هام

دفاعا عن “حماس” بوجه الغرب وأمريكا وإسرائيل.. تصريحات غير عادية لأردوغان لماذا؟ (تقرير)

“تصريحات نارية وليست بعادية”.. بهذه الكلمات أجمع مراقبون على أهمية لهجة التصعيد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في هذا التوقيت بالذات وبالتزامن مع الأحداث والتطورات الميدانية المتسارعة في غزة الفلسطينية المحتلة من إسرائيل.

واعتبر مراقبون أن هذه التصريحات ليست عادية وتؤكد على تحدي أردوغان للغرب وأمريكا وإسرائيل، نصرة لمدينة غزة وللشعب الفلسطيني ولحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

واليوم، تصدر دفاع أردوغان عن حركة “حماس” وعن القضية الفلسطينية، وتصريحاته المناهضة لإسرائيل ومن يقف خلفها ويدعمها سواء أمريكا أو دول الغرب، واجهة المشهد في سياق التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بملف غزة والعدوان الإسرائيلي عليها.

وأكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “حماس” حركة تحرر وطني، رافضاً وصفها بالإرهاب، حسب موقع TRT عربي.

كما انتقد أردوغان سلوك إسرائيل وهجماتها على غزة، واصفاً إياها بـ”الوحشية”، ومؤكداً أنه ألغى زيارة كانت مقررة إلى تل أبيب، حسب المصدر ذاته.

ولم يقف أردوغان عند هذا الحد، بل إلى أن ” إسرائيل أساءت توظيف حسن نيتنا، وقد ألغيت خطتي لزيارة تل أبيب”.

وتابع أردوغان “المجرمون الذين يقفون خلف المجزرة في غزة هم من يدعمون إسرائيل بلا حدود، إسرائيل يجب أن تبحث عن السلام حولها في دول المنطقة لأنها ستكون محتاجة إلى رحمة وشفقة تركيا كما كانت قبل 500 سنة، وستأتي وتبحث عنها حين يدير لها الغرب ظهره”.

وعلى الفور بدأت الردود المتسارعة من ماكينات دولة الاحتلال الإسرائيلي ومن دول غربية أخرى، إذ قالت إسرائيل وعلى لسان مسؤوليها “نرفض تصريحات أردوغان الداعمة للتنظيم الإرهابي حماس، حماس حقيرة أسوأ من داعش، تقتل الأطفال، وتأخذ المدنيين كرهائن، وتستخدم شعبها كدروع بشرية”.

وأضافوا “محاولات أردوغان الدفاع عن حماس بكلماته الاستفزازية لن تغير من الوحشية والحقيقة المطلقة التي يراها العالم أجمع”، وفق مزاعمهم.

كما حشدت أطراف غربية ضد تركيا، وكانت البداية من العاصمة الفنلندية هلسنكي والهجوم الذي شنه متطرفون وداعمون لإسرائيل على السفارة التركية هناك، بحسب مصادر متطابقة.

من جهته، قال نائب رئيس مجلس وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني، ردا على تصريح أردوغان أن “حماس ليست إرهابية”، قائلا “كلام أردوغان مقزز ولن يساعد في تخفيف التوترات، وعلى وزارة الخارجية استدعاء السفير التركي فورا”.

وحول ذلك، قال بشار الشلبي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “الشعب الفلسطيني وعموم الأمة الذين كانوا دوما يلهجون بالدعاء لتركيا وأردوغان عند كل محطة قاسية، كانوا ينتظرون هذه اللحظة التي ينطق بها السيد أردوغان بصوته الصادح بالحق ضد الجريمة الصهيونية، ويضع الحق في نصابه، عن حماس وعن الوضع، قوله هذا بالغ الأهمية والقيمة”.

وأضاف “تركيا دولة كبيرة وجعلها أردوغان من خلال سياساته ذات أهمية قصوى واستطاعت أن تتحرك في أصعب الظروف وباستقلالية مثيرة للإعجاب من كل الأطراف، لذلك يمتلك السيد أردوغان أوراق قوة كبيرة في المنطقة والعالم تمكنه من تحدي العدوان، وهي ليست المرة الاولى، وبالتأكيد فإن العالم المنافق سيقرأ تصريحاته الأخيرة بشكل جدي”.

ولاقت تصريحات أردوغان تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أكد المغردون في منصة “إكس”، أن التصريحات التركية بخصوص غزة على درجة عالية من الأهمية وخصوصا كلام أردوغان، والتي تتجاوز المحتل الإسرائيلي، لا فتين إلى أنه من غير المهم أي تصريحات أو ردود فعل غربية تجاه تركيا، وفق تعبيرهم.

ولفت آخرون الأنظار إلى أن تركيا فقط هي من تجيد التعامل مع الأوروبيين، في إشادة واضحة بمواقف أردوغان المناهضة لإسرائيل والغرب والمؤيدة لغزة وحركة “حماس”.

وثمّن آخرون مواقف أردوغان خاصة وتركيا عامة تجاه القضية الفلسطينية قائلين “تركيا حصن الاسلام الذي انطفأت شعلته وآن لها أن توقد من جديد”.

بدوره، قال الناشط الفلسطيني عمر القيصر لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “حرك حماس جزء من الشعب الفلسطيني ولها تاريخها النضالي وفازت بالانتخابات التي جرت مؤخرا، وما قامت به حماس رفعت الفلسطيني إلى القمم”.

وتابع “بالفعل كما قال أردوغان، حماس حركة تحرر وطني ويجب عدم وصفها بالإرهاب كما يحاك لها في المطابخ الدولية بأنها داعش ليكون هناك تحالف لمقاتلة وقتل الفلسطينيين”.

وزاد قائلا “نرجو من الرئيس أردوغان طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة، وإلغاء كل عمليات التطبيع، لأن تركيا دولة إسلامية قوية ولها دورها الإقليمي في المنطقة، ويجب قطع العلاقات تماما مع هذا الكيان الغاصب”.

ومضى بالقول، إن “إلغاء أردوغان زيارته إلى تل أبيب لاقت صدى كبيرا بين الفلسطينيين”، مضيفا أنه “يجب دعم المقاومة الفلسطينية ودعم حماس الوقوف معها حتى تحرير المقدسات، فكل المقدسات هي ليست لحماس بل هي لكل المسلمين الذين يرون في أردوغان بأنه من الذين يدافعون ويحمون المقدسات”.

واليوم، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على أن أي عملية برية ستنفذها إسرائيل في قطاع غزة ستحول الوحشية التي تجري إلى مجزرة بكل معنى الكلمة، حسب قوله.

وأشار فيدان إلى أن ما يجري في غزة “يزعج الضمير الإنساني وإسرائيل لن تستطيع تحقيق أهدافها بالعنف والقسوة”.

وأضاف “كلما زاد الموت والدمار في غزة زادت ردود الفعل في المنطقة، ولا يمكن التنبؤ بالعواقب”، مؤكدا أن “من يدعم تصرفات إسرائيل بحجة التضامن معها هم شركاء في جرائمها”.

ووسط كل ذلك، ارتفعت حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 6546 شهيداً، منهم 2704 طفلاً و1584سيدة و364 مسناً، بالإضافة إلى إصابة 17439، جُلّهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال نحو 1500 من المواطنين تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف، منهم 630 طفلاً، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، والتي أكدت أن “المنظومة الصحية في غزة خرجت عن الخدمة وباتت في حالة انهيار تام”.

زر الذهاب إلى الأعلى