجأة التي أربكت العدو”، مشيرين إلى أن “الصراع سيبقى مستمراً حتى يستعيد أبناء فلسطين أرضهم”.
ولفتوا إلى أن “المقاومة رأت أطفالها ينكل بهم ويعذبون في سجون العدو، طوال السنين الماضية ولازالت السجون تعج بالأطفال والنساء، وبالتالي كل ما نراه اليوم حق مشروع لشعب عانى من ظلم وقهر وتنكيل وإجرام لا يمكن وصفه”.
دعم الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي
وأعلنت الكثير من التحالفات السياسية العربية ومنها تحالف الأحزاب اليمنية، أنها “ندعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال”، مؤكدين أن “طوفان الأقصى رد مشروع على الهمجية الإسرائيلية”.
ورأى مراقبون أن عملية “طوفان الأقصى” أثبتت أن المقاومة “حق مشروع للشعوب ضد الاحتلال ومهما حاول الخونة أن يشرعنوا المحتل لن يفلحوا فهذا ما يقوله التاريخ والأحرار”، مضيفين أن “الحق والكلمة للشعوب في مقاومة المحتل في الوقت والزمان الذي يحدده الأحرار”.
نقلة نوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية
الصحفي الفلسطيني محمد الأسطل، قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “طوفان الأقصى تعد نقلة نوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية وفي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تمكن مئات الشباب من تحرير عشرات القرى والبلدات الفلسطينية التي أقام العدو عليها مغتصباته في كافة المناطق القريبة من قطاع غزة، فقد تمكّنوا من قتل وإصابة وأسر وتدمير وإهانة هذا الجيش الذي لطالما زعم أنه جيش لا يقهر”.
وأضاف “ولا زالت الاشتباكات متواصلة رغم أن هناك ارتقاء لعدد كبير من الشهداء في الجانب الفلسطيني، إلا أن هؤلاء الشباب تمكّنوا من التخطيط والإعداد والتجهيز ومن ثم التنفيذ بطريقة أبهرت العالم، حيث تم إخراج الجنود وأسرهم من دباباتهم، وتم اقتحام المواقع العسكرية بأسلحة خفيفة وبسيطة وتم اقتحام تلك المناطق بسيارات جيب والدراجات وحتى سيرا على الأقدام، وتمت هذه العملية خلال ساعات دون أن يصحو العدو الصهيوني من غفلته”.
إنجاز تاريخي للمقاومة الفلسطينية
وأشار الأسطل إلى أن “هذه العملية تعد إنجازا تاريخيا ومهما للمقاومة، وتعزيزا لثبات وصمود الشعب الفلسطيني سواء كان في القدس أو في الضفة الغربية، فهناك حركة نضال ومقاومة متكاملة يخوضها أبناء الشعب الفلسطيني سواء كان هنا في غزة أو هناك في القدس أو هناك أيضا في قرى ومدن الضفة الغربية، وبالتالي حاليا نتنياهو وحكومته الإرهابية يعيشون حالة من الصدمة التي لطالما اعتادوا أن يقتلوا الفلسطينيين ويأسرونهم، لكنهم تفاجأوا بهذا الرد المزلزل”.
وختم الأسطل “نتحدث الآن عن أكثر من 600 قتيل باعتراف العدو في الجانب الصهيوني، وهناك عدد كبير ممن تم أسرهم إضافة إلى ما تم الاستيلاء عليه من أسلحة ومعدات للعدو، فهي إهانة لم يتعرض لها العدو الإسرائيلي وتعتبر نقلة فعلية ونوعية للمقاومة الفلسطينية وتحديدا كتائب الشهيد عز الدين القسام”.
حق مشروع كفله القانون الدولي
ولفت عدد من المغردين في منصة “إكس”، إلى أن “النضال والمقاومة لأي بلد محتل حق مشروع كفله القانون الدولي والشرائع السماوية ولا يمكن اعتبار أن عملة طوفان الأقصى مغامرة بل هي تأتي في سياق مقاومة الاحتلال الذي يفرض حصارا على غزة من سنوات طويلة جدا ويتسبب بالمآسي الكثيرة للفلسطينيين إلى جانب اعتداءاته المستمرة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية واعتداءاته على المسجد الأقصى المبارك التي تزايدت بشكل خطير في الآونة الأخيرة”.
كما يؤكد مختصون في القانون الدولي أن “مقاومة المحتل بكافة أشكالها حق مشروع للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، وأن سلاحها يحظى بشرعية قانونية ولايمكن نزعه حتى تسترد كافة حقوقها المسلوبة”.
من حق الفلسطينيين مقاومة الاحتلال
وقال رئيس تحرير موقع “السبيل” الإخباري من الأردن عيسى شقفة لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “من حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال، والحصار الظالم عليه وكل أشكال الظلم التي يتعرض لها منذ عقود، إذ يعتبر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث… وفي ظل صمت المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ولا يعرف سوى الازدواجية في المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، لم يجد الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة لدحض الاحتلال الغاشم ولتحرير أراضيه، فمقاومة الاحتلال وتحرير الأرض حق وواجب إنساني وقانوني. فجاءت عملية (طوفان الأقصى)، لتغير المعادلة، ولتعيد لنا المقاومة الفلسطينية الثقة وتبث فينا الروح، وتعيد لنا الحياة بعد أن ظننا أنها لن تعود مرة أخرى”.
معركة التحرير قد بدأت
ولفت شقفة إلى أن “طوفان الأقصى، جاءت لتؤكد لنا أن (معركة التحرير) قد بدأت فعليا، وكسرت الأسطورة الإسرائيلية (الجيش الذي لا يقهر)، وانتهاء لحقبة الخوف من (إسرائيل). وبدأ الفلسطيني في مناطق مختلفة في الداخل والخارج أكثر قوة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.
وختم قائلا “نسأل الله ان يرزق الشعب الفلسطيني الصبر والسكينة والقوة، وأن يلهمهم الصمود في وجه طغيان الصهاينة وإرهابهم والصمت المخجل للمجتمع الدولي، ونعبر عن صادق المواساة في شهداء الأمة الإسلامية والعربية وشهداء فلسطين الأبية الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم وقضيتنا وقضيتهم قضية شرفاء العالم، القضية الفلسطينية”.
وفي سياق كل ذلك، لا تزال المقاومة الفلسطينية تخوض اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدات إسرائيلية عدة محاذية لقطاع غزة، بعد مرور 3 أيام على اقتحام تلك البلدات.
وفجر السبت الماضي، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، حيث يواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة وأهداف مدنية في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية صعبة نتيجة حصار إسرائيلي متواصل منذ عام 2006.