تقاريرهام

“طوفان الأقصى” تكشف زيف وازدواجية المعايير الغربية ضد الشعب الفلسطيني (تقرير)

كشفت عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، زيف وازدواجية المعايير الغربية تجاه القضية الفلسطينية، وذلك دعما لدولة الاحتلال وجرائمها بحق الفلسطينيين.

فمن أمريكا إلى فرنسا ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي، كلهم اجتمعوا على دعم جرائم وانتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطين وأبنائها، كما اجتمعوا على الإقرار بأن من حق دولة الاحتلال الدفاع عن نفسها وارتكاب المجازر بحق أطفال ونساء وشباب غزة.

وكان اللافت للانتباه وما يؤكد ازدواجية تلك المعايير الغربية، هو التعاطف الغربي الصريح مع أوكرانيا خلال الحرب الروسية عليها مؤخراً، حيث كان واضحاً التعاطف الصريح مع أوكرانيا، أما في حرب إسرائيل على غزة فاعتبر الغرب أنه “يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها”.

في حرب روسيا على أوكرانيا، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن ما تتعرض له أوكرانيا هو “جريمة حرب”، أما بخصوص ما تتعرض له غزة خصوصا وفلسطين عموما، فأعلن ماكرون صراحة عن دعمه لإسرائيل وجرائمها قائلا “أعلن تضامني الكامل مع إسرائيل في حربها ضد الإرهاب”.

ولم يختلف موقف ألمانيا عن الموقف الفرنسي، إذ أعرب المستشار الألماني أولاف شولز عن استنكاره لقتل الجيش الروسي عددا لا يحصى من المواطنين الأوكران، أمّا بخصوص غزة فأكد صراحة “الوقوف إلى جانب إسرائيل وأن الغرب اتفق على أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الهجمات اللاإنسانية”.

ومن بين المواقف الأخرى التي تتصدر المشهد دعما لدولة الاحتلال الإسرائيلي هو الموقف الأمريكي، إذ وصف الرئيس الأمريكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين وبسبب حربه على أوكرامنيا بأنه “مجرم حرب”، أمّا بخصوص غزة فأعلن أنه أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “يقف إلى جانب الشعب الإسرائيلي في مواجهة الهجمات الإرهابية، وأن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وعن شعبها بكل تأكيد”.

وحول ذلك، قال الباحث السياسي رشيد حوراني لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “مواقف الدول الغربية تجاه عملية طوفان الأقصى تأتي بناء على تبني إسرائيل ودعمها من قبلهم، فهي تبقى كمخفر متقدم لصالح أهدافهم وبما يحقق إضعاف العرب بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وإبقائها متوترة كي لا تحقق النمو والاستقرار”.

وأضاف “كما أن تبنيهم لمسائل حقوق الإنسان ما هي إلا تبيض لمواقفهم المزدوجة وليس الإيمان بها كقيم وأنماط سلوك”، وفق تعبيره.

واستنكر كثيرون من بينهم رواد منصات التواصل الاجتماعي ازدواجية المعايير الغربية، معتبرين أنه “على مر عقود والغرب وأمريكا يتكلمون عن القيم الأساسية لحقوق الإنسان المتمثلة في الكرامة الإنسانية والمساواة، وقد فهمنا حقوق الإنسان عن طريق تحديد تلك المعايير الأساسية الضرورية لتأمين حياة كريمة، وها نحن نعرف الآن أن الحياة الكريمة لا تعني إلا فئات معينة من العالم فقط، وفق وجهة نظرهم.

وأكد مراقبون أن هذا الأمر ليس بمستغرب عن الدول الغربية وليس جديدا عليهم، ومن ينتظر الدعم أو المساندة من هؤلاء ما هو إلا ضرب من الجنون والغباء، مضيفين أنه يجب أن لا ننسى أن “من أنشأ الكيان الصهيوني هي بريطانيا وأخواتها”، وفق قولهم.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد عزام لـ “وكالة أنباء تركيا”، “أعتقد أنه طوال الوقت كانت الازدواجية والمواقف الغربية حاضرة، ويجب أن ننتبه إلى السكوت على كل جرائم إسرائيل وعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وطوال الوقت كانت هناك مظلة حماية غربية إنكليزية فرنسية أمريكية، وحتى تقييمات حقوق الإنسان الغربية التي تقول إن اسرائيل أضحت دولة فصل عنصري يتم تجاهلها”.

وأضاف أنه “أحيانا يتم التلاعب بالكلمات لإخفاء أو تجميل هذه الازدواجية، كما يجب أن ننتبه أن الحديث عن الحل في فلسطين يأتي دائما من مصلحة اسرائيل، أي عند مراقبة الحديث الغربي عن حل الدولتين أو دولة فلسطينية أو التسوية، نرى أنه يأتي من باب الدفاع عن إسرائيل وشرعنة حقها في الوجود كما يقال في التعبير الإسرائيلي”.

وأكد أن “حرب غزة فضحت كل هذا السكوت على ظلم الشعب الفلسطيني وعن حصاره، وعندما انفجر الشعب الفلسطيني تم فبركة الأخبار والصور والأدلة، ولم تكن هناك جرائم أو قتل للأطفال أو اغتصاب للنساء، وحتى القول بأن الشعب الفلسطيني لا يملك حق الانتفاض أو الدفاع عن نفسه أو المقاومة أو الانفجار، هي خارج حدود المجتمع الدولي الذي يهيمن عليه الغرب بشكل عام”.

وفي هذا الصدد، نشر مركز حرمون للدراسات المعاصرة، تقدير موقف حول عملية “طوفان الأقصى”، لافتا إلى أن “هذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها إسرائيل بكلّ هذا الدعم والتعاطف الغربي، حيث سارعت كل الدول الغربية إلى إبداء تعاطفها مع إسرائيل، بصفتها ضحية (إرهاب حماس)، في حين ذهبت الولايات المتحدة إلى إعلانها تقديم مساعدات عسكرية وغير عسكرية على وجه السرعة، وأرسلت حاملة طائراتها جيرالد فورد إلى شرق المتوسط، وعززت طيرانها في قواعدها في المنطقة”، مبيناً أن ” أن الولايات المتحدة قررت إعطاء إسرائيل الوقت الكافي لتصفية حساباتها مع حماس”.

ووسط كل ذلك، أجمع مراقبون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، على أن “عنصرية الغرب وازدواجية المعايير التي يتعاملون بها بين إسرائيل وغزة جعلتهم شركاء في قتل أي فلسطيني، ما عاد هناك مؤسسات دولية ونظام دولي محايد بين المتخاصمين، الجميع يدعم إسرائيل ضد غزة، والأسوأ أن المطبعين العرب والمتصهينين أصبحوا سكيناً في خاصرة المقاومة”، وفق تعبيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى