تقاريرهام

الأتراك يحيون الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.. بداية عهد جديد في التاريخ (تقرير)

تصادف اليوم الأحد، الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1923، حيث يحتفل الشعب التركي في هذه المناسبة بفعالياتٍ متنوعة ومبهجة، تعكس مشاعر العزة والفخر باليوم التاريخي في مسيرة البلاد نحو بناء دولةٍ حديثة.

تأسيس الجمهورية التركية

كان إعلان الجمهورية التركية تتويجا لثورة تركية استمرت عدة سنوات، حيث قاد مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه حملة عسكرية ضد القوى الأجنبية المحتلة.

عام 1920، تأسست الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا في العاصمة التركية أنقرة، وأصبحت هذه الجمعية بمثابة الحكومة الشرعية لتركيا، وفي عام 1923، أعلن أتاتورك تأسيس الجمهورية التركية في أنقرة، وأصبح أول رئيس لها.

الأهمية التاريخية لذكرى تأسيس الجمهورية التركية

تُعد ذكرى تأسيس الجمهورية التركية مناسبة مهمة لتركيا، لأنها ترمز إلى بداية عهد جديد في تاريخ البلاد، فقد أدى إعلان الجمهورية إلى قيام دولة حديثة ديمقراطية.

الاحتفالات بذكرى تأسيس الجمهورية التركية

تُحتفل بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في تركيا بإقامة العديد من الفعاليات والاحتفالات في جميع أنحاء البلاد، ومن أبرز هذه الفعاليات: عرض عسكري كبير في العاصمة أنقرة، زيارة ضريح مصطفى كمال أتاتورك، إقامة معارض فنية وثقافية، تنظيم عروض موسيقية ومسرحية.

وتُعد ذكرى تأسيس الجمهورية التركية مناسبة مهمة لتركيا، حيث تُحيي ذكرى بداية عهد جديد في تاريخ البلاد، وتُعد هذه المناسبة فرصة للشعب التركي للتعبير عن فخره واعتزازه بوطنهم.

أعوام عصيبة

ويؤكد مؤرخون أن الأتراك مرّوا بأعوام عصيبة في الفترة التأسيسية للجمهورية التركية، حيث ناضلوا خلالها لنيل استقلال بلادهم.

وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، شهدت تركيا حركة قومية قادها مصطفى كمال أتاتورك، الأب المؤسّس للجمهورية التركية ورئيسها بين عامي 1923 و1938.

ولم يكن الطريق نحو تأسيس الجمهورية التركية في أيّة لحظة مفروشاً بالورود، حيث ناضل الأتراك على كافة الجبهات، خلال الحرب العالمية الأولى وما تلاها من حرب الاستقلال التركية، إلى أن دحروا قوى الاستعمار والاحتلال الأجنبي التي حاصرت الأناضول من كل حدب وصوب، لكنّها عجزت عن تحقيق مرادها أمام بسالة وصمود الشعب التركي، حسب المؤرخين.

وجاء تأسيس الجمهورية التي أنهكتها الحرب، كنهايةٍ لأكثر من عقدٍ من العنف في البلاد، في حين كان أتاتورك هو الزعيم الفعلي لتركيا، أو ما تبقى منها بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وهو الذي قاد حرب الاستقلال ضد القوى الغازية. ومن خلال إنشاء حكومةٍ بديلة في أنقرة، بعيداً عن العاصمة العثمانية التي حاولت القوات الأجنبية احتلالها، سعى أتاتورك إلى إنشاء نظام جديد.

ويروي المؤرخون أنه “بعبارة (أيها السادة، سنعلن الجمهورية غداً) أخبر أتاتورك دائرته المقربة قبل يوم واحد من الإعلان في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923″، وأعقب ذلك تصويت في الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، وتم انتخاب أتاتورك أول رئيس للجمهورية عن طريق التصويت بالإجماع.

وبالنظر إلى إرث النظام شبه البرلماني في السنوات الأخيرة للإمبراطورية العثمانية، أدخلت الجمهورية الجديدة ديمقراطيةً أوسع إلى البلاد، وتم الترحيب بأتاتورك باعتباره رجل الدولة العظيم الذي يعود إليه الفضل في إعادة بناء بلد مدمر بقيمٍ جديدة.

وتحتفل تركيا بيوم الجمهورية بتاريخ 29 تشرين الأول/أكتوبر، عندما قام البرلمان بتعديل الدستور لتغيير نظام الحكم إلى جمهوري، بعد انتهاء حرب الاستقلال التي استمرت 4 سنوات ضد العديد من البلدان، بما في ذلك حلفاء الحرب العالمية الأولى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليونان، وكانت بمثابة نهايةٍ رسمية للإمبراطورية العثمانية، ليتم انتخاب أتاتورك كأول رئيس لتركيا ويستمر الاحتفال بيوم الجمهورية منذ عام 1925.

 

زر الذهاب إلى الأعلى