
استهلت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، بقوله تعالى “إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا“، وبقوله صلى الله عليه وسلم “اتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب“، مسلطة الضوء على الأحداث الجارية في غزة الفلسطينية وما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات.
وأضافت أن “ديننا العظيم، الإسلام، هو دين السلام والرفاهية والعدل والرحمة، وفي الإسلام يتمتع جميع الناس بحصانة الدين والنفس والمالوالعقل والنسب، ولقد علم نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم، الذي بعث رسولا للرحمة العالم أجمع أن للحرب أيضا أخلاقا وقوانينا، وقد أمر رسول اللهصلى الله عليه وسلم بعدم إيذاء النساء والشيوخ والأطفال والمعابد وحتى النباتات والحيوانات ولو في الحرب“.
وتابعت “في هذه الجمعة المباركة، وهي عيد المؤمنين، قلوبنا مثقلة وحزينة، بسبب انتزاع أرواح الأبرياء من الحياة مرة أخرى في القدس وفلسطينالتي حررها سيدنا عمر رضي الله عنه وحولها إلى أرض السلام“.
وزادت “إخواننا وأخواتنا المؤمنون يهجرون من أرضهم وبلادهم، إن صرخات الأطفال والنساء والمسنين الأبرياء تحت القنابل الأكثر تدميرا في العالمتجرح بعمق كل من لديه ضمير ورحمة“.
وأوضحت أنه “منذ ما يقرب من قرن من الزمان انتهى السلام والهدوء في الأراضي الفلسطينية، وزرعت بذور الفتنة والقمع مثل خنجر صدئ غرزفي قلب الجغرافيا الإسلامية، ولجأت إسرائيل إلى ممارسة كافة أنواع القمع ضد المسلمين في الأراضي التي احتلتها، ولقد تجاهلت في دولة السلامالقانون الدولي وحقوق الإنسان منذ يوم دخولها هذه الأراضي، ولقد أضرت بمكانة القدس إحدى أقدم مدن البشرية والمقدسة لدى جميع الأديان. ولقد انتهكت حرمة المسجد الأقصى، قبلتنا الأولى ومعبدنا المقدس“.
وتابعت “للأسف، فإن عالمنا اليوم محاصر بالحروب والاحتلالات والأزمات العالمية، وأن ثمن هذا الوضع المزري يدفعه الضعفاء والمضطهدون والأطفال أكثر من غيرهم، وما يحدث في غزة هو أوضح مثال على ذلك“.
وحاء في خطبة الجمعة أنه “لسنوات، حولت إسرائيل مدينة غزة الفلسطينية إلى أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم، ولقد منعت إخواننا في غزة،الذين حاصرتهم، من تلبية حتى أبسط احتياجاتهم الأساسية، ولقد شردت إخواننا من ديارهم ووطنهم، وأخذت منهم أموالهم وممتلكاتهم بغير حق، ولم يمنحوهم أي حق في الحياة، ولقد ذبح المدنيون والنساء والأطفال وكبار السن وشعب بأكمله بأسلحة وقنابل مروعة، واليوم، ترتكب أكبر فظائع في التاريخ في غزة أمام أعين العالم بأسره، في مواجهة كل هذا القمع والظلم، ليس أمام المسلمين خيار سوى المقاومة في نضالهم من أجل الحرية“.
وأضافت “يبين لنا التاريخ أن الظلم لا يمكن أن يكون أبديا ولا تدوم الراحة مع الظلم، ولا يمكن لأي سيادة مبنية على دماء الأبرياء أن تستمر لفترةطويلة (وٱلله متم نورهۦ ولوۡ كره ٱلۡكٰفرون)، ومن المؤكد أن إخواننا الفلسطينيين سيحظون بفرصة العيش بحرية في وطنهم بإذن الله وعونه“.
وأكدت أنه من “واجبنا كأمة محمد هو العمل في وحدة وتضامن والحفاظ على قانون الأخوة لدينا وأن يكون هدفنا تقديم الدعم المادي والمعنوي لأشقائنا الفلسطينيين في نضالهم المشروع، وبذل كافة الجهود لاستعادة أراضيهم المحتلة، وبينما نناضل من أجل الحقوق والعدالة يجب ألا نتجاوز الحدود التي رسمها الإسلام، وعدم الثقة بالمعلومات والمشاركات الكاذبة والمضللة، وأن نعمل بكل قوتنا لنكون أقوياء في كل مجال ونعيد بناء الحضارة التي تضمن العدل والرحمة على الأرض“.
وختمت “دعونا ندعوا لربنا من كل القلب في ساعة الاستجابة هذه من يوم الجمعة المبارك: اللهم انصر إخواننا الفلسطينيين المظلومين الذين يذبحون أمام أعين العالم أجمع. اللهم كن في عون جميع المضطهدين على وجه الأرض، وأحمي بلدنا وأمتنا والبشرية جمعاء من كل أنواع الشروامنح الوحدة والتضامن والفراسة والبصيرة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.. آمين“.