منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. الفلسطينيون يعانون اليوم من الألم الذي قصينا عليه في تركيا قبل 100 عام

ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على قرب الاحتفال بمئوية إعلان الجمهورية التركية، وملف القضية الفلسطينية والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في خطبة الجمعةنحن في مئوية تتويج نضالنا الوطني بالنصر، وولادة شمس الاستقلال على بلادنا، وإعلان جمهوريتنا، نسأل الله عز وجل أن يوفق أمتنا الحبيبة لفعل ما يتوافق مع رضاه مدى الحياة، ونسأل الله أن يحفظ دولتنا وتبقى إلى الأبد وأن تكون أمتنا سعيدة“.

وأضافتعلى مدى مائة عام تغلبنا على كل الصعوبات بلطف الله وعنايته وبفراسة وبصيرة أمتنا، ولقد قطعنا شوطا طويلا نحو أن نصبح دولة قوية“، مشيرة إلى قوله تعالىولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين“.

وتابعتووفقا للآية الكريمة؛ فإنه بقوة إيماننا لم نستسلم، ولم ننهار، ولم نفقد الأمل في ربنا عز وجل أبدا”.

وأضافتولم نتنازل عن وحدتنا وتضامننا، أصبحنا وطنا لبعضنا البعض بوعي الأخوة، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عبادالله إخواناووفقا للحديث، كنا نثق ببعضنا البعض، ونعتمد على بعضنا البعض، وبلغنا هذه الأيام بالعمل يدا بيد ومن القلب إلى القلب“.

وزادت أيضا أنهبالنسبة لنا وطننا جنة وليس مجرد قطعة أرض، وهذه الأراضي هي وطننا ونحن مصممون  أن يعيش في وطننا بسلام وأمان إلى يوم القيامة، إنها أمانة عليا تركتها لنا أرواح شهدائنا الاحبة، ودماء قدامى محاربينا الأبطال، ومثابرة وجهد وتصميم رجال دولتنا الذين قادوا حرب استقلالنا، وإن هذه الأمانة أغلى من أرواحنا جميعا، وسنموت عند الضرورة، سنضحي بأرواحنا، سنضحي بكل ما نملك، ولن نتخلى أبدا عن وطننا، إرث أجدادنا، كما عبر عنه نشيدنا الوطني:

لا تحسبن ما تحت رجليك ترابا وأيقن

واحتسب لآلاف الراقدين من دون كفن

أنت ابن الشهيد لا تؤذ الأجداد واركن

لا تفرط بجنتك ولو أعطوك الكون بلا ثمن“.

وفي سياق القضية الفلسطينية جاء في خطبة الجمعة أنهمن المحزن أن إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين يعانون من نفس الألم الذي قضينا عليه تماما كأمة في نضالنا الوطني قبل مائة عام، فإسرائيل، التي فقدت رحمتها وضميرها وأصبحت أسيرة الحقد والكراهية، ترتكب جميع أنواع الأعمال الإجرامية بأبشع الهجمات الوحشية أمام أعين العالم.. إن الأراضي الفلسطينية تتوق إلى السلام والهدوء منذ ما يقرب قرن من الزمان“.

وأشارت إلى أنصرخات الأطفال الصغار وصرخات الأمهات الجريحات تجعل عرش العلي يرتعد، ويدفن الآباء أبناءهم الذين يخافون عليهم من شمهم بأيديهم، فإن البشرية تفقد ضميرها في الواقع بينما تشاهد الأرواح التي زهق تحت أنقاض المباني التي تعرضت للقصف، في ظل هذه الظروف، أصبحت مسؤوليات أمتنا وجميع المسلمين أكبر من أي وقت مضى“.

وتابعتدعونا نستمر في الوقوف مع المظلومين وضد الظالمين تماما كما فعلنا منذ قرون (ولا تركنوا إلى الذين ظلموابأقوالنا وأفعالنا بما يتوافق مع الآية الكريمة، ودعونا لا ندعم الظالم ولانرضى بالظلم بما نأكله ونشربه، وما نرتديه ونستخدمه، فلنعمل بكل ما أوتينا من قوة في كل مجال لمنع تكرار مثل هذه الفظائع مرة أخرى“.

وجاء فيهادعونا نحاول القيام بعملنا ومهننا بأفضل طريقة ممكنة، ودعونا نربي أجيالنا القادمة أفرادا مجهزين بالقيم الوطنية والمعنوية، مخلصين لدولتهم وأمتهم، ومفيدين للمجتمع والبشرية، وكما قال ربنا العظيم (انما المؤمنون اخوةفدعونا نحافظ على وعينا بأننا إخوة وأمة وفقا للأمر الإلهي. وفي ذلكالوقت، ستظل هذه الأرض، حيث نعيش في سلام وطمأنينة، وطننا لقرون عديدة“.

وختمت خطبة الجمعةوفي هذه المناسبة نستذكر بالرحمة والعرفان شهدائنا الأعزاء وقدامى المحاربين الأبطال الذين جعلوا هذه الأرض التي نعيش عليها وطنا وعززوا استقلالنا بنضالاتهم الملحمية قبل مائة عام. نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وأجيالنا القدرة على الحفاظ على الأمانات التي تركوها لنا، (وأطيعوا الله ورسولهۥ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ۖ وٱصبروا ۚإن الله مع الصابرين)”.

                                               

زر الذهاب إلى الأعلى