تقاريرهام

تهديد إسرائيل لسكان غزة لن يمحو عار هزيمتها على يد رجال “طوفان الأقصى” (تقرير)

طارق أبو كريم ـ وكالة أنباء تركيا

أكد محللون أن لجوء دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى سياسة الأرض المحروقة التي تهدد بها السكان المحاصرين في غزة، لن يمحو عار هزيمتها على التي تلقتها على يد رجال عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وتحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي اللعب على العامل النفسي، فتارة تهدد باجتياح بري لقطاع غزة وبعملية عسكرية محتملة، وتارة تدّعي تأجيل العملية.

وشاركت قوات الاحتلال الإسرائيلي مع صحيفة “نيويورك تايمز”، قبل أيام، تفاصيل غير سرية عن خطة العملية البرية المرتقبة، التي ستنطلق في شمال قطاع غزة، والتي أظهرت أن العملية ستبدأ في الأيام المقبلة، كما تخطط إسرائيل لإرسال عشرات الآلاف من قواتها للاستيلاء على مدينة غزة وإطاحة سلطة “حماس” المسيطرة على القطاع الساحلي المحاصر.

يوم “طوفان الأقصى” يوما مشهودا من أيام الله تعالى

وقال الشيخ عبد الله أبو محمد من غزة لـ”وكالة أنباء تركيا”، “الحمد لله صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، فاللهم لك الحمد حتى ترضى وحتى يبلغ الحمد منتهاه، بداية نقول إن العدو المحتل قد طغى وتجبر في فلسطين كلها، وخاصة ما يخص المسجد الأقصى المبارك حيث استباح العدو المسجد يوميا بانتهاكات كبيرة وزاد الأمر من خلال زيادة الأعداد المقتحمة للأقصى يوميا حتى وصلت إلى آلاف المغتصبين وخاصة أوقات الأعياد”.

وتابع “يضاف إلى هذا الاعتداء على المصلين، وسحل الحرائر، ومنع الصلاة في المسجد والرقص فيه وشرب الخمر وأداء صلوات تلمودية ومحاولة فرض تقسيم مكاني بعد أن فرضوا التقسيم الزماني، إضافة إلى عدوان على الأسرى وهم آلاف وحرمانهم من أبسط حقوقهم”.

ومضى قائلا “زد على هذا استباحة الضفة الغربية يوميا بشتى أنواع العدوان قتلا وتشريدا وهدم منازل ومصادرة ممتلكات… الخ، وأمام هذا  كان لا بد من ردع المحتل وكبح جماحه وتلقينه درسا ، فكان يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يوما مشهودا من أيام الله تعالى، سيسجله التاريخ وتدرسه الأجيال، يوم أن أذل الله تعالى شر الناس الصهاينة المحتلين على أيدي ثلة مجاهدة ربانية أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ساعات محدودة فأوقعوا فرقة غزة كاملة بين قتيل وأسير وجريح، فكان يوما أسود على يهود ساءت وجوههم، ولن ينسوا هذا الحدث إلى يوم الدين حيث لم يسبق في تاريخهم رؤية مثله ولا توقعه؛ لأنه فوق الخيال فضلا عن التوقع”.

إسرائيل تحاول ترميم صورتها

وزاد أبو محمد موضحا “لذا كان من نتيجة هذه الصدمة وبعد ساعات من معرفة شيء مما حدث بدأ العدو المحتل في الانتقام من كل شيء في غزة، فهدم البيوت والعبارات والأبراج السكنية على رؤوس ساكنيها، فقتل الآلاف وجرح أضعافهم، وشرد مئات الآلاف من بيوتهم، وقصف المساجد على المصلين، واستهداف كافة المؤسسات الرسمية والأهلية والمصارف والأسواق ومراكز الشرطة ودمر البنية التحتية وبث الرعب في نفوس الأطفال بالقصف العشوائي ولساعات طويلة يحرمهم النوم، وبات مئات الآلاف بلا مأوى ولا خدمات في الطرقات، وكانت كارثة إنسانية على مرأى ومسمع العالم أجمع بل بمباركة من بعض الدول بل وتقديم دعم عسكري وغيره وللأسف كان بعضه عبر بوابات عربية، ووسط إغلاق الحدود من دول الطوق ومنع وصول أي دعم ومساندة ونصرة للأقصى وغزة وتعدى ذلك مواجهة المتضامنين بقوة السلاح، ووسط خذلان من كافة المؤسسات الرسمية العربية والإسلامية التي لم تحرك ساكنا كعادتها، وسيكتب التاريخ هذا العار إلى يوم القيامة”.

وقال إنه “أمام ما حدث يحاول العدو أن يرمم صورته القبيحة وقوة ردعه الممرغة في التراب ولكن أنى له ذلك مهما فعل وأجرم ولو أباد غزة كلها وأنى له ذلك، ونحن على يقين أن ما بعد الحرب سيكون أشد من وقتها على الكيان لأنه لا يستطيع القاتل نتنياهو ولا حكومته مواجهة شعبهم المهزوم، فضلا عن حالات الهجرة المعاكسة من فلسطين إلى حيث أتوا، وإن آثار هذا الزلزل ستكون قوية وذات أبعاد متعددة، بل سوف ستتعدى الجغرافيا، واخيرا نحن مطمئنون إلى وعد الله تعالى لنا بالنصر المبين، ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا”.

وتزعم مصادر إسرائيلية، أنه من المتوقع أن يكون الهجوم أكبر عملية برية لإسرائيل منذ غزوها لبنان في عام 2006، وسيكون الأول الذي تحاول فيه الدولة العبرية الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها فترة وجيزة على الأقل منذ غزوها للقطاع عام 2008، وفق ادعاءاتهم.

ذخيرة يوازي حجمها ربع قنبلة نووية على قطاع غزة

وتحذّر الكثير من المصادر الفلسطينية وحتى العربية المهتمة بالقضية الفلسطينية إضافة إلى مصادر تركية ومن جنسيات أخرى، من تبعات ما يجري بحق سكان غزة والشعب الفلسطيني، إضافة للتحذير من أي مخطط يهدف لتهجير أهالي غزة بشكل قسري إلى مناطق يخطط لها من ضمنها سيناء المصرية.

وكان اللافت للانتباه ما تحدث به المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من أن قوات الاحتلال الإسرائيلي “أسقطت ذخيرة يوازي حجمها ربع قنبلة نووية على قطاع غزة”، مشيرا إلى أن “إسرائيل تقتل حاليا 14 فلسطينيا كل ساعة بالمتوسط في هجومها المتواصل على غزة”.

ضربة قاصمة من المقاومة الفلسطينية

من جهته، قال ماهر حجازي الكاتب والصحفي الفلسطيني لـ”وكالة أنباء تركيا”، “نحن نتابع هذا التصعيد الإسرائيلي الهمجي على شعبنا الفلسطيني داخل قطاع غزة، ومن الواضح أنه استهداف فقط للمدنيين وتدمير للبنى التحتية، ونحن نتحدث عن أكثر من 2300 شهيد 60% منهم من النساء والأطفال، وبالتالي هذا عدوان يمثل سياسة عقاب جماعي لأهلنا وأبناء شعبنا داخل قطاع غزة”.

وأضاف “لا شك أن هذا الاحتلال الإسرائيلي تلقى ضربة قاصمة من المقاومة الفلسطينية يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ولم يكن يتوقع أنه في يوم من الأيام في تاريخ هذا الكيان أن يحدث معه ما حدث”.

وتابع “هذا الاحتلال الإسرائيلي يقود حربا ضد البشر والحجر داخل قطاع غزة، وما يقوم لن يمحو عار الهزيمة على يد رجال (طوفان الأقصى)، بل يكشف الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال بأنه احتلال مجرم وغير قادر إلى على قتل الأطفال والنساء وتدمير البنى التحتية والمشافي”.

ومضى قائلا “هذا الاحتلال يطبق سياسة الأرض المحروقة منذ نحو 9 أيام، فليس هناك تهديد بل هو يطبق هذه السياسة ويقتل الجميع دون تمييز، فآلاف الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض جراء قصف الاحتلال للمباني والمنازل على رؤوس السكان، وبالتالي هو ينتهج هذه السياسة وسياسة العقاب الجماعي واستهداف المدنيين”.

ووسط كل ذلك، يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة، خطر وقوع كارثة إنسانية كبيرة، من نقص بالخبز والمواد الغذائية الأساسية، وسط قطع قوات الاحتلال الإسرائيلي المياه والكهرباء بالتزامن مع تواصل القصف والحصار على القطاع ما اضطر السكان إلى شرب “مياه غير صالحة للشرب”، وفق صحيفة “ديلي صباح” التركية الناطقة بالعربية.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى