
أكد مهتمون بملف المنطقة وتطوراتها عربيا ودولياً، أن هناك الكثير من الآثار المحتملة للحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرين إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة ستكون كارثة إنسانية وأخلاقية واستراتيجية.
وأعتبروا أن هذا الغزو لن يضرّ بأمن إسرائيل على المدى الطويل ويكبّد الفلسطينيين تكاليف بشرية لا يمكن فهمها فحسب، بل سيهدد أيضًا المصالح الأميركية الأساسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وفق تعبيرهم.
وذكروا أنه في أسوأ السيناريوهات، لن يبقى الصراع محصورًا في غزة، ومن المحتمل حدوث مثل هذا التوسع، إذ إن الغزو المطوّل لغزة سيولد ضغوطًا هائلة في الضفة الغربية، في حين يمكن لغزو غزة أن يدفع فلسطينيي الضفة الغربية إلى حافة الهاوية، وفق تحذيرات المحللين.
ووفق وجهات نظر متقاربة لمحللين سياسيين، فإن “الصراع الخطير في الضفة الغربية سواء في شكل انتفاضة جديدة أو استيلاء المستوطنين الإسرائيليين على الأراضي، إلى جانب الدمار الذي لحق بغزة، سيكون له تداعيات هائلة، وسيكشف الحقيقةَ القاتمة لواقع الدولة الواحدة في إسرائيل إلى درجة لا يستطيع فيها حتى آخر المتعصبين إنكار ذلك”.
كما يمكن أن يؤدي الصراع إلى تهجير قسري فلسطيني آخر، أو موجة جديدة من اللاجئين الذين يلقون بالأردن ولبنان المثقلين بالأعباء بشكل خطير بالفعل، أو الذين تحتويهم مصر قسرًا في جيوب في شبه جزيرة سيناء، حسب المحللين.
وقال الباحث السياسي رشيد حوراني لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الآثار الإنسانية الناجمة عن القصف الهمجي للطيران الإسرائيلي على الأحياء السكنية والمدنيين والمرافق المدنية تقف في مقدمة هذه الآثار، وعن هذه الآثار لا شك سينجم آثار قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى”.
وأوضح أن الآثار قريبة المدى فهي “معالجة المشكلات الناجمة عن التهجير والتدمير وترك المدنيين ونحن على أبواب فصل الشتاء في العراء، والتضييق من قبل إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية”.
وعن الآثار المتوسطة المدى والبعيدة هي “ما ينجم عن هذا القصف الهمجي والظلم الواقع على سكان القطاع من مظلومية لدى أفراده الناشئة، والتي تدفعهم لحمل السلاح لضمان بقائهم وعائلاتهم في أرضهم وموطنهم”.
وزاد قائلا “كما سينجم عن الحرب آثار اقتصادية تتعلق بضعف التبادل التجاري بين المنطقة والدول المجاورة بسبب الاضطرابات التي انتشرت في المنطقة، والتي عززتها الحشودات العسكرية من قبل الدولة الغربية لصالح إسرائيل عبر البحر المتوسط”.
ورأى أن “هناك آثار معنوية تتمثل بحالة الاستقطاب بين الشرق والغرب بسبب السياسات التمييزية لصالح إسرائيل، وتوجه سلبي أيضا من قبل المواطنين العرب بسبب موقف أنظمتهم الذي اقتصر على التنديد والتحركات التي لا ترقى لمستوى الحرب وضحاياها”.
وسيؤدي اندلاع الحرب في غزة أو في الضفة الغربية إلى آثار وخيمة على المنطقة، سواء على الصعيد الإنساني أو الاقتصادي أو السياسي.
وتشمل الآثار الإنسانية المحتملة للحرب:
- الإصابات والوفيات: حيث تؤدي الحرب إلى سقوط العديد من الضحايا وخاصة من المدنيين، ففي حرب غزة عام 2021، استشهد أكثر من 250 فلسطينيًا، بينهم 66 طفلًا، فيما قُتل 13 إسرائيليًا.
- التشريد: يؤدي القصف المدفعي والجوي إلى تشريد آلاف المدنيين، الذين يضطرون إلى ترك منازلهم بحثًا عن الأمان.
- الضرر المادي: تؤدي الحرب إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة بالبنية التحتية، مثل المنازل والمرافق العامة والطرق.
في حين أن الآثار الاقتصادية تشمل:
- الركود الاقتصادي: تؤدي الحرب إلى تعطيل النشاط الاقتصادي، مما يؤدي إلى ركود اقتصادي.
- ارتفاع أسعار السلع: تؤدي الحرب إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما يؤثر على القدرة الشرائية للسكان.
- زيادة الفقر: تؤدي الحرب إلى زيادة الفقر، حيث يفقد العديد من الناس وظائفهم أو مصدر دخلهم.
بينما تشمل الآثار السياسية المحتملة للحرب:
- المزيد من التوتر والاحتقان: تؤدي الحرب إلى زيادة التوتر والاحتقان بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما قد يؤدي إلى تفاقم الصراع.
- تقويض الجهود السلمية: تؤدي الحرب إلى تقويض الجهود السلمية التي تبذلها الأطراف المعنية، مما يعقد عملية السلام.
- التدخل الدولي: قد تؤدي الحرب إلى تدخل دولي، إما من قبل الأمم المتحدة أو من قبل دول أخرى.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد العربي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الحقيقة التي تجلت في عملية (طوفان الأقصى) لكل العالم هي أن الظلم والعدوان والاستعمار والإذلال والقتل العشوائي والاعتقال والسجن وسلب الأرض وتضييق العيش لا يحول أصحاب الحقوق إلى عبيد، ولا يلغي مشروعية حقوقهم ولو امتد العدوان لعقود تكاد تصل للقرن، إن أخذنا بعين الاعتبار الهجرة اليهودية الى فلسطين أيام المحتل الإنكليزي قبل إعلان الكيان الصهيوني سنة 1948، حيث حصلت أول حرب بين الدول العربية والكيان الصهيوني الوليد في تلك السنة، حيث انهزمت الدول العربية وصدر قرار دولي بتقسيم فلسطين إلى دولتين فلسطينية (ويهودية) صهيونية، وفرضت في مجلس الأمن وبدعم من القوى العظمى أمريكا وروسيا وإنجلترا وفرنسا”.
وأضاف “مرة أخرى يتأكد لنا ما أدركناه منذ عقود من أن أمريكا والغرب يتعاملون مع بلادنا وشعوبنا وقضايانا من منطق الاستعباد والدونية والعداء، فما أن بدأت معركة (طوفان الأقصى) بنتائجها الكارثية على الصهاينة، حتى تكتل الغرب كله ضد الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها من فلسطين، وبرر كل عمليات القتل والتدمير والاستباحة، وكأننا شعوب خلق لنقتل ليستفيد الغرب وربيبته دولة الصهاينة”.